بعد تزايد الهجمات الإرهابية..أسرار العلاقة بين شبكة حقاني وداعش في أفغانستان
طوال أكثر من عام على سيطرتها على الحكم في أفغانستان، أعلنت جماعة طالبان الأفغانية أنها ملتزمة بضمان أمن دول الجوار، وأنها لن تسمح لتنظيم داعش في خراسان باستخدام أراضيها لتهديد الأمن الإقليمي أو شن أي هجمات ضد المصالح الأجنبية، غير أن هجمات التنظيم الأخير شهدت ارتفاعًا ملحوظًا منذ وصول الجماعة إلى كابل، أواخر أغسطس/ آب 2021، مثبتةً أنها استخفت بالتهديد الذي يُشكله “داعش”.
وخلال الربع الأخير من عام 2022، نفذ تنظيم ولاية خراسان، الفرع المحلي لتنظيم داعش والمعروف أيضًا بداعش خراسان، سلسلة من الهجمات الإرهابية كان أبرزها استهداف فندقًا صينيًا بالعاصمة الأفغانية كابل، ومحاولة اغتيال السفير الباكستاني في البلاد، علاوة على محاولة استهداف السفارة الروسية في كابل بهجوم انتحاري، والتي تتولى حكومة طالبان، غير المعترف بها دوليًا، تأمينها بناءً على تنسيق مع موسكو.
وجاءت الهجمات الأخيرة، بعد تعهد جماعة طالبان بالحفاظ على أمن البعثات الدبلوماسية والمصالح الأجنبية في أفغانستان، وهو ما فشلت فيه الجماعة الأفغانية، حتى الآن، في حين حاول تنظيم داعش (ولاية خراسان) توظيف تلك الهجمات لكسب الزخم، قائلًا إنها تمثل تطورًا نوعيًا في عملياته داخل أفغانستان، وذلك في تقرير نشرته أسبوعية النبأ، التابعة لديوان الإعلام المركزي لتنظيم داعش في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
داعش يستفيد من فشل طالبان
وكشف تطور الهجمات الإرهابية التي شهدتها أفغانستان، خلال الفترة الماضية، عن تطور نوعي وكمي في الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش/ ولاية خراسان، وهو ما يؤكد أن قدرات التنظيم الهجماتية تعافت بشكل كبير، منذ وصول جماعة طالبان لحكم أفغانستان، ونجح في استقطاب وتجنيد آلافًا من المقاتلين الجدد، وهو ما تؤكده تقارير أممية مستقلة صدرت خلال العام الجاري عن لجان الجزاءات المعنية بمراقبة داعش والقاعدة وطالبان في مجلس الأمن الدولي.
وعلى الجهة الأخرى، أدى تعامل طالبان مع التهديد الداعشي في أفغانستان إلى تنامي الخطر الذي يُشكله، إذ امتاز تعامل الجماعة مع التنظيم بنوع من انعدام الكفاءة الذي يبرهن على أنها تتعاطى معه بنوع من الاستخفاف أو التهاون الذي أدى لتفاقم التهديد الإرهابي وارتفاع منحنى الهجمات التي ينفذها داعش في البلاد.
وأعلنت الجماعة الأفغانية، في وقت سابق، عن تشكيل ما قالت وحدات خاصة لمواجهة تهديد تنظيم داعش، أبرزها كتيبة “بدري 313” مطلقةً عليها اسم “الوحدات الحمراء” والتي جرى تشكيلها كوحدات تدخل سريع من قوات النخبة الخاضعة لقيادة الجماعة مباشرة، لقمع حالات التمرد والانشقاق عن طالبان.
وساهمت “الوحدات الحمراء” في التصدي لحالات الانشقاق أو الخروج على قيادة الجماعة بما فيها محاولة الملا منصور داد الله، أمير قائد مجموعة فدائي محاذ التي انشقت عن طالبان بعض وفاة الملا عمر، وأعلنت ولائها لتنظيم داعش في خراسان، بيد أنها لم تقضِ على بقية المجموعات المنضوية تحت راية التنظيم الأخير في أفغانستان.
وقدر تقرير صادر عن فريق الدعم التحليلي المعني بملف داعش والقاعدة في مجلس الأمن الدولي، صدر في فبراير/ شباط 2022، أن مقاتلي داعش في خراسان بلغوا نحو 4 آلاف مقاتل بما فيهم 2000 مقاتل أجنبي أُطلق سراحهم من السجون عقب استيلاء جماعة طالبان على الحكم في أغسطس/ آب 2021.
وتوضح تقارير دولية أخرى أن عدد مقاتلي تنظيم داعش تضاعف في أفغانستان، منذ أواخر أغسطس/ آب 2021، بنحو 3 أضعاف، وذكر المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى أفغانستان زامير كابولوف، في يوليو/ تموز 2022 أن عدد مقاتلي داعش ارتفع من 2000 مقاتل في العام الماضي إلى 6000 آلاف مقاتل خلال العام الجاري.
ويشير ارتفاع معدل الهجمات الإرهابية في أفغانستان، خلال الربع الأخير من عام 2022، إلى أن عدد مقاتلي داعش ارتفع، بصورة مطردة، مؤخرًا، وهو ما انعكس على عدد الهجمات الإرهابية ونطاقها الجغرافي، ومكن داعش من تطوير هجماته بصورة نوعية ليستهدف مقرات البعثات الدبلوماسية والفنادق والمصالح الأجنبية في قلب العاصمة كابل، بجانب استمرار هجماته ضد الشيعة الهزارة وغيرهم من الإثنيات الأخرى في البلاد.
وتؤكد تلك الهجمات أن مزاعم جماعة طالبان بإحكام السيطرة على الأوضاع في البلاد وتوفير الأمن للسفارات والبعثات الأجنبية الأخرى ليست دقيقة، وأن الجماعة فشلت في فرض الاستقرار داخل البلاد، واستهانت، بصورة لافتة، بالخطر الذي يُشكله تنظيم داعش/ ولاية خراسان، وهو ما يزيد وضع الجماعة الأفغانية حرجًا أمام المجتمع الدولي خاصةً أنها تسعى للحصول على صك اعتراف بشرعيتها أمام المجتمع الدولي.
البناء على قواعد طالبان المتشظية
ومن جهة أخرى، يُلمح تزايد الهجمات الإرهابية في أفغانستان إلى جانب آخر من جوانب الصراع بين داعش وطالبان، والذي يتعلق بالتنافس والصراع على قيادة الجماعة الجهادية، والذي اندلع، عام 2014 على خلفية الصراع بين داعش وتنظيم القاعدة المبايع لجماعة طالبان.
ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أعلن مجموعة من المنشقين عن جماعتي طالبان الأفغانية، وتحريك طالبان (طالبان الباكستانية) بيعتهم لخليفة/ زعيم تنظيم داعش وتشكيل فرع جديد للتنظيم الأخير عُرف باسم “ولاية خراسان”، وحاولت جماعة طالبان القضاء على جماعة الانشقاق عن طريق أساليب وتكتيكات استئصالية اتبعتها في مواجهة مبايعي داعش.
وتبنت ولاية خراسان نهج الجهادية العالمية الساعي لإقامة وتأسيس ولاية مكانية مركزية في خراسان تكون مقرًا إقليميًا لقيادة داعش في وسط وجنوب آسيا، واصفةً “طالبان” بالجماعة الوطنية المرتدة أو الخارجة عن الدين، على حد تعبيرهم.
وبدورها، أعلنت جماعة طالبان، لاحقًا وفي أكثر من مناسبة، أنها هزمت تنظيم داعش وقضت على خلاياه وشبكاته المنتشرة في مناطق عدة بأفغانستان، لكن التنظيم كان يعود في كل مرة لشن هجمات أكثر دموية، ليكذب الرواية الطالبانية عن القضاء عليه.
ومنح الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، عام 2021، داعش فرصة للتمدد والانتشار مستفيدًا من القواعد البشرية لجماعة طالبان الأفغانية، فعمل التنظيم على استقطاب وتجنيد مقاتلي الجماعة والمنشقين عنها ونجح بالفعل في تجنيد المئات منهم، وهو ما أكدته تقارير دولية وشهادات لخبراء في الشأن الأفغاني.
ووفقًا لمراقبين فإن جماعة طالبان فشلت في احتواء مقاتليها وأنصارها بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان، وخيبت آمال العديدين منهم، فيما قام داعش في أفغانستان/ ولاية خراسان باستقطاب المئات منهم وتوظيفهم في الهجمات الإرهابية التي يشنها.
وفي الوقت الراهن، يعمل تنظيم داعش كسب الزخم والتأكيد على استمراره في اتباع نهج الجهادية العالمية، بعد الانتكاسات الأخيرة التي تعرض لها ومقتل خليفته/ زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي في عملية لمقاتلين سوريين محليين في مدينة جاسم السورية، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ولذا سعى التنظيم للترويج لخليفته الجديد أبو الحسين الحسيني القرشي عن طريق الهجمات في أفغانستان، محاولًا أن يُثبت لأتباعه أن عناصر التنظيم في مختلف المناطق والولايات الداعشية المعلنة مبايعون ومقرون بخلافة “الحسيني”، وذلك بعد الحديث عن وجود خلافات داخلية أدت لتأخير إعلان مقتل “الهاشمي” حتى أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ونشرت وكالة أعماق، الذراع الإعلامية لتنظيم داعش، مقطعًا مرئيًا من أفغانستان أظهر منفذي هجوم الفندق الصين بالعاصمة الأفغانية كابل وهم يؤديان قسم البيعة للخليفة الداعشي الجديد أبو الحسين الحسيني، قبل انطلاقهما لتنفيذ الهجوم.
داعش وألغاز شبكة حقاني
وفي نفس السياق، يُثير التمدد والتوسع الهجماتي لداعش في أفغانستان العديد من الأسئلة والألغاز حول طبيعة العلاقة بين التنظيم وشبكة حقاني، المكون الأكثر تشددًا داخل جماعة طالبان، والتي يُفترض بها أن تتولى مهام بسط الأمن في أفغانستان في ظل وجود قائدها/ رئيسها سراج الدين حقاني على رأس وزارة الداخلية في حكومة طالبان الحالية.
ولا تزال طبيعة العلاقات بين داعش وشبكة حقاني يشوبها الكثير من الغموض، إلا أن هناك العديد من الشواهد تُشير إلى وجود صلات بينهما ومن بينها تقارير خبراء أممين تحدثوا عن العلاقات بين الطرفين، بجانب اعتراف تنظيم داعش في صحيفته الرسمية “النبأ” الأسبوعية بإطلاق سراح قادة بارزين بالتنظيم من سجون أفغانستان منهم “أبو إبراهيم الخراساني” الذي كان أحد القادة الشرعيين والإعلاميين لداعش، بعد سيطرة شبكة حقاني على وزارة الداخلية الأفغانية.
وقالت أسبوعية النبأ (عدد 359) الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن أبو إبراهيم الخراساني قُبض عليه أثناء وجود القوات الأمريكية في أفغانستان، وهرب من سجن جلال آباد بعد اقتحامه من قبل مقاتلي التنظيم في أغسطس/ آب 2020، ثم جرى القبض عليه مرة أخرى بعد فترة وجيزة من هروبه ونُقل إلى “سجن بلجرخي” في العاصمة كابل، ويمكث فيه حتى إطلاق سراحه عام 2022، والذي تم في ظل سيطرة شبكة حقاني على ملف الأمن ووزارة الداخلية في أفغانستان.
ويُميط تقرير أممي سابق، صدر في مايو/ آيار 2020، اللثام عن وجود علاقات وموائمة تكتيكية بين تنظيم داعش وشبكة حقاني، مبينًا أن معظم الهجمات التي ادعى التنظيم مسؤوليته عنها كان لشبكة حقاني دور من حيث المشاركة أو تقدي الدعم والمساعدة التقنية، كما أن الهجمات التي شهدتها العاصمة الأفغانية كابل نفذها أعضاء بشبكة حقاني لكن تبناها تنظيم داعش.
ويُعطي التقرير الأممي لمحة هامة عن توظيف شبكة حقاني لتنظيم داعش في خدمة مصالحها، منذ فترة طويلة، ويبدو أن الشبكة واصلت الاستفادة من تلك العلاقة لضرب منافسيها داخل جماعة طالبان بعد الانسحاب الأمريكي، إذ سعت “حقاني” للاستيلاء على الوزارات والمؤسسات الحيوية كالداخلية، والاستخبارات، والإدارة المعنية بإصدار جوازات السفر والهويات، وكذلك سعت لتعيين الحاج مالي خان، والد زوجة سراج الدين حقاني نائبًا لرئيس أركان الجيش، وفي المقابل عمل خصوم الجماعة ممن ينتمون لتيار طالبان الوطنية (أبرز رموزه الملا محمد حسن آخوند، رئيس الوزراء الأفغاني، والملا عبد الغني بردار النائب الأول لرئيس الوزراء، والملا محمد فاضل مظلوم، نائب رئيس أركان الجيش)، لتقويض نفوذ شبكة حقاني فأجهضوا تصعيد “سراج حقاني” لمنصب نائب رئيس الوزراء، كما تم إلقاء القبض على مولوي علم جول حقاني (عم سراج حقاني، وشقيق جلال حقاني مؤسس الشبكة)، بتهم فساد مالي وأخلاقي وذلك حسب تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في أبريل/ نيسان 2022.
ووفقًا للتقارير الأممية فإن شبكة حقاني لا تعلن، بأي صورة من الصور، عن وجود علاقات بينها وبين تنظيم داعش/ ولاية خراسان حتى يتسنى لها إنكار ارتباطهما أو تخادمهما معًا في حال اقتضت الضرورة.
وفضلًا عن الارتباط بتنظيم داعش، أبقت شلكة حقاني على ارتباطها بالعديد من التنظيمات الجهادية سواء العالمية كتنظيم القاعدة الذي آوت زعيمه أيمن الظواهري في منزل مملوك لأحد مساعدي سراج حقاني، أو الإقليمية بما فيها الجماعة الإسلامية في أوزبكستان، وجيش محمد، وعسكر طيبة (لشكر طيبة) الباكستاني.
ويتضح مما سبق أن تنامي نشاط تنظيم داعش مرتبط بتلقيه مساعدات ودعمًا لوجستيًا وعملياتيًا عن طريق بعض الجهات الأفغانية، بما فيها شبكة حقاني، التي توظف داعش لخدمة مصالحها وضرب منافسيها من تيارات طالبان الأخرى وغيرهم.
خبراء أفغان يكشفون لـ”أخبار الآن” أسباب زيادة الهجمات الإرهابية ودور شبكة حقاني
ومن جهتها، قالت الباحثة الأفغانية فاطمة حكمت إن سبب فشل طالبان وتنامي قوة تنظيم داعش في أفغانستان وزيادة الهجمات الإرهابية، في الآونة الأخيرة، هو تكرار سيناريو المجاهدين الأفغان، إذ انشغل كبار قادة جماعة طالبان (بما فيهم مسؤولي شبكة حقاني) بعد الوصول إلى السلطة بجمع الثروات بكل ما يعنيه ذلك من فساد إداري ومالي ونسوا مقاتليهم الذين قاتلوا في الخطوط الأولى بجبهات القتال، إبان الاحتلال الأمريكي، وبالتالي اتجه مقاتلو طالبان الغاضبين إلى الانضمام لمجموعات أخرى بما فيها تنظيم داعش للحصول على دخل شهري ثابت في المقام الأول، ومواصلة ما يرونه جهادًا في المقام الثاني، لا سيما وأنهم تلقوا وعودًا كاذبة ومبررات واهية من أمرائهم وقادتهم على مدار السنوات الماضية، التي حاول القادة فيها تبرير إقامة علاقات مع الدول الغربية والانخراط في مفاوضات معهم والذي رأه جزء من مقاتلي الجماعة على أنه خيانة للنهج الجهادي القويم.
وأشارت حكمت في تصريح لـ”أخبار الآن” إلى أن الانقسامات داخل جماعة طالبان بين تيار طالبان الوطنية (الأقل تشددًا)، والمتشددين (شبكة حقاني وحلفائها) هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرة الجماعة على قمع تنظيم داعش والقضاء عليه، كما أن عمليات إيواء ونقل الإرهابيين عبر الأراضي الأفغانية، والتي شاركت فيها ورعتها شبكة حقاني، مهدت الطريق لوجود خلايا وشبكات داعشية وإرهابية عديدة داخل البلاد.
واعتبرت الباحثة الأفغانية أن زيادة الهجمات الإرهابية تدلل على فقدان جماعة طالبان السيطرة على زمام الأمور، كما تدلل على انتشار الفساد المالي والإداري المتفشي في أركان الحكومة الحالية في أفغانستان، والذي ساهم في حماية أعضاء وقادة التنظيمات الإرهابية وتوفير ملاذات آمنة لهم داخل أفغانستان بواسطة كبار قادة الجماعة وفي مقدمتهم أعضاء شبكة حقاني، مردفةً أن كل هذه التطورات تُكَّذب رواية طالبان حول عدم وجود داعش أفغانستان أو عدم تهديده لدول الجوار أو المصالح الأفغانية، وهو ما سيعزز حالة انعدام ثقة المجتمع الدولي في حكومة طالبان.
وأكدت فاطمة حكمت أن شبكة حقاني لن تقوم، على الفور، بقطع صلاتها بجماعات وتنظيمات إرهابية عديدة تتواصل معها منذ سنوات بل إنها تقوم بإيوائهم وحمايتهم وتأسيس مدارس لتربية الأجيال الجديدة من الإرهابيين.
داعش خراسان
أما الصحفي والناشط السياسي الأفغاني “جاويد كارجار” فيرى أن داعش خراسان هو مجرد انشقاق أو وجه آخر لجماعة طالبان، قائلًا إن المجموعة المؤسسة لداعش في أفغانستان كانت مجرد مجموعة من الأعضاء السابقين في جماعة طالبان الساخطين على قيادة الجماعة، ومن ثم تحولوا من القتال تحت راية الجماعة البيضاء إلى القتال ضدها تحت راية داعش السوداء.
وأوضح ” كارجار” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن هناك تخادم واضح بين داعش ومكونات من جماعة طالبان الأفغانية (شبكة حقاني)، مضيفًا أن الهجمات التي تمت ضد الشيعة الهزارة في أفغانستان وضد المصالح الأجنبية بما فيها السفارة الروسية والباكستانية والفندق الصيني بالعاصمة كابل هو نوع من الضغط الذي يمارسه التيار المتشدد من الجماعة للضغط على دول إيران وباكستان والصين وروسيا لتستجيب لمطالبهم.
واستشهد الصحفي والناشط السياسي الأفغاني بعدد من الوقائع التي حدثت في أفغانستان منها الهجوم الذي استهدف مركزًا تعليميًا في غرب كابل، أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قائلًا إن جبهة التحرير الوطني “جبهة آزاديغان” المناوئة لطالبان حذرت الأهالي، من وقوع الهجوم قبل ليلة واحدة من تنفيذه، وذكرت أن شبكة حقاني تُخطط لشنه، وجرى تجاهل هذا التحذير، ليتم تنفيذ في اليوم التالي ما أدى لمقتل وإصابة عدد كبير من الأفغانيين، وكذلك في الهجوم الذي استهدف الفندق الصيني أشارت “جبهة آزاديغان” إلى أن المتفجرات التي استُخدمت في الهجوم وضعت في سيارة مسؤول بارز من طالبان، لكن داعش تبنى الهجوم في نهاية المطاف، والسر وراء كل هذا أن الجماعة تريد أن ترسل رسالة لدول مثل روسيا والصين وإيران أن نشاط داعش في البلاد يتنامى وأن عليهم مساعدة طالبان للقضاء على التنظيم.
ووصف الصحفي والناشط السياسي الأفغاني “جاويد كارجار” تنظيم داعش بأنه وجه آخر لشبكة حقاني، مضيفًا أن طالبان تدعو العالم لمساعدتها في القضاء على داعش بينما في الحقيقة داعش لا يعدو كونه “شبكة حقاني” التي تعد أكبر شبكة إرهابية في أفغانستان وفي عموم القارة الآسيوية، على حد تعبيره.