الشارع الإيراني يغلي منذ يوم الجمعة الماضي على وقع مقتل الشابة مهسا أميني جرَّاء الضرب المبرح الذي تعرضت له على يد عناصر شرطة الآداب بسبب شكل حجابها.
- لليوم الرابع على التوالي تستمر التظاهرات ضد النظام الإيراني في مدن إيرانية مختلفة
- صور ومقاطع حصرية لأخبار الآن توثّق العنف الذي تنتهجه السلطات بحقّ المتظاهرين
- قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين الذين نددوا بالنظام وهتفوا “الموت لخامنئي”
تجدَّدت التظاهرات المناهضة للنظام الإيراني الحاكم والمطالبة بالحريات والحقوق في عدد من المدن الإيرانية بعد مقتل الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً يوم الجمعة 16 سبتمبر الماضي، والتي دخلت في غيبوبة بعدما ألقت ما تُعرف بـ “شرطة الأخلاق”، القبض عليها بسبب ما اعتبرته خرقاً لقواعد الحجاب، التي تلزم المرأة الإيرانية تغطية شعرها وذراعيها ورجليها بملابس فضفاضة.
وقد أكَّد شهود عيَّان على واقعة القبض على مهسا أميني، أنَّ ضباط الشرطة قد قاموا بضرب الشابة بشكل مُبرح داخل السيارة التي نقلتها من أمام محطة مترو الأنفاق إلى مقرّ الإحتجاز، رغم نفي الشرطة الإيرانية لذلك وادراجه في خانة “الإتهامات الجبانة”، والقول أنا أميني قد تعرَّضت لـ “قصور مفاجئ في القلب” خلال انتظارها وعدد من النساء في مقر الشرطة.
في ذلك السياق، حصلت أخبار الآن على صور ومقاطع حصرية من مختلف المدن التي تشهد احتجاجات متكررة بوجه النظام الإيراني ولليوم الرابع على التوالي. وتظهر تلك الصور قوات الأمن الإيرانية وهي تطلق النار الحي على المتظاهرين الذين رفعوا شعارات مطلبية عدة تبدأ برفض قوانين الحجاب الجائرة المفروضة على المرأة الإيرانية والاعتراض على العنف المتكرر بحق المدنيين، ولا تنتهي عند الهتاف ضدَّ حكم الملالي والتنديد بالمرشد الأعلى أية الله علي خامنئي عبر القول “الموت للديكتاتور”. وقد أسفر ذلك العنف المُفرط بحق المدنيين المتظاهرين عن وقوع قتلى وجرحة بصفوف المتظاهرين.
ويُذكر، في السياق، أنَّ أميني التي توفيت في المستشفى بعد دخولها في غيبوبة لثلاثة أيام، هي شابة كردية من مدينة سقز الواقعة في إقليم كردستان غرب إيران، والتي تشهد غضباً عارماً وتظاهرات مستمرة منذ مقتل أميني، تقابلها السلطات بفتح النار بشكل عشوائي على المدنيين وقطع شبكة الإنترنت عن المدنية. وقد أدلى والد أميني بتصريحات لوسائل إعلام محلية أكَّد فيها أن ابنته لم تكن تعاني أي مرض، على عكس إدعاءات السلطات السياسية والأمنية التي تقول أن الشابة كانت تعاني من مصاعب صحية، وذلك للتعتيم عن الإجرام الذي نُفذ على أميني والذي قضى بمقتلها.
من جهتها أعلنت جماعة هينغاو الكردية لحقوق الإنسان الأحد الماضي أنّ 38 شخصاً على الأقل أصيبوا أثناء الاحتجاجات التي اجتاحت مدن إقليم كردستان، كما أعلنت مقتل اثنين من المحتجين عقب اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وقالت إن فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات أصيبت بطلق ناري في الرأس في مدينة بوكان الإيرانية الواقعة غرب محافظة أذريبيجان.
وعلى هذا الخط، شهدت جنازة مهسا أميني قيام العديد من النساء الإيرانيات بخلع حجابهنَّ للتعبير عن رفض منهجية تعنيف النساء اللواتي لايلتزمن بما تسميه السلطات “أدب الحجاب”، هذا التعنيف الذي يصل إلى درجة القتل كحالة أميني. وقد رافقت الجنازة حملة تضمان إلكترونية واسعة لإيرانيات في الداخل والخارج قمن بقصّ شعرهنَّ لعدم تغطية الرأس، في رسالة رافضة للقواعد الصارمة التي دفعت أميني إلى الهلاك.