ما إنْ انتشرت الوثائق والصور التي احتوتها ملفات شرطة شينجيانغ، حتى بدأ الإيغور المتواجدون في الخارج يبحثون عن صور ذويهم، وقد تبيّن وجود تطابقات متعدّدة في البيانات، ما يوفّر دليلاً ثابتاً على أنّ المعلومات تحتوي على أشخاص حقيقيين. أحد هؤلاء الناشط الإيغوري عبد الوالي أيوب (Abduweli Ayup)، الذي عثر على صورة شقيقه المعتقل في شينجيانغ منذ العام 2017، إركين أيوب، والذي حكم عليه 14 سنة.
“نحن نشاهد الفيديوهات والصور ونتعذب منذ 5 أعوام، ونجهل عدد الذين مازالوا على قيد الحياة وعدد الأموات منهم
عبد الوالي ايوب
وقال ايوب لـ”أخبار الآن“: “لقد نظرت إلى الصور المسربة وقد وجدت معلّمتي في المدرسة الإبتدائية، واسمها طاجغول عبد الرسول. وجدت أنّها بلغت سنّاً متقدّمة وكانت في مخيم الإعتقال. لقد مكثت في مخيمات الإعتقال لذلك أعرف أنّ ذلك صعب للغاية خصوصاً بالنسبة إلى الكبار في السن، إذ يصعب عليهم ذلك كثيراً لأنّه يتعيّن عليهم أن يستيقظوا باكراً جدّاً، أي عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت بكين والساعة الرابعة بتوقيت الإيغور. بعد ساعة ونصف، يتعين على المرء الجلوس لمدة 14 ساعة تقريباً، لأنّه يتعين عليك أن تشاهد الفيديوهات الخاصة بالبروباغندا الصينية، والتي ترغمك على التنديد بدينك وثقافتك ولغتك وتاريخك، وإنّه لأمر محزن أن يضطر المرء إلى التنديد بأفراد عائلته”.
في التغريدة أدناه يعلن أيوب أنه عثر على رقم شقيقه المعتقل، إركين أيوب.
My brother Erkin Ayup is on the list which released by #XinjiangPloliceFiles. He got arrested 26July 2017, just after I talked to the about the mass arrestment. He got sentenced 14 years. His daughter also on the list who got arrested died in detention. He is unaware of her death pic.twitter.com/adds8RQp0k
— Abduweli Ayup (@AbduwelA) May 27, 2022
وفي تلك التغريدة، نشر أيوب صورة أخرى لأخيه مع ابنته التي توفيت في مركز احتجاز كاشغر، مشيراً إلى أنّ شقيقه لم يعلم أي شيء عن وفاتها.
My niece and her father are newly leaked konasheher list, China lied that she was not arrested, died at the hospital.
My niece died in the Kashgar detention center where I was detained, humiliated and tortured. Her father has no idea what happened to her. He sentenced 14 years. pic.twitter.com/9ewv0jsUqb— Abduweli Ayup (@AbduwelA) May 25, 2022
وتابع: “نحن نشاهد الفيديوهات والصور ونتعذب منذ 5 أعوام، نحن نجهل عدد الباقين على قيد الحياة وعدد الأموات منهم. هناك أطفال أبرياء، بعضهم في الرابعة عشرة من عمرهم، إنّهم يستحقون العيش كبشر، يستحقون العيش كأطفال، عليهم أن يلعبوا بألعابهم بدلاً من العيش أمام كاميرات التلقين العقائدي والعصي الكهربائية والبندقية، عليهم أن يعيشوا حياتهم. أنا لا أعرف لماذا العالم قاس إلى ذلك الدرجة، لما يتصرف الحزب الشيوعي الصيني بوحشية مع هؤلاء الأطفال الأبرياء ومع أمهاتهم، أنا عاجز عن الكلام، فأنا منهار ومنكوب لا أعرف ماذا أفعل”.
وأضاف: “منذ نشر الوثائق لم يغمض لي جفن لأنّه من بين الضحايا هناك أصدقائي من الطفولة وأساتذتي من المدرسة الإبتدائية والثانوية، وجيراني الذين ترعرعت معهم ولعبت مع أصدقائي منهم. هؤلاء الأساتذة علّموني كيف أكون كائناً بشرياً ورجلاً صالحاً ومفيداً في ذلك المجتمع، لكنّهم اعتقلوا جميعاً ولا أعرف كم يبلغ عدد الذين فارقوا الحياة من بينهم. أتمنى أن نوقف تلك العملية”.
أيوب: الذين ظهروا في الصور أبرياء يستحقون حياة أفضل
في ظل ذلك، أثارت المنظمات الحقوقية والعالمية تساؤلات وانتقادات حول ما يمكن أن تحققه زيارة المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت، وهنا وجّه أيوب رسالةً عبر “أخبار الآن” لباشليت، وطالبها بالعمل على وقف تلك الإنتهاكات، معتبراً أنّ ذلك من مسؤوليتها الأساسية.
وقال: “إنْ كنتِ مفوضة سامية لحقوق الإنسان، هؤلاء بالمقابل هم كائنات بشرية مثلك تماماً، هم بنات كما أنك بنت عائلة وهم أبناء كأبنائك وهم أمهات كأمك. إنْ كنت كائناً بشرياً، ادّعي أنك رأيت الصور وأنّها غير مقبولة، وعلينا وضع حدّ لتلك العملية ونقف موحدين بوجه تلك المأساة. سيدة باشليت، أرجوكي ارفعي صوتك وقولي الحقيقة، وقفي بجانب أصحاب الحق. نريد أن تقولي لا للصين، واطلبي منها أن توقف تلك الأعمال الوحشية بأسرع وقت ممكن”.
وتابع: “أمة الإيغور مستهدفة بغض النظر إنْ كنت يافعاً أو مسناً، إنْ كنت معلّماً أو موظفاً حكومياً، وبغض النظر عن مكانتك الإجتماعية. بمجرد أن تكون من الإيغور، فإنّ إسمك يرد على اللائحة أنت في تلك الصورة… بمعنى آخر، الإيغور مستهدفون ويخضعون لمحاولة التخلّص منهم ومحوهم عن وجه الكرة الأرضية إلى الأبد. اليوم المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت موجودة في الصين، لكن لا أعرف حقاً كيف يمكنها أن تنظر إلى تلك الصور، لاسيما صور الأمهات والأطفال الأبرياء وكيف يمكنها أن تنظر إلى عينيهم”.
وختم بالقول: “هناك أطفال أبرياء. بعضهم في الرابعة عشرة من عمرهم، إنّهم يستحقون العيش كبشر، ويستحقون العيش كأطفال وعليهم أن يلعبوا بألعابهم بدلاً من العيش أمام كاميرات التلقين العقائدي والعصي الكهربائية والبندقية، عليهم أن يعيشوا حياتهم. أنا لا أعرف لماذا العالم قاسٍ جداً ولما يتصرف الحزب الشيوعي الصيني بوحشية مع هؤلاء الأطفال الأبرياء ومع أمهاتهم”.