القاعدة يتجاهل مصير أيمن الظواهري ويواصل نشر سير قادته المقتولين
- مؤسسة السحاب نشرت سيرة مسؤول فرع التنظيم بأفغانستان ضمن سلسلة مرئية جديدة
- تنظيم القاعدة سيستأنف نشر سلسلة قديمة خصصها للحديث عن سير قادته
بثت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، الجزء الأول من إصدار مرئي لأمير التنظيم السابق أيمن الظواهري ضمن سلسلة جديدة خصصها التنظيم لرثاء قادة فرع القاعدة في شبه القارة الهندية المعروف بـ”أنصار غزوة الهند”، بيد أن الإصدار لم يتطرق من قريب أو بعيد للكشف عن مصير “الظواهري”.
والتزم تنظيم القاعدة الصمت بشأن ما حدث لأميره السابق أيمن الظواهري، واكتفى بذكر اسمه في الإصدار المعنون بـ”شهداء الهند: تحت راية النبي”، دون أن يتبعه بأي من صيغ الدعاء التقليدية التي يوردها عن ذكر أمراءه.
ويلجأ التنظيم إلى الطريقة السابقة للتعتيم على مصير قادته وأمراءه، ففي المعتاد يورد أسماء قادته الأحياء الطلقاء متبوعًا بصيغة دعاء “حفظهم الله”، وفي حال قادته المقتولين يورد أسمائهم متبوعًا بـ”تقبلهم الله”، أما في حالة أيمن الظواهري فاكتفى التنظيم، منذ الإعلان الأمريكي عن مقتله في أغسطس/ آب 2022، بذكر اسمه مجردًا دون أي صيغة.
وخصصت مؤسسة السحاب الإصدار المرئي للحديث عن 3 من قادة تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية،هم: قاري عمران مسؤول التنظيم في أفغانستان سابقًا، والدكتور أبو خالد القيادي البارز بالتنظيم، وأحمد فاروق نائب أمير القاعدة في شبه القارة الهندية، والذين لقوا حتفهم قبل نحو 7 سنوات.
ويبدو من الإصدار الجديد أن تنظيم القاعدة سيستأنف نشر سلسلة قديمة خصصها للحديث عن سير قادته وأمراءه المقتولين، وهو ما فعله أيمن الظواهري، قبل سنوات، عندما نشر كتابه الشهير “فرسان تحت راية النبي”، الذي تضمن قصص مجموعة من رفاق الظواهري الذين قتلوا خلال عملهم في تنظيم الجهاد المصري، وتنظيم القاعدة.
وقال أمير تنظيم القاعدة السابق في الإصدار المرئي الجديد “شهداء الهند” إن قاري عمران واسمه الحقيقي قاري عبيد الله منصور ولد بملتان بمقاطعة البنجاب الباكستانية وتخرج من أحد مدارسها، وشارك في العمل الجهادي في أفغانستان، وطاجيكستان، وكشمير ثم باكستان، مضيفًا أنه تعرف عليه بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، ورافقه لمدة أسبوعين بعدها.
وأورد الإصدار مقتطفات من رسائل سابقة تبادلها أيمن الظواهري مع قاري عمران، ومنها رسالة استذكر فيها الأخير مرافقته لأيمن الظواهري بعد هجمات 11 سبتمبر.
وأشار أمير القاعدة السابق إلى أن الاستخبارات الباكستانية ألقت القبض على قاري عمران، وظل سجينًا لديها لمدة 4 أعوام، بسبب تعاونه مع قيادات تنظيم القاعدة، وعندما خرج من السجون أعاد اتصاله بالتنظيم وبايع أمير فرع القاعدة في شبه القارة الهندية (السابق) عاصم عمر بعد تأسيس الفرع المذكور، في سبتمبر/ أيلول 2014.
وكشف أيمن الظواهري أن القيادي بالتنظيم طارق خان والمكنى بـ”أبو دجانة الباشا”، لعب دورًا محوريًا في تجميع خلايا القاعدة في شبه القارة الهندية، موردًا جزءًا من رسالة سابقة يتحدث فيها “قاري عمران” عن دور أبو دجانة الباشا في قيادة القاعدة بشبه القارة الهندية.
وذكر الإصدار المرئي أن قاري عمران أشرف على عمليات القاعدة في أفغانستان وشارك في قيادة عدد من العمليات منها الهجوم على قاعدة باغرام العسكرية الأمريكية التي كانت إحدى المقرات الرئيسية لقيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، عام 2012، مستعرضًا جانب من مشاركته في توجيه عناصر التنظيم خلال استعدادهم لشن هجمات ضد القوات الأمريكية، وأخرى ضد القوات الباكستانية في منطقة الحدود القبلية مع أفغانستان.
وأوضح أيمن الظواهري، أمير تنظيم القاعدة السابق، أن قاري عمران شارك في التصدي للحملة التي أطلقها الجيش الباكستاني لإحكام السيطرة على منطقة القبائل الباكستانية “وزير ستان”، في عام 2013، مردفًا أنه تولى منصب الأمير على قطاع العمليات في مناطق “مير إسماعيل”، و”إسماعيل خيل”، و”دته خيل” ونواحيهم.
وألمح أيمن الظواهري أن الحملة التي شنها الجيش الباكستاني على منطقة القبائل، تزامنت مع استعداد تنظيم القاعدة لإطلاق حملة ضد أنصار تنظيم داعش في المنطقة، معتبرًا أنه كان هناك نوع من التحالف بين الطرفين، على حد قوله.
وأسفرت الحملة التي أطلقها الجيش الباكستاني عن مقتل عدد من قيادات وكوادر القاعدة من بينهم القيادي “عمر الطالب” أحد أبرز مسؤولي مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة.
وهاجم أمير القاعدة (السابق) تنظيم داعش، كما ورد الإصدار تسلسل زمني للعمليات التي شنتها داعش للسيطرة على مناطق في سوريا والعراق بجانب العمليات التي شنتها القوات الصومالية ضد جماعة الشباب في الصومال، والقوات المالية المدعومة بقوات عملية سرفال الفرنسية في مالي، عام 2014، فضلًا عن الحملة التي شنها الجيش الباكستاني في منطقة القبائل خلال نفس الفترة.
وأورد الإصدار رسالة أرسلها قاري عمران، مسؤول القاعدة في أفغانستان سابقا والقيادي بفرع التنظيم في شبه القارة الهندية، لأيمن الظواهري قال فيها إن تنظيم القاعدة سينتصر في صراعه داعش، وعلقت مؤسسة السحاب على تلك الرسالة بقولها إن “خرافة داعش” أصبحت سرابًا بقيعًا، ما تبقى منها سوى مجموعة مجرمين يُفجرون أنفسهم في مساجد المسلمين، على حد تعبير “السحاب”.
واختتم أيمن الظواهري الإصدار بالإشارة إلى أن قاري عمران قُتل خلال تواجده في إحدى الجبهات القتالية في ناحية “لواره” بمنطقة الحدود القبلية بين باكستان وأفغانستان “وزير ستان”، إثر استهدافه بصاروخ موجه من قبل طائرة أمريكية بدون طيار، ما أدى إلى مقتله و6 من رفاقه.
ومن المقرر أن تستكمل مؤسسة السحاب نشر بقية أجزاء السلسلة المرئية الحالية التي تضم سير الدكتور أبو خالد القيادي البارز بالتنظيم في شبه القارة الهندية، وأحمد فاروق نائب أمير القاعدة في شبه القارة الهندية سابقًا.
وكان المتحدث باسم تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أسامة محمود أعلن في أبريل/ نيسان 2015 أن قاري عبيد الله منصور (قاري عمران)، الذي وصفه بأنه عالم شرعي وخبير عسكري وقائد ميداني، وأحمد فاروق نائب أمير القاعدة في شبه القارة الهندية سابقًا، قتلا في قصف أمريكي على منطقة وزيرستان في منتصف يناير/ كانون الثاني 2015.