لم يُعرف الكثير عن الزعيم الجديد لتنظيم داعش فيما يسمى بمقاطعة شرق آسيا، والتي تضم إندونيسيا وماليزيا والفلبين؛ ووفقًا لمراقبي أنشطة الإرهاب، تايلاند أيضًا.
وبحسب The Diplomat فقد عُرف مؤخرًا خلفية ومصدر التطرف للزعيم، المعروف باسمه الحركي أبو زكريا، زعيم جماعة إرهابية داعمة لتنظيم داعش في جنوب الفلبين تُعرف باسم جماعة ماوتي.
في الثاني من مارس آذار 2022، أعلنت القوات المسلحة الفلبينية أن أبو زكريا Abu Zacharia، واسمه الحقيقي “جير ميمبانتاس Jer Mimbantas”، هو أمير جنوب شرق آسيا الجديد لتنظيم داعش؛ ويُعرف أيضًا باسم “فخر الدين حاج ستار Faharuddin Benito Hadji Satar”.
من هو أبو زكريا؟
ويأتي أبو زكريا خلفاً لعويضة مروهمبصر Owaida Marohombsar ” المكنى بـ”أبو ذر”. مثل أبو زكريا، كان أبو ذر أيضًا زعيم جماعة ماوتي، وقُتل في مقاطعة لاناو ديل نورتي في مارس 2019.
وقال المسؤول العسكري الكبير الذي أصدر الإعلان الأخير إن أبو زكريا كان جزءًا من مجموعة ماوتي التي فرضت حصارًا على مدينة ماراوي في مقاطعة لاناو ديل سور في مايو 2017 وقاتل القوات الحكومية في معركة استمرت خمسة أشهر، قُتل خلالها حوالي 1200 شخص، معظمهم من المسلحين، ودُمر جزء كبير من المدينة.
كان أمير داعش آنذاك في جنوب شرق آسيا، “إسنيلون توتوني هبيلون Isnilon Totoni Hapilon“، الذي كان أيضًا قائدًا لجماعة أبو سياف الإرهابية (ASG) ، وزعيم جماعة ماوتي، عمر ماوتي، قادة الحصار، الذين قُتلوا خلال كمين تاريخي قرب نهاية الحصار في أكتوبر 2017.
قالت باحثة الإرهاب التابعة للحكومة الإندونيسية، أولتا ليفينيا نابابان Ulta Levenia Nababan، لصحيفة The Diplomat أن أبو زكريا كان ابن شقيق الراحل عليم عبد العزيز ميمبانتاس، نائب رئيس مجلس الإدارة لـ الشؤون العسكرية لجبهة مورو الإسلامية للتحرير، وهي جماعة متمردة سابقة أصبحت تتعاون الآن مع الحكومة الفلبينية.
قالت أولتا، الباحثة الرئيسية في مجال الإرهاب والعنف السياسي في مؤسستي الأبحاث جالاتيا وسيمار سينتينل: “إنه عضو في عشيرة ميمبانتاس، المشهورة جدًا في بوتيج في مقاطعة لاناو، وكذلك في ماراوي، جير ميمبانتاس نفسه كان ابن شقيق عبد العزيز ميمبانتاس، الذي كانت ابنته متزوجة من “سانوسي Sanusi”، وهو زعيم رفيع المستوى في الجماعة الإسلامية(JI)، وهي شبكة إرهابية إندونيسية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
تم إطلاق النار على سانوسي، الذي اشتهر أيضا باسم إسحاق، أثناء عمليات المطاردة التي قامت بها القوات المسلحة الفلبينية والشرطة الوطنية الفلبينية في مدينة ماراوي في نوفمبر / تشرين الثاني 2012. ووجهت إليه، الذي استخدم أيضًا الاسم المستعار إسحاق، تهمة الحرق العمد والقتل.
السلطات الفلبينية داهمت مجمع جامعة ولاية مينداناو للقبض على سانوسي وستة إرهابيين آخرين مشتبه بهم من الجماعة الإسلامية، تحولت عملية الاعتقال إلى مطاردة تم خلالها إطلاق النار على سانوسي، وتم نقله إلى المستشفى لكنه توفي. وعثرت الشرطة على قنبلة يدوية وبندقية M16 بين مقتنياته.
ووفقًا لما ذكرته أولتا، التي زارت جنوب الفلبين مؤخرًا لإجراء بحث عن المقاتلين الإرهابيين الإندونيسيين هناك، فقد تدرب سانوسي في جنوب الفلبين عندما كان لدى الجماعة الإسلامية معسكر يسمى معسكر جبل قوبا في لاناو ديل سور في 2002-2003 برعاية القاعدة.
انفصلت عشيرة ميمبانتاس عن أبو زكريا منذ أن جلب سانوسي أفكار الجماعة الإسلامية، وزاد هذا التباعد أكثر بعد أن أدخلت جماعة ماوتي أيديولوجية تنظيم داعش
عاد سانوسي لاحقًا إلى جنوب الفلبين والتقى بأبو زكريا؛ كان هذا لأن قريبة له قد تزوجت من سانوسي، بحسب أولتا.
وتضيف: “بحلول الوقت الذي توفي فيه سانوسي في عام 2012، كان قد نشر الفكر الراديكالي بالفعل بين الشباب في ماراوي وبوتيج. عبد العزيز ميمبانتاس، الذي كان زعيما لجبهة مورو الإسلامية للتحرير في ماراوي، لم يكن ضد سانوسي، لكنه لم يدعمه أيضا، في النهاية، وفقا لما ذكرته أولتا، “كان سانوسي مسؤولا عن تطرف جير ميمبانتاس”.
قبل أن تشتبك مجموعة ماوتي مع عائلة ميمبانتاس في بوتيج، على حد قول أولتا، سألت مجموعة ميمبانتاس أبو زكريا عما إذا كان سينضم إلى مجموعة ماوتي ويكون خائنًا أم سيعود إلى مجموعة ميمبانتاس.
كان هناك أيضا معركة بالأسلحة النارية بينهما، هذه القصة التي حصلت عليها من مقابلتي مع أحد أفراد عائلة ميمبانتاس الذي أصبح الآن جزءًا من منظومة الحكم الذاتي في بانغسامورو في مينداناو المسلمة، على حسب ما ترويه أولتا.
وشددت أولتا على أن “عائلة ميمبانتاس تعارض فكرة أبو زكريا الإرهابية”.
قيادة داعش في شرق آسيا
جاء إعلان السلطات الفلبينية أن أبو زكريا هو أمير جنوب شرق آسيا لتنظيم داعش قبل ما يزيد قليلاً عن أسبوع من إعلان الجماعة الإرهابية الدولية عن الخليفة الجديد والثالث المزعوم في جميع أنحاء العالم.
أعلن أبو عمر المجاهد، المتحدث الجديد باسم داعش، عن تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي خليفةً جديدًا في 10 آذار / مارس.
وبذلك أكد وفاة الخليفة السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي قيل إنه انتحر بتفجير حزام ناسف في 3 فبراير 2022 خلال عملية كوماندوز أمريكية في شمال سوريا، هذا ما قاله § ومقره الولايات المتحدة، أو TRAC، في مراجعة المحللين الأسبوعية الصادرة في 16 مارس من هذا العام.
قالت منظمة TRAC إنه منذ الإعلان في 16 مارس / آذار، تم تداول أكثر من 25 تقريرًا مصورًا ومقطع فيديو لخلايا داعش وهي تقسم البيعة أو الولاء للخليفة الجديد على قنوات التنظيم الرسمية عبر تليغرام وRocketChat وMatrix وTamTam، وقنوات أخرى.
“قسم البيعة لخليفة جديد هو طقس أو تجديد ولاء لداعش. إنه أعمق من مجرد التقاط صورة؛ قال TRAC في المراجعة الأسبوعية إن الدعاية المنتجة هي فرصة للتنظيم لإيصال رسالة مفادها أن تنظيم داعش مستمر ولا يزال ملتزماً بالتوسع ومتمسكا به.
بصرف النظر عن النقاط الساخنة لداعش في العراق وسوريا وغرب إفريقيا ونيجيريا، جاءت البيعة أيضًا من الهند وإندونيسيا وباكستان والفلبين واليمن والصومال وأفغانستان وسيناء.
لكن لم ترد أنباء عن تولي قيادة أبو زكريا لداعش في شرق آسيا في أي مكان باستثناء بيان الجيش الفلبيني، وهذا ما تؤكده أيضا فيران خان، مدير التحرير في TRAC، لصحيفة The Diplomat، مما يثير التساؤلات حول حقيقة موقف أبو زكريا.
لم يكن هناك أي حديث عن أبو زكريا على أي قنوات تابعة لداعش، رسمية أو غير رسمية – ولا حديث من أنصار داعش عنه. حتى قناة فرسان شرق آسيا غير الرسمية التي عادة ما تكون ثرثارة جدًا لم تعلق أبدًا على الأمير الجديد لشرق آسيا “.
في 11 مارس 2022، شاهدنا شخص مقنع، يدعى عبد الرحمن بحسب الفيديو، يتقدم المقاتلين المنتمين لداعش في شرق آسيا في بيعتهم لخليفة داعش الجديد أبو الحسن الهاشمي. لا توجد أي معلومات عن هذ الشخص المقنع، وغير معلوم أيضا إلى أي جماعة ينتمي هؤلاء المقاتلين من الجماعات الجهادية في شرق آسيا “ماوتي، مقاتلو الحرية الإسلامية في بانغسامورو BIFF، جماعة أبو سياف ASG، أنصار الخلافة في الفلبين AKP”.
الإصدارات المصورة لداعش في شرق آسيا كانت غائبة بشكل واضح عن يوميات “المجاهدين” خلال شهر رمضان وصور احتفالات العيد، بعكس ما اعتاد عليه التنظيم في كل عام، بحسب فيران خان، مدير التحرير في TRAC.
إذا كان تقرير قيادة أبو زكريا صحيحًا، فإن هذا سيعيد مجموعة ماوتي إلى مركز القوة السياسية لمجموعات داعش الأربعة المختلفة في الفلبين وحدها
فيران خان، مدير التحرير في TRAC
وتتابع: “أتساءل عما إذا كانت جماعة أبو سياف ستشعر بالإهانة لعدم الحصول على إيماءة من الخليفة الجديد؟ الأمر الذي يطرح السؤال – هل ستتحول فروع شرق آسيا الأخرى في إندونيسيا والفرع الوليد في تايلاند تحت سلطة جماعة ماوتي؟ “.
واستطردت خان: “أجد أنه من المثير للاهتمام حقًا أن يكون الهجوم الأخير الذي أعلنه داعش في 9 مايو 2022، قد حدث في راجايان،قرية في ماراوي، حيث شن آل ماوتي حصار ماراوي عام 2017 وعلى الرغم من أننا نعلم أن جميع مجموعات داعش الأربع لا تزال تعمل، وأنهم كانوا هادئين نسبيًا.
وتعود خان إلى فترة الانتخابات الأخيرة في الفلبين، في 9 مايو 2022.، فتقول إن الهجمات خلالها كانت تعد صغيرة نسبيًا. ويضيف: “يقودني كل هذا إلى الاعتقاد بأنهم يستعدون لشيء ما “.
الخلفاء والارتباطات
كان إسنيلون توتوني هبيلون الزعيم المقتول للفصيل الموالي لتنظيم داعش وأول أمير في داعش، يعد شخصية بارزة بين المسلحين والسلطات الحكومية في الفلبين وخارجها. يبقى أن نرى ما إذا كان أبو زكريا الذي يُزعم أنه أحدث أمير في داعش سيكون ذو تأثير مشابه.
ورد في عدد أبريل 2016 من النشرة الأسبوعية لتنظيم داعش “النبأ” إنه تم تعيين هبيلون “أميرًا لجميع قوات الدولة الإسلامية في الفلبين”.
في 21 يونيو 2016، نشر التنظيم مقطع فيديو بعنوان “الهيكل الصلب” اعترف بهبيلون على أنه “المجاهد المفوض لقيادة جهاديي التنظيم في الفلبين وعينه أميرًا لجنوب شرق آسيا”.
ودعا الفيديو مقاتلي جنوب شرق آسيا إلى السفر إلى الفلبين والانخراط في ما أسموه “الجهاد”، وهو ما ندد به غالبية علماء الإسلام في العالم الإسلامي.
كان لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وبرنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية ملف تعريف عنه حيث ذكر أن هبيلون ولد في 18 مارس 1966 في لانتاوان باسيلان، الفلبين.
ووصف شخصيته بأنها “محبوبة من قبل أقرانه، فخور وواثق بقدراته وبنية جسمه، نحيف، قد يكون لديه شعر ذقن وشارب خفيف، بطول 1.65 م إلى 1.70 م ووزن حوالي 54 كيلوغرام”. وعرضت لدى الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل القبض عليه.
في مايو 2017، أشعلت عملية مشتركة للقوات المسلحة الفلبينية والشرطة الوطنية الفلبينية لتنفيذ مذكرة توقيف على هبيلون في ماراوي معركة استمرت خمسة أشهر في المدينة بعد أن قاوم المسلحون محاولة الاعتقال في فيلا يعتقد أن هبيلون يختبئ فيها.
لكن هل يمكن لأبو زكريا أن يلهم مثل هذا الإخلاص؟
قالت منيرة مصطفى المديرة التنفيذية في مجموعة “شاسير غروب” وهي شركة استشارات بحثية وتحليلية متخصصة في التحديات الأمنية، لصحيفة The Diplomat “إن احتمال حدوث ذلك ضعيف”.
وتضيف منيرة “حتى لو استطاع سيكون لديه عدد قليل من الحلفاء والمتعاونين الماليزيين والإندونيسيين. سوف يأتي دعمه في المقام الأول من شعبه، كحد أقصى “.
وحسب مصطفى: “هناك سببان لذلك؛ الأول هو أن نفوذ داعش وأيديولوجيتها آخذة في التضاؤل، ثانيًا أن غالبية حركة داعش في المنطقة مدعومة من قبل التمردات المحلية وهو أمر غير كاف بالنسبة للتنظيم لتشكيل تحالف من أعضاء من مختلف أنحاء المنطقة مع مظالم مختلفة – ما لم يتمكن من إنشاء هدف موحد قوي لأن الطموح العالمي السابق فقد بريقه “.
قالت منيرة إن أبو زكريا مثل الكثير من أسلافه، لعلاقته بالراحل عبد العزيز ميمبانتاس فضل عليه، وربما تكون قد ساهمت إلى حد ما في ترقيته (التي لا تزال غير مؤكدة) إلى رتبة قيادية.
“ومع ذلك، سيظل بحاجة إلى إثبات إمكاناته القيادية التي تعتمد على قدرته على تطوير استراتيجيات طويلة الأمد لتمويل التنظيم أثناء إجراء عمليات قتالية فعالة، واكتساب المعاقل والمحافظة عليها، وتوجيه مجموعته من خلال تدابير صارمة لمكافحة الإرهاب، وكل هذا بالتوازي مع “تحقيق الدعم الشعبي والحفاظ عليه”.
تأخر في تعيين بديل لـ أبو ذر
عويضة مروهمبصر ” المكنى بـ”أبو ذر”،، كان أمير داعش بعد وفاة هبيلون وواحدا من أربعة مسلحين قتلوا في معركة بالأسلحة النارية في 14 مارس 2019. وأسفرت المعركة أيضًا عن مقتل أربعة جنود بالقرب من بلدة توباران الجنوبية في مقاطعة لاناو ديل سور.
أكدت اختبارات الحمض النووي الأمريكية في وقت لاحق مقتل أبو ذر الذي ساعد في قيادة حصار ماراوي عام 2017.
وكانت القوات الحكومية الفلبينية قد تمكنت من قتل معظم قادة الحصار لكن أبو ذر هرب من ماراوي بكمية كبيرة من النقود والمجوهرات المنهوبة من المدينة المحاصرة.
دفع هذا الأمر بالسلطات للخوف من أنه قد يستخدم الثروة التي حصل عليها بشكل غير مشروع لإعادة بناء الجماعات المسلحة والتخطيط لهجمات جديدة.
وقال مسؤول إقليمي في ذلك الوقت إن أبي ذر فر من ماراوي ومعه ما لا يقل عن 30 مليون بيزو (566 ألف دولار) من الأموال المسروقة.
وذكرت وكالة أسوشيتيد برس أن القوات طاردت الزعيم المتطرف ورجاله في أنحاء لاناو.
صرح وزير الداخلية إدواردو أنو، الذي أعلن وفاة أبو ذر في العام 2019: “هذا أمر مهم آخر في حملتنا لإنهاء وهزيمة داعش والجماعات الإرهابية المحلية في البلاد”. وأضاف أن مقتل أبو ذر سيجعل من الصعب على تنظيم داعش ترسيخ وجود قوي في جنوب البلاد.
وقال وزير الدفاع دلفين لورينزانا للصحفيين خلال الإعلان عن مقتل أبو ذر: “في الوقت الحالي، مجموعته بلا قيادة، نحن نراقب من سيحل محل أبو ذر”.
في العام 2019، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن أحد قادة جماعة أبو سياف البارز “حاطب هاجان سوادجان Hatib Hajan Sawadjaan هو “أمير بالنيابة” لتنظيم داعش في المنطقة.
ومع ذلك ادعى قائد الجيش الفلبيني آنذاك في أغسطس 2020 أن سوادجان توفي على الأرجح بعد اشتباكات مع القوات الحكومية في يوليو 2020.
من يوليو 2020 إلى مارس من هذا العام، لم ترد أنباء عن قائد جديد لـ داعش من السلطات الفلبينية.
اشتبه الصحفيون بمن فيهم هذا الكاتب في وجود بديل تم اختياره لكن لم يتم الإبلاغ عن ذلك علنًا من قبل القوات المسلحة الفلبينية.
يبدو أن السلطات الفلبينية غالبًا ما تقلل من شأن مسألة القيادة المقاتلة الجديدة في محاولة لحماية نزاهة عملياتها حتى حدوث تطور كبير في السعي وراء القائد الجديد، كما حدث في حالة أبو ذر عندما تم الإعلان عن قيادته الجديدة من قبل الحكومة الفلبينية.
وبالمثل، فإن إعلان القوات المسلحة الفلبينية في مارس 2022 بشأن أبو زكريا باعتباره أحدث زعيم لـ داعش جاء فقط بعد هجوم كبير في 1 مارس اجتاح قاعدته في قرية نائية في بلدة ماغينغ في لاناو ديل سور.
وقتل في المعركة ثلاثة من رجال أبو زكريا وجندي، لكن أبو زكريا نجا من العملية العسكرية بحسب المعلومات المتوفرة.
وكان الجيش يطارد جماعة أبو زكريا منذ يناير حسب ما صرح عميد الجيش الجنرال خوسيه ماريا كويربو في 2 مارس، مضيفًا أن تقريرًا استخباراتيًا حديثًا حذر من أن مجموعته ربما تستعد لجولة جديدة من الأعمال العدائية.
هل قطع رأس القيادة كاف؟
توضح منيرة مصطفى إن قطع رأس القيادة يحدث طوال الوقت ومن هو المسؤول ليس هو المشكلة الحقيقية بحسب وصفها.
وتابعت: “ما يهم هو قدرة القيادة على إدارة الأتباع والتأثير عليهم وتوجيههم فضلاً عن قوة بناء أسطورة القيادة في تشكيل السرد في صياغة رسائلهم لجذب الدعم والعضوية”.
وتضيف مصطفى: “من المفيد أكثر لأصحاب المصالح في الحكومة والسلطات التركيز على المنافع العامة مثل الانخراط مباشرة مع المجتمعات المحلية لتقليل التوترات سواء كانت عرقية أو دينية، وتعزيز العلاقات المجتمعية، ومساعدة الناس في تطوير استقلاليتهم”.
وأضافت: “عندما يتعلق الأمر بمكافحة المواد المضللة والضارة عبر الإنترنت، ستستفيد المجتمعات أكثر من المساعدة في محو الأمية الإعلامية الرقمية لتحسين مرونتها على الإنترنت”.
وتلفت مصطفى إلى أنه من المرجح أن ينهك وباء كورونا الكثير من المتشددين، الأمر الذي أعاق وصولهم إلى الموارد وزاد من مخاطرهم الصحية، بالإضافة إلى الاضطرار إلى مواجهة العمليات العسكرية المستمرة”.
الجماعات المسلحة الموالية لتنظيم داعش في جنوب الفلبين لم تختف أبدًا؛ سوف تستمر في التواجد طالما أن أعضاؤها يلتزمون بالإيديولوجية… بالنسبة لهم فإن العودة إلى زخمهم قبل كورونا قد يستغرق الأمر بعض الوقت
منيرة مصطفى
قد لا يكون أبو زكريا معروفًا لدى اللاعبين المتشددين الإقليميين مثل هبيلون ولا يزال هناك الكثير من المعلومات عن الزعيم الجديد التي لا يزال يتعين الكشف عنها علنًا، حيث لا تزال وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية في تنظيم داعش تلتزم الصمت تجاهه.
الوقت وحده سيحدد ما إذا كان أبو زكريا سينجح في حشد دعم المسلحين للدول المجاورة وإنعاش الحركة الإرهابية في جنوب شرق آسيا أو سيتسبب في زوال فرع داعش في شرق آسيا في المنطقة كما تأمل الحكومات وأغلبية المسلمين في المنطقة على حد سواء.