القاعدة يقر ضمنياً بمقتل أيمن الظواهري
أقر تنظيم القاعدة، ضمنيًا، بمقتل أميره السابق أيمن الظواهري، والذي اغتيل في عملية استخبارية أمريكية أثناء وجوده بالحي الدبلوماسي، بالعاصمة الأفغانية كابل، أوائل أغسطس/ آب الماضي.
ونشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، إصدارًا جديدًا من سلسلة “صفقة القرن أم حملات القرون” والتي بدأها أيمن الظواهري قبل عامين من مقتله، وخصصها للحديث عن رؤية القاعدة لخصومه ومشروعه القتالي، بعد الانتكاسات التي تعرض لها.
وتضمن الإصدار الجديد (الحلقة 7 من سلسلة صفقة القرن أم حملات القرون)، اسم أيمن الظواهري دون أن يُتبع بدعاء “حفظه الله” الذي يستخدمه التنظيم في وصف قادته الأحياء، على الرغم من أن الحلقة السادسة من سلسلة صفقة القرن أم حملات القرون، والمنشورة في 14 يوليو/ تموز الماضي تضمنت اسم زعيم تنظيم القاعدة متبوعًا بلفظ “حفظه الله”، مع العلم أن نشر الحلقة السادسة جاء قبل نحو أسبوعين فقط من مقتل أيمن الظواهري في كابل.
وكان التنظيم حاول الإيهام بأن الظواهري على قيد الحياة، وذلك بعد أن أورد اسمه متبوعًا بدعاء “حفظه الله” في ثنايا كتاب جديد نشره، أمس الأحد، لـ”أبو محمد المصري”، نائب أيمن الظواهري سابقًا، والذي قُتل في عملية استخبارية في العاصمة الإيرانية طهران في أغسطس/ آب 2020، قبل أن يعود التنظيم ويتدارك خطأه أمس ويشير لاسم “الظواهري” مجردًا من أي دعاء في الإصدار الأخير من سلسلة صفقة القرن أم حملات القرون.
ولجأ تنظيم القاعدة، مؤخرًا، لذكر اسم قادته المقتولين مجردًا دون الإشارة لهم بالعبارة الشهيرة التي يستخدمها في رثاء قادته وهي “تقبله الله”، وهو نفس ما حصل مع أبو محمد المصري الذي ظل التنظيم يتكتم على مقتله لمدة عامين قبل أن يقر، ضمنيًا، بمقتله أمس الأول (السبت) في بيان دعائي أصدره بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر.
وتضمن الإصدار حديثًا سُجل في وقت سابق لأيمن الظواهري، تحدث فيه عن ما يسميه بـ”معركة الدعوة” والتي تحدث عنها أيضًا في الحلقة السادسة من نفس السلسة.
وقال “الظواهري” في كلمته التي سُجلت قبل مقتله إن الحركة الجهادية عليه أن تقوم بتربية أعضاءها على التربية والإعداد العلمي الصحيح، مضيفًا أن الحركات القتالية ومنها القاعدة أغفلت هذه المسألة وهو ما أدى إلى ظهور تجاوزات عديدة في صفوفها، على حد وصفه.
كما تضمن الإصدار مقتطفات من أحاديث سابقة للمنظرين الجهاديين البارزين عبد الله عزام الشهير بلقب “رائد الجهاد الأفغاني”، وعمر عبد الرحمن أمير الجماعة الإسلامية المصرية سابقًا، وقال أيمن الظواهري إن “عزام” حرض الجهاديين للسفر إلى أفغانستان لـ”إقامة القاعدة الجهادية” التي تكون مهمتها قتال الحكومات العربية، كما تحدث أمير القاعدة المقتول عن مرافعة عمر عبد الرحمن في قضية الجهاد الكبرى التي ضمت كوادر تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية بعد مقتل الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، مضيفًا أنه سمع هذه المرافعة أثناء محاكمته في نفس القضية والتي اتهم فيها الظواهري مع عمر عبد الرحمن والمئات غيرهم.
كما ألمح أيمن الظواهري إلى مراجعات الجماعة الإسلامية المصرية معتبرًا أن الولايات المتحدة هي التي رعتها، على الرغم من أن المراجعات تمت بمبادرة ذاتية من قادة الجماعة الإسلامية في السجون المصرية عام 1997، قبل أن تقرر الحكومة المصرية المضي قدمًا في مبادرة المراجعات وأعلنت البدء فيها عام 2002.
ومن الواضح أن تنظيم القاعدة سيواصل نشر الحلقات المتبقية من سلسلة صفقة القرن أم حملات القرون، والتي سجلها أيمن الظواهري قبل فترة، دون أن يعلن على الملأ اختيار خليفة أو أمير جديد للقاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري، وهو ما فعله التنظيم اليوم بعد نشر الحلقة السابعة من السلسلة.