روسيا تتخذ قرارات وتتجاوزها.. غرابة في هيكلية اتخاذ القرار الروسي
أعلن الكرملين عن هدنة في أوكرانيا من منتصف نهار الجمعة ولمدة 36 ساعة بمناسبة عيد الميلاد.
وذكر الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بوقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا عشية عيد الميلاد الأرثوذكسي بناء على طلب الزعيم الروحي الروسي البطريرك كيريل.
بالمقابل أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن خطر الضربات الجوية للقوات الروسية لا يزال قائما على كامل الأراضي الأوكرانية، حيث تواصل القوات الروسية تركيز جهودها على شنّ هجوم في اتجاه باخموت.
هذا التناقض الروسي بين الأقوال والأفعال كان محور النقاش في حلقة السبت من برنامج ستديو الآن.
في هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد الهواس إن “موسكو لا تبحث عن هدنة من باب حسن النوايا ولكنها تسعى لالتقاط الأنفاس”.
وأضاف: “هناك قتلى بالعشرات من الروسي إضافة لحالة تراجع واضحة”.
وتابع: “أساليب بوتين لم تعد تنطلي على الأوكرانيين لسببين: معرفة عقلية بوتين أولاً، وثانياً هو أن أوكرانيا تعلم أن بوتين يجهز لأمر آخر”.
بدوره ذكر الأستاذ مساعد في جامعة كييف الوطنية للغات الدكتور ميكولا باستون أن “بوتين يريد كسب الوقت ويحتاج إلى هذه الهدنة لإعادة تنظيم صفوف قواته”.
وتابع: “أوكرانيا ضربت الخطوط اللوجستية الروسية أيضاً”.
وأضاف: “احتفل الأوكرانيون بعيد الميلاد بـ 25 ديسمبر ولم يكن هناك هدنة حيث قصف الروس آنذاك بشكل عنيف”.
وأردف: “هناك سؤال.. لماذا يريد بوتين بهذا اليوم الهدنة.. نحن لا نصدقه”.
ووجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين تعليماته لوزير الدفاع بفرض وقف لإطلاق النار لمدة 36 ساعة على الجبهة الأوكرانية، بداية من الجمعة.
وقوبل وقف إطلاق النار المؤقت الذي أمر به بوتين أمس بمناسبة عيد الميلاد حسب التقويم الأرثوذكسي، برفض أوكراني وغربي.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك إنه لا يمكن أن توجد “هدنة مؤقتة” حتى تنسحب القوات الروسية من كل الأراضي الأوكرانية، التي احتلتها، واعتبرها “دعاية فجة، وحيلة رخيصة”، ومحاولة روسية لوضع المزيد من ضغوط من جانب الدول الأوروبية على أوكرانيا، بالتظاهر بأنها “إنسانية” وأضاف ” لن ننخدع بنفاقكم
كذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي، إن روسيا أرادت استخدام الهدنة كمبرر لوقف التقدم العسكري الأوكراني في إقليم الدونباس الشرقي، واستغلالها لجلب المزيد من القوات والعتاد.
وقال “ماذا سيقدم لهم هذا الأمر؟، فقط المزيد من الخسائر الشاملة”. وقال زيلينسكي هذه العبارة باللغة الروسية بشكل لم يعتد عليه في خطاباته السابقة.
كما تفاعل الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الاقتراح الروسي، وقال في خطاب من البيت الأبيض، إن الرئيس الروسي «كان مستعداً لقصف مستشفيات ورياض أطفال وكنائس في 25 ديسمبر (كانون الأول) وليلة رأس السنة… أظن أنه يسعى إلى متنفس».
كذلك، رأت الخارجية الألمانية أن وقف إطلاق النار الروسي «المزعوم» في أوكرانيا لن يجلب «لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي».