إعلام داعش يتراجع.. كيف خسر التنظيم ميدانيًا وإعلاميًا؟
- داعش دعا أنصاره المتواجدين خارج مناطق نشاطه بتكثيف العمل الإعلامي للدفاع عنه
- إعلام داعش تراجع خلال السنوات الأخيرة بعد مقتل أبرز قادته
- نفذ التنظيم الأسبوع الماضي 17 هجومًا فقط
اعترف تنظيم داعش الإرهابي ضمنيًا، بتراجع أداء ما يُعرف بديوان الإعلام المركزي المسؤول عن الدعاية التي ينشرها التنظيم، مطالبًا أنصاره بالعمل على تعويض التراجع في “إعلامه الرسمي” عن طريق تكثيف نشر المواد الإعلامية التي تروج للتنظيم، على حد وصف النبأ.
ونشرت صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 371)، مقالًا افتتاحيًا بعنوان “الهمة مهمة”، أوردت فيه تفريغًا نصيًا لإصدار سابق نشره تنظيم داعش عام 2009، وحث فيه أنصار التنظيم على نشر مواد إعلامية تحرض على العمليات الإرهابية والانضمام للتنظيم.
وأوضحت صحيفة النبأ أنها تعيد تقديم ما سبق أن نشره التنظيم قبل سنوات، قائلةً إن نشره في الوقت الحالي يأتي من باب تذكير كوادر داعش وأنصاره العاملين في حقل الإسناد أو دعم التنظيم سواء كانوا في مجال الدعم الإعلامي أو العسكري أو المالي، على حد تعبير الصحيفة.
واعتبر تنظيم داعش أن النصرة الإعلامية، كما يسميها، أضحت رقمًا هامًا في معادلة الصراع بينه وبين خصومه، داعيًا أنصاره لمواصلة نشر المواد الإعلامية التي تخدم مصالح التنظيم، كما وصف هذا العمل بأنه واجب عليهم بموجب بيعتهم للتنظيم وخليفته أبو الحسين الحسيني.
ووجه التنظيم نداءً لأنصاره المتواجدين في خارج مناطق نشاطه بتكثيف العمل الإعلامي للدفاع عن التنظيم، وعدم التراجع في ظل استمرار الحملات التي تستهدفه.
تراجع إعلام داعش
وعانى إعلام تنظيم داعش الرسمي من تراجع واضح، خلال السنوات الأخيرة، بعد انهيار خلافة التنظيم المكانية ومقتل عدد من أبرز قادته المشرفين على الآلة الدعائية للتنظيم من بينهم أبو محمد الفرقان (وائل حسين الفياض الطائي)، أمير ديوان الإعلام المركزي، ونائبه أبو ميسرة الشامي (أحمد أبو سمرة) الذين كانا مسؤولين بشكل مباشر عن الإنتاج الإعلامي لداعش.
وبسبب الانتكاسات التي تعرض لها، اضطر التنظيم لإيقاف عدد من المؤسسات الإعلامية التي كانت تابعة لديوان الإعلام المركزي ومن بينها “مؤسسة الاعتصام للإنتاج الإعلامي”، و”مجلة رومية” التي أصدرها كبديل لمجلته الشهيرة “دابق”، كما انخفض عدد وجودة الإصدرات التي ينشرها التنظيم باللغات الأجنبية بسبب الضعف ونقص الكوادر التي تُعاني منها مؤسسة الحياة الإعلامية المسؤولة عن الإصدارات الأجنبية في داعش، والتي كان آخر إصدارتها منتصف عام 2020.
ضعف مؤسسة الفرقان الإعلامية
وعلاوة على المؤسسات السابقة، تراجع أداء مؤسسة الفرقان الإعلامية وهي المؤسسة التي تتربع على صدارة ديوان الإعلام المركزي، واكتفت المؤسسة الداعشية بنشر الكلمات الصوتية للمتحدث باسم التنظيم، وآخر كلمة “فيقتُلون ويُقتَلون” التي نشرتها في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتضمنت نعيًا لخليفة/ زعيم التنظيم السابق أبو الحسن الهاشمي.
كيف عوض داعش تراجع أداته الإعلامية؟
وحاول تنظيم داعش تعويض التراجع الإعلامي عن طريق الاعتماد على المؤسسات المناصرة وأبرزها مؤسسات: (البتار، والمرهفات، وصناعة الرجال، وبيضاء الموحدين.. إلخ)، لكن كل تلك المؤسسات لم تقدم أي إنتاج نوعي واكتفت بإعادة إنتاج ونشر الإصدارات القديمة للتنظيم، ونشر التفريغات التي تتضمنها صحيفة النبأ الأسبوعية، بمعنى أنها أصبحت مجرد صدى للإعلام الداعشي الرسمي، بعد أن كانت تقوم بإنتاج إعلامي مستقل.
وعلى صعيد آخر، كشفت إحصائيات العمليات التي تنشرها أسبوعية النبأ أن عمليات التنظيم ما تزال في حدودها الدنيا، حتى الآن، رغم أن التنظيم حاول الاحتفاء بالهجمات الأخيرة التي شنتها مفارزه في سوريا والعراق.
حصيلة هجمات داعش
ونفذ التنظيم، خلال الأسبوع الماضي، 17 هجومًا فقط توزعت ما بين مناطق وسط إفريقيا، وسوريا، والعراق، وغرب إفريقيا وخراسان (أفغانستان)، وشهدت العمليات في سوريا والعراق وغرب إفريقيا انخفاضًا ملحوظًا بحسب إحصائيات التنظيم، بينما تحاول مفارز التنظيم في سوريا والعراق شن هجمات نوعية للإيحاء بأنها تواصل عملها الإرهابي.
واحتفى التنظيم بالهجمات التي شنتها مفارزه في الرقة السورية، وكركوك ودجلة والأنبار العراقية، بالإضافة إلى إعادة نشره لتفاصيل الهجوم الذي استهدف قائد شرطة حركة طالبان في ولاية بدخشان شمال شرق أفغانستان عبد الحق أبو عمر، أبرز مسؤول أمني طالباني يغتاله داعش مؤخرًا، والذي قال التنظيم إنه اغتاله بهجوم محكم.
وحاول التنظيم الربط بين استهداف القيادي البارز في حركة طالبان وبين إغلاق المدارس الدينية المخالفة لحركة طالبان في ولاية بدخشان، محاولًا استقطاب طُلاب المدارس الدينية المخالفين لطالبان للانضمام إليه بعد قرارات الحركة الأخيرة بإغلاق هذه المدارسة بدعوى أنها تخالف عقيدة ومنهج طالبان.