أزمة “إعدام الكتاكيت” في مصر
- الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا تسببت بشكل كبير في التأثير علي قطاع الدواجن في مصر
- عجز خمسين بالمئة بمستلزمات انتاج الأعلاف بمصر بسبب عدم توافر سيولة نقدية تسبب بأزمة كبيرة بقطاع الدواجن
- عدم توفر الأعلاف وارتفاع سعره بشكل جنوني كان من أسباب إعدام الكتاكيت
يمر قطاع الدواجن في مصر بأزمة حادة في هذه الأيام ويواجه تحديات تكاد تعصف بمستقبل هذا القطاع الذي يمثل أهمية قصوى في حياة المصريين نظرا لإعتمادهم الشديد عليه في غذائهم اليومي .. كاميرا آخبار الآن توجهت إلي مزارع الدواجن والتقت بعدد من أصحابها للوقوف علي أسباب هذه الأزمة التي جعلت الكثيرين يلجاون الي إعدام أعداد كبيرة من (الكتاكيت)
أحمد الرفاعي واحد من المنتجين لقطاع الدواجن في مصر ويملك مزرعة خاصة لتربية الدواجن أكد لنا أن السبب الرئيس لإعدام الكتاكيت هو عدم توفر الأعلاف الكافية لها وشحها وارتفاع أسعارها في الأسواق بشكل جنوني وذلك نتيجة لوجود مستلزمات إنتاج هذه الأعلاف والمواد الخام لها داخل الموانئ المصرية وعدم استخراجها منذ شهرين بسبب نقص الدولار داخل الدولة.
وحذر الرفاعي من استمرار هذه الأزمة لأن استمرارها سيؤدي إلي ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بشكل جنوني لن يستطيع تحمله المواطن.
وطالب الحكومة بسرعة حلحلة هذه المشاكل من خلال الإفراج الفوري والعاجل لمستلزمات إنتاج الأعلاف والتوسع في زراعة الذرة وفول الصويا لسد العجز الحاصل في الأعلاف الخاصة بقطاع الدواجن داخل البلاد.
مصر.. “إعدام الكتاكيت” بسبب نقص الأعلاف
أما سلامة عراقي الذي يعمل تاجرا في قطاع الثروة الداجنة أوضح لآخبار الآن أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت بشكل كبير في التأثير على قطاع الدواجن في مصر وذلك نظرا لإعتماد مصر على دولتي أوكرانيا وروسيا في جلب الكثير من مستلزمات انتاج الأعلاف الخاصة بالدواجن.
وطالب عراقي الحكومة بأهمية تعدد مصادر استيراد هذه الأعلاف وضرورة الافراج الفوري عن المستلزمات المتكدسة بالموانئ لإنقاذ الثروة الداجنة التي أوشكت على الإنهيار.
عراقي أكد أن إقدام عدد كبير من منتجي الدواجن علي إعدام الكتاكيت هو أمر متوقع منذ فترة لعدم وجود الأعلاف الخاصة لتغذية تلك الكتاكيت وطالب المسؤلين بسرعة وجود حلول عاجلة وتنفيذها بشكل فوري لإنقاذ الثروة الداجنة من الإنهيار الذي سيكون له تداعيات خطرة علي الإقتصاد المصري.
الأعلاف والثروة الداجنة في مصر
بسبب عدم توفر الأعلاف وارتفاع سعره بشكل جنوني دفع الكثير من منتجي الدواجن في مصر القيام بعمليات إعدام للعديد من الكتاكيت الصغيرة وللوقوف أكثر علي الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة التقت كاميرا أخبار الان رئيس شعبة الثروة الداجنة بالإتحاد العام للغرف التجارية الدكتور عبدالعزيز السيد والذي أكد علي وجود أسباب عديدة لتلك الأزمة القائمة من أهمها نقص الأعلاف الذي يمثل سبعين بالمئة من مدخلات صناعة الدواجن في مصر وعدم توافر مستلزمات الإنتاج التي تصل إلي المصانع التي تقوم بدورها في إنتاج العلف الذي يصل إلي مربي الدواجن.
ويؤكد عبد العزيز وجود عجز خمسين بالمئة من مستلزمات انتاج وذلك بسبب عدم توافر سيولة (دولارية كافية) لإتمام عمليات الاستيراد الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة في هذه الأثناء لم تكن بمنأي عن المشكلات والتحديات التي تواجه مصر في عمليات الإستيراد لكافة الصناعات داخل البلاد.
رئيس شعبة الدواجن أكد أن تلك الحرب ألقت بظلالها علي عمليات استيراد مستلزمات انتاج الدواجن التي تجلبها مصر من الخارج وساعدت هذه الحرب علي تقليل عمليات شحن هذه المستلزمات لاسيما وأن أوكرانيا كانت من الدول التي تستورد منها مصر مستلزمات الأعلاف وطالب رئيس شعبة الدواجن الحكومة بضرورة تنويع مصادر جلب تلك المستلزمات في أقرب وقت ممكن حتي لاتتفاقم هذه المشكله التي باتت تهدد الثروة الداجنة داخل البلاد.
مما لاشك فيه أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ألقت بظلالها على معظم دول العالم وطوقته بسلسلة من التحديات الاقتصادية التي قد تخلف وراءها أزمة عالمية غذائية.
قطاع الدواجن في مصر
وتشير إحصاءات إلى أن حجم الاستثمار في قطاع الدواجن في مصر يبلغ 100 مليار جنيه مصري، أي ما يقارب 5.5 مليارات دولار.
وشهدت أسواق الدواجن المصرية ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، مما أثر على ميزانية الأسر.
وقد استقرت أسعار الدواجن يوم الاثنين، بين 32 و34 جنيها للكيلو في المزارع، فيما تراوحت أسعار الكتاكيت بين 5 إلى 9 جنيهات.
وبحسب تقديرات غير رسمية، تحتاج كل مزرعة إلى 25 ألف طن من الذرة والصويا يوميا حتى تتمكن من إطعام الدواجن لديها.
لكن ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج جراء الحرب باتت تهدد هذا القطاع الذي يوفر فرص عمل لحوالي 3 ملايين مصري.