تعود مجموعة البيانات التي يشار إليها باسم “ملفات شرطة شينجيانغ” والتي نشرها اتحاد من وسائل الإعلام، إلى العام 2018 وتمّ نقلها من قبل المتسللين إلى الباحث في شؤون الإيغور أدريان زانز (Adrian Zenz)، الذي أجرت معه “أخبار الآن” لقاءً خاصاً شرح فيه التورط المباشر لكبار المسؤولين الحكوميين، مثل الرئيس الصيني تشي جين بينغ وغيره من مسؤولي الحكومة المركزية، بعمليات الإعتقال الجماعية بحق أقلية الإيغور.
لدينا بيانات تورّط القيادة الصينية بالجرائم وتشي جين بينغ كان شخصياً على علم بعمليات الإعتقال الجماعية
أدريان زانز
وقال زانز: “لدينا بيانات تسريب لتشاو كي تشي، وزير الأمن العام، يقول فيها إنّ بكين لديها خطة خمسية سرية التي تنفذ بموجبها حملة الإعتقالات الجماعية وطُلب من رئيس جمهورية الصين الحضور إلى المنطقة لتهدئة الأوضاع في شينجيانغ، وتلك الخطة بدأت في العام 2017، في السنة الأولى حين حصلت موجة الإعتقالات الجماعية، وفي السنة الثانية بدأت عملية الدمج، وكان من المفترض أن تنتهي بعد خمس سنوات”.
وتابع أنّ “تشي جين بينغ كان شخصياً على علم بعمليات الإعتقال الجماعية، وعندما عُلم أنّ المعتقلات أصبحت مكتظة طلب المزيد من حراس السجن و عناصر شرطة بالإضافة لتوسيع المعسكرات الموجودة. وذلك ما رأيناه، فقد زادت عملية بناء المعسكرات بشكل كبير، وذُكر في الملف أيضاً أنّ بكين ستدعم شنجيانغ وتدفع التكاليف العالية لمعسكرات إعادة التأهيل”.
من بين البيانات توجد تسجيلات لتشي جين بينغ يقول فيها بوضوح: اعتقلوا الإيغور وعاملوهم كالمجرمين
أدريان زانز
وكشف زانز في حديثه لـ”أخبار الآن” أن “من بين البيانات توجد تسجيلات لتشي جين بينغ يقول فيها بوضوح: اعتقلوا الإيغور وعاملوهم كالمجرمين، كبّلوهم بالأصفاد وأعصبوا عيونهم، وإذا حاولوا الهروب حتى ولو خطوا بضع خطوات، اطلقوا النار عليهم، لديكم تفويض من السلطة للقيام بذلك، لا تكونوا ضعفاء”.
وتابع: “تعليمات الشرطة لحرّاس المعسكرات التي تمّ تسريبها، توضح أنّهم في أبراج المراقبة يستخدمون بنادق القناصة، والصور توضح كيف كانت تنفذ تدريبات الشرطة”. وتبين من خلال الوثائق المسربة أنّ أعداد المحتجزين الذين وضعوا في معسكرات إعادة التأهيل كبيرة جدّاً، ويقدّر العدد بمليون أو بمليونين”.
وقال زانز: “لدينا أكثر من 2000 صورة لمحتجزين، وأصغرهم لفتاة في الـ15، ومن خلال الملف يمكننا أن نلاحظ أنّه أكثر من 12 % من إجمالي السكان في كونا شير وشوفو كانوا في المعتقلات أو في السجون في العام 2018، وذلك يظهر مدى حجم الإعتقالات، نقّدر أن تكون حملة الإعتقالات قد شملت ما بين المليوني شخص”.
باشليت تتسلم نسخة من كتاب الرئيس الصيني عن حقوق الإنسان
خال زيارتها المثيرة للجدل إلى الصين، تسلمّت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت من وزير الخارجية الصيني وانغ يي، نسخة عن كتاب بعنوان: “مقتطفات من شي جين بينغ حول احترام حقوق الإنسان وحمايتها”، قائلاً إنّه يأمل أن تساعد الرحلة في تعزيز التفاهم وتوضيح المعلومات الخاطئة.
في بداية إجتماعها الأول مع الرئيس الصيني عبّرت باشليت عن امتنانها للجانب الصيني لاستضافتها قائلةً: “إنّني معجبة بجهود الصين وإنجازاتها في القضاء على الفقر وحماية حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إنّني أقدر دور الصين المهم في حماية التعددية، ومعالجة التحدّيات العالمية مثل تغيّر المناخ وتعزيز التنمية المستدامة العالمية. إنّ مكتبي على استعداد لتعزيز التواصل مع الجانب الصيني، والتعاون وبذل جهود مشتركة لتعزيز تقدّم قضايا حقوق الإنسان العالمية”.
زانز: زيارة باشليت إلى الصين سخيفة ولا جدوى
هنا، أثارت المنظمات الحقوقية والعالمية تساؤلات وانتقادات حول ما يمكن أن تحققه زيارة باشليت بشكل واقعي، وبات من الواضح أنّ زيارتها كانت في إطار تبيض سجل بكين الحافل بالإنتهاكت بحق الإيغور.
في ذلك السياق، اعتبر زانز في حديثه لـ“أخبار الآن” أنّ زيارة باشليت سخيفة ولا جدوى منها قائلاً: “أعتقد أنّ تلك الزيارة هي مخاطرة كبيرة لأنّها تقوم بها كحل وسط لإرضاء الحكومات الأخرى، وبعضها غير متأكّد من الأدلّة، ولكن الآن ومع ملفات شرطة شينجيانغ لدينا أقوى دليل على الإطلاق ودليل مرئي يمكن لأيّ كان رؤيته بعينيه. فالآن تبدو زيارتها وكأنّها مهزلة، تبدو سخيفة وإشكالية للغاية ولا جدوى منها، ولذلك السبب أعتقد أنّ الدليل الجديد سيتسبب لها بمشاكل في علاقاتها لأنّها الآن عليها أن تصرح ما هو القرار الذي اتخذته بشأن تلك الزيارة، لذا يجب أن نكون ممتنين أنّ هذا الدليل قد نشر الآن فحتى لو قالت الصين أن كل شيء على ما يرام بعد زيارتها، فإن الدليل يظهر العكس تماماً”.
شاهدوا أيضاً: