تعرّض خادم البريد الإلكتروني لإحدى الشركات المرتبطة بمنظمة الطاقة الذرية في إيران للاختراق، ويأتي ذلك فيما هددت مجموعة تطلق على نفسها اسم “بلاك ريوورد” بنشر وثائق مرتبطة ببرنامج طهران النووي في حال لم تفرج السلطات عن السجناء السياسيين وسجناء الرأي، الذين تمّ توقيفهم في الاحتجاجات الأخيرة. وقالت المجموعة الناشطة في مجال القرصنة إنّ المسؤولين في إيران يعرفون جيّداً تأثير إصدار تلك البيانات المخترقة على برنامجهم النووي.
وأقرت المنظمة الذرية الإيرانية بتعرّض خادم شركة إنتاج وتطوير الطاقة الذرية المرتبطة بها للاختراق، إلاّ أنّها قللت من شأن الوثائق المسرّبة ولم يصدر على الفور بيان أو تعليق من شركة إنتاج وتطوير الطاقة الإيرانية، أو حتّى من قبل السلطات الرسمية بشأن واقعة الاختراق تلك. مجموعة تلك البيانات التي تمّ اختراقها، نُقلت من قبل مجموعة بلاك ريوارد (Black reward) إلى موقع دي دو سيكرتس (DDo Secrets)، الذي يهتم بنشر البيانات “المهكرّة” والوثائق المسرّبة.
“أخبار الآن“ حصلت على نحو 100 وثيقة من تلك البيانات، وعلمت أنّ الوثائق التي نشرتها مجموعة القرصنة تضمّ عقود الشركة الإيرانية مع شركاء محليين وأجانب وجداول زمنية إدارية وتشغيلية لمحطة بوشهر (Bushehr) النووية وجوازات سفر وتصاريح دخول متخصصين إيرانيين وروس للمحطة النووية الواقعة جنوب إيران.
في ذلك السياق، تقول محررة الأخبار الرقمية في محطة إيران إينترنشنال مریم مقدم (Maryam Moqaddam) لـ”أخبار الآن“: “مجموعة بلاك ريوارد تمكّنت من قرصنة أحد السيرفيرات (الخوادم) الرئيسية في منظمة الطاقة الذرية في إيران وتمكّنت من الوصول الى 50 غيغابايت من الوثائق، أي نحو 100,000 رسالة موجودة في البريد الإلكتروني تشمل العقود بين إحدى الشركات المشغلة لمعامل الطاقة الذرية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية العقود المبرمة بين إيران وشركات أجنبية مختلفة، وتشمل أيضاً جداول العمل و الإدارة وكشوفات الرواتب للموظفين الإيرانيين والروس.
وتابعت مقدم: “السلطات في الجمهورية الإسلامية اعترفت أنّه تمّ قرصنة السيرفر الرئيسي لكنّها تحاول التقليل من أهمية الوثائق التي تمّ نشرها، وهم يدّعون أنّها لا تحتوي على أيّ معلومات مهمّة قائلين إنّها مجرد رسائل تقنية وروتينية، لكن العديد من الخبراء يعتقدون أنّه يمكن الحصول على معلومات مهمّة من تلك الوثائق حول البرنامج النووي الإيراني، وعن المبالغ التي صُرفت إضافة إلى الفساد الكامن في المشاريع والنشاطات النووية للجمهورية الإسلامية وروسيا”.
البرنامج النووي بأكمله كان يديره الروس والصورة أعلاه تظهر أسماء الخبراء ودورهم في محطة بوشهر لتوليد الطاقة النووية والشركة التي تديرها. ومن الواضح أنّ الخبراء الروس يُشاركون بشكل كبير في عملية بناء وإدارة محطة بوشهر لتوليد الطاقة النووية، وهم يعملون فيها لأكثر من 20 عاماً، والسلطات الإيرانية تتحدث عن المرحلة الثانية والثالثة لمحطة بوشهر لتوليد الطاقة النووية، وعلى الأرجح روسيا هي التي ستعمل على المرحلة الثانية والثالثة لتلك المحطة.
كما تُظهر الصورة أعلاه مستنداً مقدّماً من المدير الإداري لصيانة محطة الطاقة النووية الإيرانية والشركة المساعدة، وهو يقدم المبلغ المالي المطلوب للشركة مقابل أعمال التصليح والبناء في محطة بوشهر لتوليد الطاقة النووية، والمبلغ هو أكثر من 75 مليار ريال، أي ما يعادل نحو مليون دولار.
أمر مفاجىء برز في تلك الوثيقة، وهي عبارة عن اتفاقية سرية بين إيران وشركة تملكها كوريا الجنوبية تدعى كوبكو (Kepco)، التي تعمل في مجال الطاقة. تلك الوثيقة تعود للعام 2016 عندما كان الإتفاق النووي مازال سارياً. تلك الشركة الكورية الجنوبية أعلنت أنّها أنهت كلّ أنشطتها في إيران بعد انسحاب واشنطن من الإتفاق النووي مع إيران العام 2018، لكن ذلك الإتفاق السري بين إيران والجانب الكوري أبرم منذ سنوات عديدة.
أمّا تلك الوثيقة أعلاه، فتدلّ على عدم وجود موارد مالية وعدم إمكانية الوصول إلى أحدث المعدات، مترافقةً مع النظرة السلبية في الإعلام الغربي تجاه برنامج إيران النووي.
- عدم القدرة على الوصول إلى أحدث المعدات بسبب العقوبات والظروف الخاصة (T2)
- سيترك 70 موظف من ذوي الخبرة في المجال الخدمة بحلول نهاية عام 2024 (T6)
- النظرة السلبية للرأي العام ووسائل الإعلام لبعض دول العالم تجاه الأنشطة النووية الإيرانية (T13)
يذكر أنّ إيران أبرمت العام 2015 اتفاقاً مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، وذلك بعد أعوام من التوتّر والمفاوضات. وقد أتاح الاتفاق، واسمه الرسمي “خطة العمل الشاملة المشتركة”، رفع عقوبات عن إيران مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلاّ أنّ مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ أن قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده أحادياً منه العام 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية على طهران.
وقد بدأت طهران والقوى المعنية بالاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من واشنطن، مباحثات في نيسان 2021 سعياً لإحيائه. وعلّقت المباحثات في السابق وتعثرت عملياً مطلع سبتمبر الماضي بعد ردّ إيراني على مسودّة تفاهم اعتبره الغرب غير بنّاء.
شاهدوا أيضاً: وثائق مسرّبة تكشف أن روسيا تراقب وسائل الإعلام منذ 2020.. فماذا قال مسرّبها لأخبار الآن؟