الجولاني يستغل الفقر في إدلب لإحكام سيطرته
- الأعمار الأكثر انتسابا لهيئة تحرير الشام هم بين 18 و 35 عام
- تقدم هيئة تحرير الشام رواتب شهرية بين 80 و 300 دولار وحتى هناك رواتب أكثر
- تبلغ رواتب المقاتلين العاملين في الجيش الوطني المدعوم من قبل تركيا ما يقارب 600 ليرة تركية أي ال يزيد عن 35 دولار
أرهق الفقر والضرائب جيوب أهالي إدلب وريفها الخاضع لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي لم تترك شيء في المحافظة وإلا فرضت عليه ضرائبها التي أدت إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بالتزامن مع انخفاض قيمة الليرة التركية التي يتعامل بها أهالي المنطقة بعد منع التعامل بالليرة السورية قبل أكثر من عام
وتسعى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كونها أكبر وأبرز فصيل يسيطر على محافظة إدلب لإخضاع المدنيين في المنطقة للانتساب في صفوفها خاصة خاصة وأن نسبة كبيرة من الشباب تفضل الانضمام في صفوف تحرير الشام فضلاً عن الفصائل الأخرى كونها تقدم الرواتب الشهرية المغرية التي لعناصرها مقارنة بما تقدمه فصائل المعارضة بإدلب
الفقر والحاجة للمال
لم يبقوا لنا إلا خيار لنطعم أطفالنا الخبز إلا الانتساب لهم هكذا وصف الشاب أبو الطيب الإدلبي (اسم مستعار ) في حديثه لموقع تلفزيون الآن ما حدث معه : تجوزت في عمر مبكر جدا وهذا المتعارف لدينا نحن أبناء الضيع وأصبح لدي عائلة وطفلين ربى و أسماء رغم أنني اليوم أبلغ من العمر فوق 23 عام وكنت سابقا أعمل في بسطة لبيع أدوات البهارات و المكسرات في وسط سوق مدينة إدلب.
و أصبحت يوميا تأتي إلينا دوريات من قبل هيئة تحرير الشام وتطالب بإغلاق البسطات هنا وفي البداية ظننا أن الأمر سوف يمر على خير ولكن بعد يومين أتوا وقاموا بفرض غرامة لي وللبسطات المجاورة وحرمونا من لقمة عيشنا بعدها أصبحت أبحث عن العمل بشكل كبير ولم أجد كون البطالة انتشرت بشكل غير مبسوق خلال الأشهر الماضية و أصبحت لفترة عاطل عن العمل و أخبرني أولاد عمي أنهم سوف ينضمون إلى صفوف هيئة تحرير الشام كونها تدفع رواتب جيدة يمكن العيش من خلالها
في البداية كنت رافضا للأمر تماما خاصة أنني أملك أطفالا صغار ولا أريد ذلك خاصة أنني لا أحب السلاح ومنذ بداية الحرب ابتعدت عن الأمر بشكل كامل. ولكن أصبحت أذهب للجامع كل يوم ويكون هناك دروس دينية بعد صلاة المغرب ويتكلم عن الجهاد خطيب المسجد ويتلكم عن الصدقة للمجاهدين وحتى أنه أصبح الأمر في خطب الجمعة الترويج للانتساب لهم. ولم يكن لدي الحل من أجل تأمين الخبز لأطفالي الذين هم نور عيني إلى الانتساب إلى صفوف هيئة تحرير الشام.
وحسب أبو الطيب حسب ما كنت على علم به يجب الانتساب إليهم عبر مكاتب ولكن اليوم أصبح الأمر مختلفا كونه هناك إقبال كبير بين الشباب على الانتساب إليهم من خلال شعب تجنيد في مناطق أطمة وحارم وأريحا والمنطقة الشمالية والوسطى وسرمدا وإدلب وجسر الشغور.
ويذكر ان الأعمار الأكثر انتسابا هم بين 18 و 35 عام وحسب أبو الطيب بما يصف وجه الشبه بين إدارة التجنيد العسكري التي أنشأتها “تحرير الشام”، ومديرية التجنيد العامة لدى قوات النظام السوري، وكذلك مسمى شعب التجنيد الذي أطلقته على مكاتب التنسيب معمول به عند النظام السوري.
وحسب أبو الطيب عن المغريات التي تقدمها تحرير حيث تقدم رواتب شهرية بين 80 و 300 دولار وحتى هناك رواتب أكثر ناهيك عن السلات الغذائية التي تقدمها تحرير الشام في كل شهر والتي تتضمن الحاجات الأساسية للعوائل وكما أنه تقدم بعض المكافئات والأمر يعود لطبيعة العمل والمكان وفي نفس الوقت تبلغ رواتب المقاتلين العاملين في الجيش الوطني المدعوم من قبل تركيا ما يقارب 600 ليرة تركية أي ما يزيد عن 35 دولار.
وهذا الأمر الذي دفع الكثير من الشباب للالتحاق بصفوف هيئة تحرير الشام التي باتت تستغل الفقر و أطلقت إدارة التجنيد العسكري دورة بعنوان ( جاهد بنفسك حملة جديدة للالتحاق بركب المجاهدين ) بهدف انتساب عناصر ضمن صفوفها، واقتصرت على المتزوجين المتعلمين، وشملت قسمين، هما قسم دورات شرعية، وقسم دورات عسكرية، بمدة 30 يوما لكل دورة
وكما يصف أبو الطيب أنه جميع المنسبين الجدد يخضعون لدورات تدريبة وتتضمن دروس شرعية ولا تقل مدة الدورة عن شهر وكما أنه يكون هناك زيارات من قبل قادة هيئة تحرير الشام في كل نهاية كل دورة وخطابات من قبل القادة تحض المنسبين على طاعة ولاة الأمور وهم القادات.
وحسب أبو الطيب وكما يصف أنه تحرير الشام تملك ( أكياسا من الدولارات ) واستطاع فهم الأمر بشكل أكبر بعد انضمامه لهم والعمل معهم عن قرب. وكما يقول معظم هذه الأموال تم جمعها من الضرائب عبر قطاع المعابر وأهمها معبر باب الهوى المصدر الرئيسي للأموال بالإضافة للاستثمارات داخل إدلب في قطاعات المحروقات والمطاعم والعقارات والإنشاءات والصرافة و الإتاوات وطرق تهريب البشر وغيرها من المصادر.
افتعال الفقر لكسب عناصر
ويتهم سكان من محافظة مدينة إدلب أن المدينة تشهد ارتفاعاً كبيرا بعد انعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار الأمر الذي أدى إلى انتشار عمليات السرقة والخطف وطلب الفدية وخاصة على الطرقات الفرعية بين المدينة والقرى المجاورة، بالإضافة إلى كثرة الضرائب على كل شيء في المدينة من أعمال نظافة وتأهيل شوارع غير موجودة أصلاً، وضرائب على المحال التجارية كافة ورفع أسعار كافة أنواع المحروقات بشكل شبه يومي وخاصة فيما يتعلق بوسائل التدفئة.
وحسب النازح سلمان درويش من ريف معرة النعمان وهو نازح وعاطل عن العمل في مخيمات النازحين، يقول في حديث خاص أنه ما تقوم به تحرير الشام وهو بصورة غير مباشرة حتى لا يصبح بمسمى تجنيد ويكون صورة سلبية لها خاصة وأنها في الفترة الأخيرة تحاول تبيض صورتها هو إخضاع جميع المدنيين في مناطق سيطرتها لحكمها في مختلف الطرق سواء بالتعليم أو الصحة والطعام والغذاء والتدفئة.
وهذا ما دفع الكثير من الشبان للانتساب في صفوفها أكثر الأسباب التي دفعت الكثير خلال الفترات الماضية هو الفقر وكسب المال عن طريق الرواتب الشهرية المغرية التي تقدمها الهيئة مقارنة بما تقدمه فصائل المعارضة الأخرى سواء في مناطق ريف حلب التابعة لتركيا
ويتابع أنه توقفت الكثير من المنظمات في الفترة الأخيرة تحديدا في مناطق سيطرة تحرير الشام بسبب تحكم تحرير الشام بعملية توزيع المساعدات الغذائية وحصولها على الكمية الأكبر منها وهذا ما دفع الكثير من المنظمات والتي كانت معين لأهالي المخيمات للتوقف عن العمل وإضافة إلى ذلك توقف الدعم عن الكثير من المشافي التي أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية.
وفي نفس الوقت هناك اقبال كبير على المشافي الخاصة التي تتبع لتحرير الشام بالمرضى والتي تقدم جميع الخدمات والأدوية وهذا كله أرهق المواطنين هنا بشكل كبير وكان أخر صور الضرائب التي فرضتها تحرير الشام على الحوالات المالية الخارجية. وقامت ما يعرف بــ “هيئة الضرائب” فرض 50 ليرة تركية على كل 100 يورو أو 100 دولار تصريف، يضاف لها قيمة أجور التحويل والتصريف، التي تحصل عليها شراكات الصرافة من عملية التحويل والتصريف، ما أدّى إلى انخفاض القيمة المالية التي يحصل عليها المستلم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن السوري، واعتماده بشكل كبير على الحوالات الخارجية وحسب ما نشرت صحيفة أوغاريت بوست قبل أيام أنه تم فرض ضريبة قيمتها 30 دولار تدفع عن كل سيارة محملة مواد غذائية، تذهب لهيئة تحرير الشام
وتسيطر “هيئة تحرير الشام”، على كامل محافظة إدلب، منذ عام 2017 بعد أن أنهت وجود جميع فصائل المعارضة، بمعارك عسكرية استمرت لأعوام، ولا تزال ”الهيئة مصنّفة على لوائح ”الإرهاب في مجلس الأمن، وتضع روسيا الفصيل حجة للتقدم في المنطقة التي تخضع لسيطرتها.