نهاد جريري
قصة الصورة المتداولة لزعيم داعش القتيل.. ”من بيعة المجاهيل إلى بيعة الأموات“
أعلن داعش عن أن خليفته المزعوم أبا الحسن الهاشمي القرشي قُتل وأن ”أهل الحل والعقد“ في داعش ”تشاوروا وتوافقوا“ على بيعة أبي الحسين الحسيني القرشي خليفة آخر.
في الكلمة الصوتية التي نشرتها مؤسسة الفرقان مساء ٣٠ نوفمبر، لم يوضح المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر مكان أو زمان قتل أبي الحسن؛ واكتفى بالإشارة إلى أنه قُتل في ”سوح الوغى والنزال … مقبلاً غير مدبر وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل.“
السنتكوم
بعد ساعات على إعلان داعش، نشر موقع القيادة الأمريكية المركزية (سنتكوم) بياناً صحفياً بعنوان: ”قتل زعيم داعش“. في البيان أن: ”موت أبي الحسن الهاشمي القرشي في منتصف أكتوبر يشكل صفعة أخرى لداعش. قام بالعملية الجيش السوري الحر في محافظة درعا في سوريا.“ لم يقدم البيان تفاصيل أخرى.
غير واضح لماذا انتظرت القيادة المركزية أكثر من شهر لإعلان الخبر؛ وهذا يفتح باب التكهن على مصراعيه. فمن قُتل في منتصف أكتوبر في درعا؟
“قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي”
في منتصف أكتوبر، دارت اشتباكات واسعة في بلدة جاسم شمال غرب درعا التي تقع جنوب سوريا. في جهة كانت فصائل تتبع الجيش الحر وأخرى محلية وفي جهة أخرى كان داعش.
إعلام النظام السوري حاول أيضاً أخذ حصة من الاشتباكات وقال إن قوات النظام كانت في المنطقة.
في ١٥ أكتوبر، نشر موقع (أثر بريس) التابع للنظام السوري أن ”سيف بغداد“ كان من أبرز قتلى متزعمي داعش في جاسم ونشروا له صورة.
في ١٨ أكتوبر، نشر حساب “قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي” أن ”ثوار منطقة جاسم بريف درعا يؤكدون في بيان مرئي مقتل عبد الرحمن العراقي، قائد تنظيم داعش في الجنوب السوري، والأخبار تشير أنه فجر نفسه بعد محاصرته في منزل مع أعضاء آخرين من التنظيم.“ الحساب نشر أكثر من صورة للرجل وأضاف أنه مشهور بكنية سيف بغداد ”عراقي الجنسية من الأنبار، منطقة راوة تحديداً.“ وقال الحساب إن الرجل ”جاهل من الغلاة المتعطشين للدماء ومن المقربين جداً من قادة الصف الأول في التنظيم.“
يُعتقد أن حساب “قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي” يضم عناصر منشقين عن داعش. وفي المجمل، هو مناهض للتنظيم ويتخصص في نشر معلومات ووثائق سرية تظهر تخبط التنظيم وفساده.
أضاف الحساب أن ”عناصر من تنظيم داعش الذين تم اعتقالهم مؤخراً في ريف درعا هم من قدموا معلومات دقيقة حول سيف بغداد ومكان تواجده.“
بعد أيام نشر ”تجمع أحرار حوران“ تسجيلاً فيه اعترافات من وُصف بأنه قيادي في داعش المتمركز في جنوب سوريا. حساب فضح عباد البغداد ي والهاشمي وصفه بأنه ”الذراع الأيمن لسيف بغداد.“ رامي الصلخدي اعرف بأنه كان ينسق مع مخابرات النظام السوري.
إلى هنا انتهت الأخبار المتداولة حول سيف بغداد.
ما بين أبي الحسن وأبي الحسين
في ٢٣ نوفمبر، نشر حساب فضح عباد البغدادي والهاشمي أن أكبر مجموعات مناصرة داعش المعروفة باسم ”صوت الزرقاوي“ أطلقت ”حملة تجديد البيعات“ لخليفة داعش.
ولفت الحساب إلى أن ”آخر مرة أطلقوا حملة مماثلة كانت إبان فضيحة نشر اعترافات مبتور الساق والنسب عبد الله قرداش في سجن بوكا، والتي وثقت وشايته بالعديد من عناصر التنظيم في الموصل.“ وعليه توقع الحساب أنه ”تمت كارثة جديدة عصفت بالتنظيم من الداخل دفعته ليعاود الكرة في محاولة بائسة لذر الرماد في العيون.“ انتهت ”الحملة“ في ٢٥ نوفمبر.
في ٢٩ نوفمبر، أي قبل كلمة الفرقان التي نعت فيها زعيم التنظيم، نشر حساب “قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي” أن ”أصوتاً من الداخل تسرب نبأ مقتل أمير تنظيم داعش المدعو أبو الحسن الهاشمي القرشي، وتقول ان الرجل قتل منذ مدة.“ وربط الحساب هذا الخبر بحملة تجديد البيعة. وسأل ”إن تم تأكيد الخبر فهذا يضعنا أمام سؤال مهم: مَن مِن قادة التنظيم الذين أعلن عن مقتلهم مؤخرا كان يشغل منصب الخليفة؟“
المجاهيل والأموات
وهكذا بعد إعلان الفرقان وبيان السنتكوم، توصل حساب فضح عباد البغدادي والهاشمي إلى أن المقصود إذاً هو المدعو سيف بغداد الذي قُتل في درعا في منتصف أكتوبر.
وقال: ”كل المؤشرات والمعلومات التي توصلنا بها لحد الآن تشير الى أن أبو عبد الرحمن العراقي المعروف بلقب سيف بغداد هو أبو الحسن الهاشمي القرشي.“
وفي المحصلة، يلفت الحساب إلى أن أنصار داعش ”هم آخر من يعلم.“ ويخاطبهم قائلاً: ”البارحة يحرضونكم على تجديد البيعة ‘إغاضة‘ لأعدائكم واليوم غالب الظن أن الآية ستنقلب عليكم وسيتضح عاجلا أن القوم ضحكوا عليكم وأن بيعتكم كانت لميت.“