من هو ياسين السوري قيادي القاعدة المقيم في إيران؟
بعد مقتل أيمن الظواهري في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار استهدفت مخبأه بكابول في أفغانستان، يبرز السؤال حول خليفته المحتمل على رأس تنظيم القاعدة، في حين تتصدر بعض الأسماء مشهد التنظيم، ومن بينها ياسين السوري.
ويعد عز الدين عبد العزيز خليل، المشهور باسم ياسين السوري، من أبرز قادة القاعدة المرتبطين بإيران، وولد عام 1982 في القامشلي في شمال شرق سوريا.
وهو أحد قادة القاعدة الموجودين في إيران، وعلى رغم تصنيفه من قبل الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب وخصصت 3 ملايين دولار لمن يساعد بالقبض عليه عام 2011، إلا أن نشاطه في القاعدة بدأ عام 2005.
وانضم ياسين السوري للقاعدة وساهم بشكل كبير في توفير الدعم اللوجستي للتنظيم، إذ تورط في الإشراف على عمليات نقل الأموال والرجال من مختلف الدول العربية إلى الأراضي الإيرانية، التي أصبحت الممر المفضل له إلى باكستان، حيث يقيم عدد من قادة التنظيم.
ووفقًا لبرنامج المكافآت من أجل العدالة الأمريكي، فإن السوري كان ميسرًا لأعمال القاعدة في إيران، وكان المسؤول عن نقل أموال التبرعات إلى قادة القاعدة داخل إيران، إضافة إلى تسهيل حركة المقاتلين إلى الغرب وأفغانستان.
إضافة إلى ذلك، ثبت ضلوعه في جمع وتحريك أموال رجال القاعدة، وعمل بشكل مباشر مع الحكومة الإيرانية من أجل تسهيل إطلاق سراح عناصر القاعدة الموجودين في إيران.
ياسين السوري يقيم في إيران منذ عام 2005
وقد سمح النظام الإيراني لياسين السوري بالعمل على أراضيه منذ عام 2005، واستطاع بذلك نقل التبرعات التي تمنحها العديد من الجهات الداعمة للتنظيم من جميع أنحاء العالم العربي، إلى إيران كمرحلة أولى ومن هناك يتم توزيعها على مسارح العمليات في أفغانستان والعراق أو حيثما تقتضي الحاجة.
وفي 28 يوليو من عام 2011، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية ياسين السوري على لوائح الإرهاب، وتعهد برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع للحكومة الأمريكية بصرف مكافأة تصل قيمتها إلى عشرة ملايين دولار أمريكي مقابل الإدلاء بمعلومات عنه، ثم تم تخفيض المكافأة مؤخرًا إلى ثلاثة ملايين فقط.
ووفقًا لعروة عجوب، الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، من الصعب تحديد طبيعة العلاقة بين ياسين السوري وإيران منذ اعتقاله عام 2011 لأن الأمر لم يتم الكشف عنه من قبل الولايات المتحدة التي كانت وراء تصنيفه من بين المتعاونين مع إيران.
وقال عروة عجوب في مقابلة مع أخبار الآن: ”لكن عندما يتعلق الموضوع بالعلاقة بين القاعدة الأم وإيران فيمكن وصف هذه العلاقة بالتعاون التكتيكي كما وصفها أحد المختصين الأكاديميين في دراسة مكافحة الإرهاب عساف مكدنة، وما نقصده هنا أن القاعدة وإيران يتشاركان نفس العدو وهو الولايات المتحدة ولكن بنفس الوقت لكل منهما أفكاره الأيديولوجية التي تصور له الطرف الآخر على أنه عدو“.
وكانت السلطات الإيرانية ألقت القبض على السوري في ديسمبر 2011 عقب الإعلان عن المكافأة الأمريكية مقابل الإبلاغ عنه، لكنها أنكرت رسميًا وجوده على أراضيها في محاولة للتنصل من المسؤولية.
ووفقًا لتصريحات عروة عجوب، تعود جذور العلاقة بين القاعدة وإيران إلى أوائل التسعينات حيث أبرمت إيران نوعًا ما صفقة مع رجال القاعدة لتدريب بعضهم في إيران وفي لبنان في سهل البقاع مع عناصر حزب الله، لكن تواجد قادة القاعدة وأفراد من عائلة بن لادن في إيران بدأ بشكل فعلي عام 2002 أو 2003 بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان.
وبالنظر إلى حالة ياسين السوري، وسيف العدل، وغيرهما من قادة تنظيم القاعدة المصابين بـ ”متلازمة طهران“، يتضح للجميع أن علاقة إيران مع القاعدة قد تمنحها القدرة على التدخل في اختيار الشخصية التي ستخلف أيمن الظواهري في زعامة التنظيم، فقد أصبحت المحرك الرئيسي والأساسي للقاعدة، والملاذ الحقيقي لقياداتها الحالية، من أجل استخدامهم في مواجهة أعدائها.