هجمات داعش تواصل التراجع.. والتنظيم يخدع أنصاره بهجمات قديمة
تراجعت هجمات تنظيم داعش، خلال الأسبوع الماضي، بصورة غير مسبوقة لتصل إلى أقل مستوى لها في 8 سنوات، إذ نفذت مفارز التنظيم 9 هجمات إرهابية فقط في 6 دول، وذلك وفقًا لإحصائيات وثقتها لجان الرصد والمتابعة التابعة للتنظيم، ونشرتها صحيفة النبأ الأسبوعية في عددها الجديد 374.
وقالت صحيفة النبأ إن التنظيم نفذ 9 هجمات في دول موزمبيق (هجومين)، ونيجيريا (هجومين)، والعراق (هجومين)، والكونغو الديمقراطية، والصومال، وسوريا، بمعدل هجوم واحد لكل دولة من الدول الثلاث الأخيرة، وهو ما يعني أن هجمات التنظيم انخفضت بمعدل 44% مقارنة بالأسبوع الماضي الذي نفذ التنظيم فيه 16 هجومًا في 6 دول.
واحتلت موزمبيق صدارة الدول التي شهدت هجمات لتنظيم داعش، للأسبوع الثاني على التوالي لكن الهجمات تراجعت فيها بمعدل 60% مقارنة بالأسبوع الماضي الذي شهد تنفيذ المجموعات الموالية لداعش 5 هجمات مقارنة بهجومين فقط خلال الأسبوع الجاري، وتلتها نيجيريا (ولاية غرب إفريقيا) التي انخفضت فيها الهجمات بمعدل 60% مقارنة بالأسبوع الماضي.
وعلى صعيد متصل، واصلت الهجمات الإرهابية في العراق انخفاضها بصورة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة لتصل إلى متوسط هجومين أو 3 أسبوعيًا، رغم أن العراق تُمثل ساحة العمليات المركزية لتنظيم داعش، إذ انخفضت الهجمات خلال الأسبوع الجاري بمعدل 33% مقارنة بالأسبوع الماضي، وكذلك شهدت الساحة السورية انخفاض في عدد الهجمات التي وصلت في الأسابيع الماضية إلى أقل معدل لها، خلال سنوات، ووصلت إلى هجوم واحد أسبوعيًا.
ومن سوريا إلى أفغانستان، فشل تنظيم ولاية خراسان، فرع داعش المحلي، في تنفيذ أي هجمات جديدة طوال الأسبوع الحالي للمرة الأولى منذ إعلان نشأته في عام 2015، ولم تُسجل أفغانستان أي هجمات جديدة لداعش، وذلك مقارنة بهجوم واحد في الأسبوع الماضي.
وبنظرة تحليلية للهجمات التي نفذها التنظيم، خلال الأسبوع الحالي، يتضح أن غالبية الهجمات ركزت على الأهداف الرخوة التي يسهل استهدافها بالهجمات الإرهابية، ووقعت أبرز تلك الهجمات في مدينة كاسيندي بمنطقة بيني شرقي دولة الكونغو الديمقراطية حيث فجر مقاتلون موالون لداعش عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل كنيسة محلية أثناء قداس مسيحي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص.
ويلجأ داعش إلى المبالغة في أعداد ضحايا الهجمات الإرهابية التي ينفذها، فيدعي أن الهجمات خلفت عشرات القتلى والجرحى ويورد بعض الإحصائيات التقديرية التي لا تعتمد على منهجية واضحة في معرفة أعداد الضحايا.
كما حاول داعش إخفاء تراجعه عن طريق نشر تقرير مطول عن الهجمات التي شهدتها منطقة حوران في جنوب سوريا، منذ أكثر من عام، مدعيا أن التنظيم لم يُعلن عن تلك الهجمات في حينها نتيجة ظروف عملياتية وأمنية خاصة به.
وقال التنظيم إن مقاتليه نفذوا سلسلة هجمات بمنطقة حوران، خلال سبعة أشهر من العام الهجري الماضي، وخلفت تلك الهجمات 50 قتيلا وجريحا من ضباط وأفراد وأنصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واعترف التنظيم، بتنفيذ عمليات اغتيال في مدينة جاسم، جنوب سوريا، وهو ما يعني إقرار التنظيم بأن نشاطه في تلك المنطقة أدى إلى اكتشاف مخبأ زعيمه وخليفته السابق أبو الحسن الهاشمي، الذي قُتل في اشتباك مع مقاتلين سوريين محليين من أبناء مدينة جاسم منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
داعش يُواصل الترويج لـ”الخلافة” رغم انهياره
وفي حين تراجعت الهجمات الإرهابية وانخفض نشاط داعش، بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية، واصل التنظيم ترويجه لـ”الخلافة المزعومة”، ففي مقالها الافتتاحي لهذا الأسبوع والمعنون بـ”التبعية العمياء”، قالت صحيفة النبأ إن هناك أزمة تبعية تعيشها بعض الدول وإن حل هذه الأزمة يكون في اللحاق بركب الخلافة باعتبارها أرقى صور للحكم، معتبرةً أن ضعف الإمكانيات المادية لهذه الخلافة ليس مبررًا لعدم الانضمام لها، على حد وصف الصحيفة.
ويسعى داعش لأن يقدم خلافته المزعومة على أنها “باقية وتتمدد”، مع أن الشواهد والإحصائيات التي توردها وسائل التنظيم الدعائية تقول إن تلك الخلافة تتدهور وتتراجع، منذ مدة طويلة، وأنها وصلت إلى أضعف حالاتها في الوقت الراهن.