نقص الدواء في الصين ينذر بكارثة عالمية
دعا المسؤولون في تايوان السكان المحليين إلى تجنب شراء أدوية الحمى بكميات كبيرة دون وصفة طبية، بعد التهافت على شراء الأدوية في البلاد، الذي يثير العديد من المخاوف.
وقال فيكتور وانغ، الذي يرأس مركز مكافحة الأوبئة في تايوان، إن هناك بالفعل نقصًا في ”بانادول“، وهو أحد أشهر المسكنات والأدوية الخافضة للحرارة.
وقال وانغ في تصريحات صحفية نقلتها ”إذاعة آسيا الحرة“ اليوم الإثنين، إن مسحًا أجراه المركز مؤخرًا أظهر أن العديد من الصيدليات في تايوان تعاني من نقص في ”بانادول“ والأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات.
وأوضح وانغ: ”هناك عمليات شراء بكميات كبيرة للمسكنات، ولم يتبق أي شيء تقريبًا على رفوف الصيدليات. لقد اتصلنا بالمصنعين على أمل أن يتمكنوا من تسريع الإنتاج لتلبية طلب السوق“.
وأضاف: ”نود أن نذكر الجميع بأنه يجب عليهم شراء أدوية مثل بانادول باعتدال وحسب الحاجة فقط، لا تشتريها بكميات كبيرة وترسلها إلى الخارج“.
وقال وانغ إن الحكومة ستواصل مراقبة الوضع والنظر فيما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الإجراءات، مضيفًا أن تايوان تصنع أيضًا عقار ”الأسيتامينوفين “ الخاص بها.
تفشي كورونا في الصين تسبب في الأزمة
ولكن بالنظر إلى أن الصين توفر حاليًا 50% من المواد الأساسية التي تستخدم في تصنيع الأدوية في تايوان، فهناك مخاوف من أن نقص الأدوية في الصين قد يؤدي إلى حظر التصدير.
ووفقًا لـ ”إذاعة آسيا الحرة“، فإن هناك ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على أدوية الحمى في تايوان، وذلك من أجل شحنها إلى الصين.
وأظهر مسح أجري في العديد من الصيدليات في تايبيه أنه لا يوجد ”بانادول“ متاح للبيع، بسبب تهافت الناس على شراء الدواء بكميات كبيرة.
وقال صيدلي لـ ”إذاعة آسيا الحرة“ إن بعض الناس استفسروا عن شراء أكثر من 10 عبوات من ”بانادول“. وأضاف: ”سألتهم لماذا يريدون شراء هذه الكميات من الدواء، وقالوا جميعًا إنهم سيرسلونها إلى الأصدقاء والأقارب في الصين“.
ولم تقتصر الأزمة على تايوان فقط، فقد ذكرت ”إذاعة آسيا الحرة“ في تقرير لها إلى أن السباق على الأدوية الخافضة للحرارة قد امتد إلى هونغ كونغ.
ولوحظ أيضًا التهافت على أدوية الحمى في ماكاو وأستراليا، حيث يتسابق الناس على شراء الأدوية لإرسالها إلى أقاربهم وأصدقائهم في الصين، وفقًا لعدد من التقارير الإعلامية.
الصينيون يشترون الأدوية من الخارج
وفي السياق ذاته، قالت تقارير إعلامية صينية أن العديد من الأشخاص في الصين يحاولون الحصول على الأدوية عن طريق الأصدقاء في الخارج، بسبب النقص الشديد في الدواء داخل الصين بسبب تفشي فيروس كورونا.
ويخشى المراقبون من أن يتسبب نقص الدواء في الصين وتهافت الناس على شرائه من الخارج في أزمة دواء عالمية سيكون لها أثرًا بالغًا على الاقتصاد العالمي.
كما سيؤثر نقص الدواء في زيادة عدد الإصابات في الدول التي لم تصل بعد إلى مستويات مرتفعة من المناعة ومعدلات تلقي اللقاح، مما ينذر بأزمة صحية كبرى.
وكانت الحكومة الصينية قد تراجعت عن سياسة ”صفر كوفيد“، متخلية عن غالبية القيود الصحية الصارمة التي كانت تفرضها منذ قرابة الثلاث سنوات مع ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في مدينة ووهان في وسط البلاد في نهاية العام 2019.
ومنذ إزالة القيود تسجل إصابات كبيرة جدًا بكوفيد-19 في الصين. إلا أنه ”يستحيل“ تحديد حجم الانتشار، باعتراف السلطات، إذ أن فحوصات التشخيص لم تعد إلزامية.
ويخشى خبراء من أن تكون الصين غير مستعدة بشكل كاف لموجة إصابات مرتبطة بإعادة فتح البلاد في حين لا يزال ملايين من المسنين والأشخاص الضعفاء غير ملقحين.