السويداء.. حيث يزدهر الكبتاغون ويموت الشعب جوعا
- الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها السويداء وسوريا هي من حولها من ممر لمقر لإنتاج الكبتاغون
- معامل صناعة الكبتاغون في السويداء موجودة في منطقة اللجاة
- يقوم أفراد عصابات في السويداء بتوزيع حبوب الكبتاغون أمام مدارس المراهقين
حوّل النظام السوري، منطقة السويداء التي تشهد احتجاجات غاضبة على وقع أسوأ أزمة إقتصادية تعيشها سوريا إلى قاعدة لتصنيع وتهريب الكبتاغون لتحوّل سوريا الغارقة في نزاع دام منذ 2011، إلى دولة مخدرات وتشمل دورة إنتاج وتهريب هذه الحبوب المخدرة لبنان المجاور .
الاحتجاجات التي تشهدها محافظة السويداء السورية ليست وليدة الجوع والحرمان الذي تعانيه تلك المحافظة السورية، منذ سنوات عدة، ولكن أيضا اغراق المدينة بمادة الكبتاغون المخدرة على كل المستويات، لعب دورا أساسياً دفع الأهل لكسر صمتهم من جديد.
تحدث لأخبار الآن حافظ قرقوط الكاتب والمحلل السياسي السوري وقال أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها السويداء وسوريا هي من حول منطقة السويداء من ممر إلى مقر لإنتاج الكبتاغون بسبب ضعف الدولة والتي يقودها نظام الأسد والعناصر الأمنية التي تستفيد من ذلك وتُـيسر الأمور التي تتعلق بتصنيع الكبتاغون, بالإضافة إلى إنعدام الأمن هناك كما ان شرق السويداء البادية الواسعة الممتدة والتي تصل إلى الحدود الأردنية وهذه أماكن سهلة لعبور المخدرات وبالتالي يُقصُر الطريق فعندما كانت المخدرات تأتي من لبنان كان الطريق أطول وبالتالي إنتاج الكبتاغون في سويداء من خلال المعامل سوف تزيد نسبة الأرباح , وأضاف قرقوط أن السويداء منطقة صخرية ومن الممكن أن تخفي معامل الكبتاغون التي تنتج تلم المادة المُخدرة .
ويشير قرقوط أن معامل صناعة الكبتاغون في السويداء موجودة في منطقة اللجاة ويصعُب الدخول إليها لكن أستطاع حزب الله بسبب الضعف الأمني من جهة ودعم نظام الأسد وايضا ضعف هذا النظام أستطاع أن يتواجد في منطقة اللجاة ويمرون من هذا المنطقة إلى مناطق خالية من السكان لتهريب المخدرات ويستفيد حزب الله من تجارة المخدرات في منطقة السويداء .
هل أصبحت السويداء ضحية لهذه الآفة المخدرة “الكبتاغون” يقال انها اصبحت منتشرة بين الشباب ؟
قال حافظ قرقوط الكاتب والمحلل السياسي السوري انه في البداية كانوا يوزعون حبوب الكبتاغون أمام أبواب المدارس مجاناً في السويداء وعصابات محلية مستفيدة من ذلك ويقوموا بإعطائها للمراهقين والمراهقات ولم يستطع أحد أن يقف أمامهم ومدعومين من قبل قوى الأمن السورية لذلك توزيع حبوب الكبتاغون بشكل مجاني ساعد على إنتشارها بسبب غياب الأمن تحول كثير من الشباب لهذه الحبوب للهروب من الواقع لكن استفاد حزب الله من ذلك ومن ثم بدأت تجارة الكبتاغون بين الشباب في السويداء.
حبوب الكبتاغون ارتبط اسمها بتنظيم داعش
والمسألة أكثر تعقيدا من كون الكبتاغون مجرد حبوب سحرية ارتبط اسمها بتنظيم داعش، فهذا المخدر يدرّ مدخولاً هائلاً على أطراف متنوعة في بلد أنهكت الحرب اقتصادها.
وبما أن ثمانين في المئة من تلك التجارة مركزها سوريا، وفق مسؤولين أمنيين، يكون الكبتاغون أبرز صادرات تلك الدولة، ويعود عليها بأرباح تفوق حجم ميزانيتها بثلاثة أضعاف.
ويستفيد نظام الرئيس بشار الأسد ودائرون في فلكه وشبكة تجار الحرب بشكل هائل من تجارة الكبتاغون.
ويشير باحثون في الموضوع إلى أن لحزب الله اللبناني دورا مهما في حماية صناعة الكبتاغون، وخصوصا في المنطقة الحدودية. ويتهمه سكان في جنوب سوريا بالوقوف خلف انتشارها في مناطقهم. وينفي الحزب أي علاقة له بهذه الصناعة.
ماذا يقول الطب عن الكبتاغون؟
يروّج “تنظيم الكبتاغون” عبر مافيا الترويج لحبّة الكبتاغون تلك التي ينتجها على أنّها مُنشطة، تُعطي طاقةً وقوةً ويقظة، في حين أنَّ نتائجها عكس ذلك تماماً، فهي تُعتبر من أخطر أنواع المخدرات، وذلك يظهر في شهادات الناجين من التعاطي لسبب مهم جدّاً، أن نحو 12 مادة تدخل في عملية تصنيع حبَّة الكبتاجون، كما شرح الدكتور محمد مروة (Mohamad Mroueh) أُستاذ الكيمياء الدوائية وعلم الأدوية في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت.
وقال في حديث لـ”أخبار الآن“:، “ليس هناك من تركيبة محددة في تصنيع الكبتاغون، وذلك الأمر هو سبب خطورة تلك الحبَّة، فأحد لا يعرف على ماذا تحتوي، فالكبتاغون على عكس الكوكايين والهريون، والماريوانا، أي المخدرات السامة الأخرى التي تعتبر تركيبتها على الأقل معروفة”.
وأضاف: “يتبيّن لدينا أن تعاطي الكبتاغون يرتفع في صفوف المراهقين، حيث يطلق على تلك المادة الخطيرة اسم (Pill Party) أي حبَّة الاحتفال، وذلك يعود للدعاية التي تُقام لذلك السم على أساس أنَّه يعطي نشوة ويزيد من القدرة الجنسية، في حين أن ذلك غير صحيح بتاتا بل على العكس إذ بعد الإدمان يصبح هناك ضعف في النشاط الجنسي”.