في سوريا..معاناة المزارعين من نقصان المياه الصالحة للاستهلاك البشري بسبب أزمة المناخ
- جفاف سدي البالعة والدرية في محافظة إدلب يضاعف من معاناة المزراعين
- جفاف السدود في إدلب أجبر المزارعين على إستخدام المياه الغير الصالحة للإستهلاك
- تسببت موجة الصقيع في تراجع كمية المحاصيل الزراعية الموسمية في سوريا
يواجه ملايين السوريين في مختلف أنحاء البلاد أزمة خطيرة ناجمة عن عدم توفر كميات كافية من المياه الصالحة للشرب، ما أدى لانعدام الأمن الغذائي، وتراجع سبل العيش، ودفع المزيد للهجرة بحثًا عن حياة أفضل.
فقد أدت أزمة المناخ إلى نفاذ معظم المخزون المتواجد من المياه الصالحة للاستهلاك البشري في منطقة شمال غرب سوريا في محافظتي إدلب وحلب، وإلى جفاف سدي البالعة والدرية في محافظة إدلب وهما السدان الوحيدان في المناطق اللتي تسيطر عليها المعارضة السورية. مما أجبر المزارعين على إستخدام المياه الغير الصالحة للإستهلاك وهي عبارة عن مجمع لمياه الصرف الصحي لري مزروعاتهم وتأمينها من التلف نتيجة نقص المياه.
وتسببت موجة الصقيع في تراجع كمية المحاصيل الزراعية الموسمية مقارنة بالأعوام السابقة.
وعلى أثر ذلك ألتقت كاميرا أخبار الآن مع عبد الله المحمد رئيس المجلس المحلي في بلدة البالعة غرب إدلب والذي وجه بدوره رسالة لزعماء العالم لحل أزمة المناخ في سوريا والعالم.
كما نقل معاناة المزارعين مع شح المياه بسبب الجفاف الواسع في المنطقة اللتي تعتبر سلة غذاء محافظة إدلب.
أزمة المناخ وقلة المياه تفاقمان معاناة المزارعين في سوريا
أما المزارع تيسير أبو خالد والذي يعمل في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي والذي رفض إظهار وجهه بسبب خوفه الشديد من المحاسبة على إثر قيامه بري مزروعاته من مياه النهر الجارية بجانب أرضه واللتي تجر معها مياه الصرف الصحي ورواسب معاصر الزيتون اللتي تعمل بكامل طاقتها هذه الفترة, قال أن هذه المياه غير صالحة للسقاية بسبب ماتحتويه من إفرازات ضارة على البشر ولكنه مجبر عليها بعد نفاذ بئر المياه لديه وأن أي أكتشاف لما يقوم به سيؤدي إلى سجنه وإتلاف محصوله ودفع مايترتب عليه من غرامة مالية.
وبدوره كمزارع وضامن تجاري للمشاريع الزراعية في منطقة حارم شمال إدلب فقد قال الحاج عبد الله لطوف أن هذا العام كان الأسوء عليه على مر الحياة بعد أن خسر ثلث محصوله من فاكهة المنغا بسبب موجة الصقيع التي أصابت شمال سوريا بالكامل وأدت لتراجع في جميع المحاصيل الزراعية.
أدى الجفاف الحاصل في سوريا إلى التفكير الجدّي بالنزوح للعائلات التي تعيش على الزراعة، فبعد انقطاع المياه عن الكثير من القرى باتت الحالة صعبة، وفي السياق توقعت تقارير دولية أن يؤدي الجفاف في سوريا وخاصة في شمال شرق البلاد إلى موجات نزوح داخلي بشكل مستقل عن النزوح المتعلق بالأعمال العسكرية، وهو ما يبدو غير ممكن في الوضع الحاليّ بسبب توزع قوى السيطرة واشتعال المعارك والقصف بين الفينة والأخرى.
الجفاف في سوريا
وصل الجفاف في سوريا خلال العام المنصرم 2021 إلى ذروته، فأصبحت البلاد وخاصة المناطق التي تعتمد على الأنهار أو روافد الأنهار معرضة للجوع بسبب نقص المياه وبالتالي نقص المساحة المزروعة وقلة الإنتاج ذي المردود الاقتصادي، ويلي ذلك فقر يؤدي إلى الجوع، لكنها ليست المرة الأولى التي تعاني فيها البلاد من هذا الجفاف وإن كان بنسب أقل، فقد ضربت سوريا 3 موجات جفاف منذ عام 1980، جاءت أشدها بين عامي 2006 و2010.