كيف تراجعت هجمات داعش الإرهابية في عام 2022
اعترف تنظيم داعش بتراجع هجماته بمقدار الربع في عام 2022، وهو أعلى مستوى لتراجع الهجمات، منذ نحو 7 سنوات أي منذ إعلان التنظيم خلافته المكانية في يونيو/ حزيران 2014.
ونشرت وكالة أعماق، الذراع الإخبارية (الرسمية) للتنظيم إحصائية بعنوان “نتائج هجمات 2022″، قالت فيها إن إجمالي هجمات التنظيم طوال عام 2022 بلغ 2058 هجومًا إرهابيًا في 22 دولة، فيما احتلت العراق ساحة العمليات المركزية إذ نفذت فيها مفارز داعش 484 هجومًا (23.5% من إجمالي الهجمات)، وحلت دول (إيران، وفلسطين، وأوغندا، واليمن) في ذيل القائمة بمعدل هجوم واحد فقط طوال العام.
وتكشف تلك الإحصائية تراجع هجمات التنظيم بمعدل 25.2% مقارنة بعام 2021 الذي نفذت فيه مفارز التنظيم 2748 هجومًا، بينما تراجعت الهجمات في ساحة العمليات المركزية للتنظيم “العراق” بنسبة 57.1% إذ نفذ التنظيم 484 هجومًا في 2022، و1127 هجومًا في 2021 وفق إحصائيات داعش التي نشرتها وكالة أعماق.
وفي نفس السياق، تراجعت هجمات داعش في أفغانستان، في 2022، بمعدل 51.4 %، ونفذ التنظيم 181 هجومًا في العام الماضي، مقارنة بـ372 هجوم في 2021.
وعلى صعيد الخسائر، انخفضت معدلات القتل والإصابات التي تخلفها الهجمات الداعشية، بمعدل 14.5% في 2022، فوفقًا لوكالة أعماق أسفرت جميع هجمات التنظيم عن مقتل وإصابة 6881 شخصًا خلال العام الماضي، مقارنة بـ8039 قتيلًا وجريحًا في 2021.
ويتبين من حصاد العمليات الإرهابية في 2022، أن الهجمات النوعية والخسائر التي تخلفها هجمات داعش بشكل عام انخفضت بصورة ملحوظة، كما أن قدرة التنظيم على استخدام أسلحته التقليدية وهي العبوات الناسفة والشراك الخداعية انخفضت هي الأخرى، فحسبما أوردته وكالة أعماق نجحت مفارز التنظيم في تدمير وإعطاب 765 آلية متنوعة في العام الماضي، مقارنة بـ1182 آلية في العام السابق له، أي بتراجع قدره 34.3%، كما أن استخدام داعش للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة انخفض بمعدل 46.7% (579 عبوة وسيارة مفخخة في 2022، مقارنة 1065 في 2021)
ويتضح من تلك الإحصائيات أن الأداء القتالي لداعش يتراجع بشكل عام، ويُعزى ذلك إلى حالة الضعف والتدهور التي مر بها التنظيم خلال عام 2022، والذي فقد التنظيم خلاله 2 من خلفائهم هما: أبو إبراهيم القرشي (الهاشمي) الذي قُتل في فبراير/ شباط، وأبو الحسن الهاشمي الذي قُتل في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وينفذ مقاتلو داعش الغالبية العظمى من هجماتهم بالطريقة التقليدية ويعتمدون بشكل رئيس على استخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وعلى الاشتباكات الخاطفة التي تنفذها مفارز تعمل بأسلوب حرب العصابات.
وعلى الرغم من التراجع الذي شهده داعش، خلال العام الماضي، ما زال التنظيم يُصور لأنصاره أنه يتمدد في ساحات عملياتية جديدة ويُنفذ هجمات نوعية، وفق ما تنشره الآلة الدعائية للتنظيم، مع أن العديد من الأفرع التي يُعلن داعش عن إنشائها في خارج سوريا والعراق تبقى مجموعات ضعيفة ولا تستطيع شن هجمات كبيرة وتكتفي في بعض الأحيان بشن هجوم أو اثنين طوال العام كما في حالة دولتي: (بنين، والهند)، ودول: (إيران، وفلسطين، وأوغندا، واليمن)، فعلى سبيل المثال نفذ التنظيم في المجموعة الأولى من الدول هجومين فقط خلال 2022، وفي المجموعة الثانية من الدول نفذ هجومًا واحدًا طوال العام، وهذا يعد مؤشر على حالة الضعف والوهن التي تُعاني منها الأفرع الداعشية.
ولم تتطرق الإحصائية التي نشرها داعش إلى خسائر التنظيم أو عدد قتلاه وجرحاه في 2022، واكتفت بإيراد إحصائيات الهجمات التي توثقها لجان خاصة للرصد والمتابعة داخل داعش.