ليلة الإثنين الماضية لم تكن عادية على الإطلاق بالنسبة للأوكرانيين الذين عاشوا ساعاترعب وخوف كبيرين جرّاء الإنفجارات الضخمة التي هزّت كييف ومناطق أخرى في أوكرانيا، وقد أسفرت عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى. وقد جاء ذلك بعد ساعات قليلة من تفجير أوكرانيا جسر القرم الذي يعتبر الشريان الحيوي للقوات الروسية.
ليلة الرعب الكبير
جليب وزوجته أوليا ناجيان من قصف كييف وكانا شاهدين على ما حصل مؤخراً، تحدّثا لـ”أخبار الآن” عن تفاصيل ما حصل ولحظات الرعب التي عاشها الزوجان: “نحن من كييف عاصمة أوكرانيا، ونعيش بالقرب من وسط المدينة… في 10 أوكتوبر 2022 نحو الساعة الثامنة صباحاً، استيقظنا على أصوات انفجارات متلاحقة، وأوّل ما خطر في بالنا هو الإختباء في الرواق”.
أضافا: “انتظرنا هناك لبعض الوقت ثمّ نظرنا من النافذة ورأينا أعمدة الدخان، وكأنّ وسط المدينة بأكمله كان يحترق، السكان كانوا يهرعون من الطوابق العليا باتجاه الملاجىء، أردنا إحضار المياه، وعندما كنّا نقف بالقرب من المنزل نظرت إلى الأعلى ورأيت العصافير تطير بسرعة، وبالنسبة لي ذلك يُنذر بحدوث أمر سيء، بعدها بقليل سمعنا صوت انفجارين خلف المنزل، خفنا كثيراً وركضنا إلى أقرب ملجأ حيث وجدنا سكاناً مع أولادهم يختبئون هناك وكانوا يرتدون المعاطف فوق ملابس النوم، قرّرنا مغادرة المدينة بعدما سمعنا شائعات أنّ تلك مجرّد البداية، بحثنا كثيراً عن محطة وقود لكن كلّ المحطات كانت مقفلة بسبب الإنقطاع الكهربائي، حتى المصارف كانت مقفلة والإتصالات مقطوعة، لم يكن بإمكاننا سحب أيّ مبلغ من المال أو شراء أيّ شيء من المتاجر، ونحن على الطريق وجدنا محطة محروقات لديها مولد كهربائي، فانتظرنا 30 أو 40 دقيقة لنملأ سيارتنا بالوقود، وبينما كنّا ننتظر دورنا قُصف جسر المشاة، توجهنا بعدها إلى محطة المترو فيدوبيتشي حيث رأينا الدخان الأسود يغطي المدينة بأسرها، ثمّ علمنا أنّ الصاروخ استهدف محطة توليد الطاقة الحرارية وهكذا أصبح نصف المدينة من دون كهرباء، وقد رأينا أعداداً كبيرة من رجال الإطفاء وسيارات الإسعاف والقوات العسكرية على الطريق”.
وتابعا: “غادرنا المدينة لمدّة يومين وبعدها عدنا لنجد أنّ التيار الكهربائي مقطوع عن نصف المدينة كما أنّ هناك انقطاعاً متواصلاً للتيار الكهربائي في العديد من المقاطعات، فالمحوّل الكهربائي الذي كان يمدّنا بالطاقة قد تمّ قصفه، وبالتالي السكان لا يمكنهم أن يحضروا الطعام أو أن يشحنوا هواتفهم أو حتى أن يعملوا، كما أنّ المسنين يواجهون صعوبة كبيرة في الوصول إلى شققهم لأنّ المصاعد متوقفة. الغارات الجوية والهروب إلى الملاجىء أصبحا من يومياتنا. نتمنّى أن يعود التيار الكهربائي وأن تعود الأمور إلى سابق عهدها”.
جسر القرم شريان نقل لوجستي للقوّات الروسية
كما أتى ذلك القصف بعد تحذيرات عديدة من احتمال تصعيد موسكو لضرباتها على الأراضي الأوكرانية، لاسيما بعد الضربة الموجعة التي تلقتها يوم السبت الماضي باستهداف جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014. فقد رجح العديد من المراقبين أن يرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصاع صاعين على ذلك الهجوم، عبر تكثيف ضرباته الصاروخية للأراضي الأوكرانية، لاسيما بعد أن اتهم رسمياً أمس المخابرات الأوكرانية بالتورّط.
تجدر الإشارة إلى أنّ جسر القرم الذي أنشئ بكلفة كبيرة ودشنه بوتين العام 2018، يشكل شريان نقل لوجستي للقوّات الروسية التي تقاتل على الأراضي الأوكرانية، وطريق إمداد مهم لها، لاسيّما إلى منطقة خيرسون ومدينة سيفاستوبول الساحلية.
شاهدوا أيضاً: “مات والدي بين يديّ.. يورا الناجي من ما حدث في بوتشا يروي التفاصيل كاملة!