سوريا.. استهداف المنازل والمرافق الحيوية بشكل مباشر
- نزوح غالبية سكان ناحية أبو راسين (زركان)
- البلدة كانت تشهد حياة طبيعية حتى تصريحات الرئيس التركي الأخيرة
لم تعد بلدة “زركان / أبو راسين” في ريف الحسكة الشمالي في سوريا، كما كانت سابقًا، فبعد أن تحولت في الأعوام ما قبل 2019 إلى موقعًا تجاريًا وزراعيًا هامًا، إلا أنها الآن أصبحت خاليةً تمامًا من السكان.
بلدة زركان كما تعرف محليًا أو أبو راسين، وفق ما هو معرف من قبل الحكومة السورية تحولت إلى نقطة وصل تجاري ما بين أرياف رأس العين والحسكة والمدن نفسها، وإلى اليوم يتردد عليها سكانها النازحين في ساعات الهدوء للحصول على المتطلبات اليومية ليعودوا مجددًا إلى مناطق نزوحهم خوفًا من أي قصفٍ قد يستهدفهم في أي لحظة.
وفي زيارة ميدانية لمراسل “أخبار الآن” داخل البلدة، تحدث مع عدد من السكان الذين رفض أغلبهم الظهور أمام الكاميرا، بأن الحالة التي يعيشها السكان أصبحت غير مطمئنة، حيث لم يتبقى في البلدة سوى القليل والذين يتسارعون للدخول إلى أقرب ملجأ متوفر فور سماعهم لأي انفجار ناتج عن قصف مدفعي من الجانب الآخر.
وأصبحت البلدة منذ عام 2019 الخط الفاصل ما بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني، والجيش التركي من جهة أخرى، أما البلدة من الداخل فأصبحت تحت سيطرة قوات الأمن الداخلي، وتتوزع نقاط الحرس الحدودي التابع للحكومة السورية على أطراف البلدة.
البلدة كانت تشهد حياة طبيعية، إلا أن بعد تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، والتصعيد الذي بدء منذ أسبوع، لم يتبقى في داخلها سوى عشرة بالمئة من سكانها، مقارنة بعدد سكانها الإجمالي. كما أن البلدة تشهد حالة انقطاع تام لشبكة الكهرباء وعدم توافر المياه، كما أن المواصلات أيضًا انقطعت عن البلدة.
خفض التصعيد وعدم استهداف المناطق الأخرى في سوريا، كان من إحدى اتفاقيات عام 2019 ما بين الجانب الروسي والتركي، والذي أفضى حينها بنشر قوات لحرس الحدود السوري وتسيير دوريات روسية أحادية أو مشتركة مع الجانب التركي على الخطوط الفاصلة بين كل من الطرفين. إلا أن القصف اشتد وخاصةً مع بداية الشهر الحالي، حيث شوهدت دورية للجيش الروسي أيضًا مع علامة الـZ داخل بلدة زركان أثناء الجولة الميدانية التي قام بها المراسل.
لم تتوقف معاناة سكان البلدة على النزوح الذي تعرضت له بل يعيش القلة المتبقين، الذين أصبحوا معدودين حفاظًا على ممتلكاتهم، والذين يتسنى لهم الفرصة في إخراجها بعد.
حالةٌ قلق وخوف بعد شهادات البعض منهم لمراسل أخبار الآن، بأن الناس هنا يتعرضون للتهديد من قبل شخصيات في الجيش الوطني، في حال تعاونهم مع الإدارة الذاتية في المنطقة، وذلك ما كان يفسر امتناع الأغلبية من الحديث أمام الكاميرا، كون ذلك كان سيعرض حياتهم للخطر.
من جهة أخرى صرح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” بأنهم يأخذون التهديدات التركية على محمل الجد، فيما أن المناطق التي حددها الرئيس التركي لشن عمليته العسكرية هي مدينتي منبج وتل رفعت في ريف حلب.