“صفر كوفيد” تثبت فشلها مع تسجيل ملايين الإصابات.. والصين عاجزة عن احتواء الموقف
37 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا في الصين خلال يوم واحد فقط، “مليون صيني قد يموتون بسبب الموجة الجديدة”، هكذا أفادت بعض التقديرات بعد الانفجار الصادم لجائحة كورونا في الصين إثر الإعلان عن نهاية سياسة صفر كوفيد، في وقت تعافت فيه بقية دول العالم تقريباً من المرض وأدت النهاية المفاجئة لهذه الاستراتيجية المثيرة للجدل إلى مباغتة النظام الصحي الهش في البلاد بينما لم يكن مستعداً، تاركاً المستشفيات تتدافع لتأمين أسرّة، والصيدليات للبحث عن الأدوية، والسلطات تسابق لبناء عيادات خاصة، هذا كان موضوع النقاش في برنامج ستديو الآن.
في هذا السياق قال خبير الصحة العالمية وعلوم الفيروسات والبكتيريا ورئيس الرابطة الطبية الأوربيّة الشرق أوسطية البروفيسور فؤاد عودة: “يجب أن تتعلم الصين من أخطائها ونتكلم عن صحة عالمية وليس صينية فحسب”.
وتابع: “الصين يمكن أن تقاوم هذه الموجة الكبيرة بشرط أن تتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتفصح عن النقص في الأدوية، وأن تضع السياسة جانباً في مسألة اللقاحات”.
وأردف: “السكان اليوم يتوفون بأرقام كبيرة وإذا لم تفتح الصين المجال للمساعدات الخارجية فمن الصعب أن تقلل عدد الوفيات والمصابين”.
وأضاف: “متوقع وفاة أزيد من مليون شخص في 2023 بالصين إذا لم تتعاون مع الدول الأجنبية ومنظمة الصحة العالمية”.
من جانبه أوضح الباحث الرئيسي في العلاج المناعي في جامعة كارديف في المملكة المتحدة الدكتور محمد الحاج علي أن “الصين لم تصل في حملات اللقاحات إلى مستويات عالية، ولم تصل إلى ما يسمى بمناعة القطيع”.
وأردف: “عندما تتبع سياسة إغلاق عام ومن ثم تفتح فجأة وتعرض الجمهور للإصابات بالتالي سينتشر الفيروس”.
وأكد أن “اللقاحات الصينية بقيت في ذيل القائمة بالمقارنة مع اللقاحات الأخرى”.
وأضاف: “غياب الشفافية بما يتعلق السياسة الصحية وما يتعلق بمسألة الوفيات أسهم بارتفاع أعداد الوفيات”.
وتابع: “نتحدث عن حوالي ربع مليار إصابة في الصين حتى الآن”.
هذا وأفادت التقديرات أن مليون صيني قد يموتون بسبب كورونا بعد الانفجار الصادم لجائحة كورونا في الصين إثر الإعلان عن نهاية سياسة صفر كوفيد، في وقت تعافى بقية العالم تقريباً من المرض، الأمر الذي أثار تساؤلات لماذا تفشى المرض بهذا المعدل المقلق في البلاد، وما صحة الأرقام التي تعلنها بكين عن الوفيات.
وأنهت الصين سياسة صفر كوفيد التي تعني فرض إغلاقات صارمة في حال أي ظهور للمرض بأي منطقة، وجاء هذا القرار المفاجئ بعد تذمر شعبي واسع أفضى إلى مظاهرات نادرة في تاريخ البلاد الحديث، إلى جانب استياء الشركات الأجنبية من تداعيات الإغلاقات ومخاوف من تضرر اقتصاد البلاد جراء استمرار هذا الوضع.
على الرغم من الأدلة على اكتظاظ المستشفيات ومحارق الجثث، سجّلت حكومة الصين أقل من 10 وفيات بسبب “كوفيد-19” في الأسبوعين الماضيين.
وصرح خبير طبي صيني بارز، بأنَّ الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي بعد الإصابة بـ”كوفيد-19″ هي وحدها التي ستُصنّف على أنها ناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
وقال وانغ تشيانغ، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة بكين الأول، إنَّ الوفيات الناجمة عن مضاعفات في مواقع أخرى بالجسم، بما في ذلك الحالات الأساسية التي تفاقمت بسبب الفيروس، ستُستبعَد من الأرقام الرسمية.
وقال خبراء مطلعون على بروتوكولات المستشفيات في الصين إنَّ مثل هذه الحالات لم تكن تُستبعَد دائماً في السابق.