تدخل الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثامن على وقع تطوّرات يومية في الميدان حيث يستمر الاقتتال، ويأخذ منحى تدميرياً جديداً تتقصده موسكو التي أخذت خيار ضرب البنى التحتية على اختلافها. وقد سُجَّل في ذلك الإطار، تحوّل أوكرانيا من خانة الطرف المدافع إلى الضفة الهجومية أيضاً بعد التفجير الذي طال جسر مضيق كيرتش، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، والذي سُجّل بعده اعترافاً أوكرانياً مُبَطَّناً بالضلوع في تلك العملية التي اعتبرتها موسكو مدخلاً لها للاستفحال في خرق كل قوانين الحرب الدولية، التي تمنع قصف مدنيين ومنشآت مدنية ومناطق سكنية.
2400 مسيرة إيرانية تشارك بقصف أوكرانيا
لكنَّ موسكو فعلت كلّ ذلك من دون الانكار مؤخّراً بحجة الرد على الضربة التي طالت جسر القرم الوحيد. وعليه، أطلقت روسيا صباح الاثنين 10 أكتوبر، أكثر من 75 صاروخاً باتجاه كييف ومدن وبلدات أخرى، استطاعت الدفاعات الأوكرانية تحييد نحو 41 صاروخاً، فيما حقق العدد المتبقي أهدافه وقتل عشرات المدنيين. والعديد من تلك الصواريخ التي خرقت الدفاعات، هي صواريخ إيرانية كما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من وسط كييف الاثنين الماضي.
أوكرانيا تتهم إيران بقتل الأوكرانيين
في ذلك الإطار، أجرت أخبار الآن مقابلة خاصة مع مستشار وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، أنطون غيراشينكو (Anton Gerashchenko)، الذي اتهم إيران مباشرة بضلوعها في الحرب الروسية على أوكرانيا. وشرح استخدام روسيا المسيرات الإيرانية قائلاً: “لم يكن لدى الروس، على الرغم من زعمهم أن لديهم أقوى جيش في العالم، طائرات بدون طيار هجومية، لذلك ناشد بوتين القيادة الإيرانية، واستناداً إلى رئيسنا، هناك عقد لما يصل إلى 2400 طائرة هجومية بدون طيار وقدرتها على الطيران في نطاق 1100 كيلومتر، وهي مجهزة بمحركات تعمل على البنزين، وتُستخدم في صنعها مكونات غربية ومعالج غربي”.
أضاف غيراشينكو “لسوء الحظ، لم يضمن الغرب بعد وقوع تلك الطائرات في أيدي النظام الإيراني عدم الحصول على التقنيات التي تسمح له بصنع هذه الطائرات من دون طيار تحتوي على رأس حربي يزن نحو 10 كيلوغرامات ويمكن أن تسبب أضراراً للمنشآت العسكرية الأوكرانية والمنشآت الأوكرانية المدنية وما إلى ذلك، بالطبع، لا يمكن مقارنتها من حيث الأضرار التي لحقت بعدها بصواريخ كروز، التي تحتوي على مئات الكيلوغرامات من الرؤوس الحربية وقوة هجومية مختلفة تماماً، ولكن مع ذلك، اتضح أن الإيرانيين يساعدون الروس على قتل الأوكرانيين”.
اقحام بوتين لبيلاروسيا في الحرب
إلى جانب الدرو الإيراني الذي بات واضحاً بالنسبة للإدارة الأوكرانية، تتهم كييف مينسك بضلوعها في الحرب عليها رغم المواربة التي تُحيط بمواقف الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي يدفعه بوتين أكثر وأكثر نحو الخوص في الدماء الأوكراني. وفي الإطار قال غيراشينكو لـ”أخبار الآن“: “منذ البداية، يرغب بوتين في أن يغزو لوكاشينكا وجيشه أوكرانيا، ومع ذلك، فإن لوكاشينكا ماكراً وخسيساً للغاية فقد خان بوتين ورفض غزو أوكرانيا في فبراير، ومنذ ذلك الحين، طالب بوتين لوكاشينكا استخدام قواته المسلحة عدة مرات وتم رفض ذلك في كل مرة”.
وأضاف غيراشينكو: “لكن لوكاشينكا هو معتدي بنفس القدر، وهو مجرم حرب مثل بوتين، لأنه وفَّر الأراضي البيلاروسية لغزو أوكرانيا، فما زالت الضربات الجوية الصاروخية والمدفعية على أراضي أوكرانيا تُنفذ من أراضي بيلاروسيا، لذلك يتحمل لوكاشينكا نفس مسؤولية بوتين”.
أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع خليفة بوتين لا معه
ويرى مراقبون أوروبيون في موسكو ازدواجية وصفتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتمثيلية، إذ على وقع اشتداد القصف الروسي للبنى التحتية الأوكرانية ولمرافق مدنية بحتة، تعطي وزارة الخارجية الروسية مواقف تُكَذّب ذلك وتناقض ما يجري على أرض المعركة. ومن تلك المواقف ما صدر أمس الثلاثاء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال “إنَّ موسكو منفتحة على اجراء محادثات مع الغرب بشأن إنهاء الحرب”، مضيفاً أنَّ بلاده “لم تتلق حتى الساعة أي اقتراح جاد للتفاوض على حلّ الحرب الروسية الأوكرانية”.
مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشينكو علَّق على ذلك قائلاً: “قال الرئيس زيلينسكي إنه لن يتفاوض مع بوتين وسيتواصل فقط مع الرئيس الروسي المقبل، وأنا أؤيد هذا لأنه ليس لدينا ما نناقشه مع بوتين لأنَّه مجرم حرب وقاتل”. وأضاف: “سننتظر حتى يصبح الشعب الروسي أو النخبة الروسية قادرة على نزع بوتين من الرئاسة، لكننا اليوم سنتفاوض في ساحة المعركة، ونقتل 1000 روسي، ونحرر الأراضي الأوكرانية بمساعدة الأسلحة الغربية لحلفائنا”.
غيراشينكو أوضح أنّ حلفاء أوكرانيا لن يردّوا على الاقتراحات الروسية لإنهاء الحرب والتي تستثي الدور الأوكراني إذ قال، “لا يمكن إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا بدون أوكرانيا، ولن يعمل أي من حلفائنا ضد مصالح أوكرانيا، بالأمس، قال رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ بوضوح شديد إن خسارة أوكرانيا ستكون خسارة للناتو، وهذا ما فهمناه منذ اليوم الأول للحرب التي ليست بين روسيا وأوكرانيا، بل تستمر بين الطغيان والديكتاتوريين وأولئك القادة المناهضين للديمقراطية والعالم المتحضّر”.
أوروبا تتجهز للشتاء ولن ترضخ للابتزاز في الطاقة
شاهدوا أيضاً: النظام الإيراني دمَّر حياتي.. تعرّفوا على قصَّة بيجي كرامي التي قتلوا والدها وشقيقها