أمادو كوفا.. زعيم ومؤسس جبهة تحرير ماسينا
“أمادو كوفا Amadou Koufa” هو زعيم ومؤسس جبهة تحرير ماسينا، التي تُعد أحد المكونات الرئيسية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة، قبل أن تنفي مصادر مطلعة على شؤون الجماعات الجهادية في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، شائعات القبض على “كوفا”، مؤكدةً أنه لا زال حرًا طليقًا.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن تحييد زعيم جبهة تحرير ماسينا المثير للجدل، إذ سبق أن أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ونظيرتها المالية أن “كوفا” قُتل في عمليات للجيش الفرنسي وسط مالي، قبل أن يخرج في مقطع مرئي، ساخرًا ممن أعلنوا مقتله، ومعلنًا أنه ظل على قيد الحياة، ونجا من الهجوم الذي استهدفه.
برز “أمادو كوفا“، على الساحة في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية الكبرى، منذ تسعينيات القرن الماضي، حينما عمل كداعية في وسط مالي، لكن نزعته الجهادية بدأت تظهر بعد عام 2011، وهو ما ترجعه تحليلات إلى زياراته التي أجراها، في الفترة ما بين 2008 و2009، إلى دول منها قطر، وأفغانستان، وباكستان، وتأثر ه بفكر جماعة الدعوة الباكستانية (التي أسست مجموعة عسكر طيبة الجهادية الناشطة في شبه القارة الهندية).
وعمل “كوفا” على الترويج للفكر الجهادي عبر إذاعته المحلية التي أدارها بنفسه، وركز على دعوة أبناء عرقية “الفولاني“، واعدًا إياهم باستعادة الإرث والسلطان التاريخي لمملكة “ماسينا الإسلامية” التي أسسها أسلافهم في القرن الـ 19 الهجري (في الفترة بين 1810م و 1815م) واختارت إحدى البلدات القريبة من موبتي، وسط مالي عاصمة لها، ولذا اختار لجماعته اسم “جبهة تحرير ماسينا”.
ونجح “كوفا”، بتلك الدعاية، في تجنيد وحشد المئات من أبناء “الفولاني”، الذين انخرطوا في العمل الجهادي وتدربوا في معسكرات خاصة أُسست في وسط مالي، ونجحوا في عام 2012، في السيطرة على بلدة “كونا“ (وسط مالي)، ونُصب “أمادو كوفا” حاكمًا للمنطقة، وذلك بالتوازي مع سيطرة الجهاديين من حركة أنصار الدين بقيادة إياد أغ غالي، (والتي نشط فيها أمادو كوفا لفترة)، وحلفائهم من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، على مناطق في شمال وشمال غربي، ووسط مالي أهمها مدينة تمبكتو، ووكيدال، وغاو.
فشكل الجهاديون تحالفًا مع المجموعات المسلحة المحلية، وانخرطوا في تمرد مسلح واسع النطاق بهدف إقامة إمارة في المناطق التي سيطروا عليها، وفتحت تلك السيطرة شهية تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي (فرع القاعدة الرسمي في المنطقة)، ليدخل على الخط ويحاول تعزيز مكانته وموقعه على الأرض، مستغلًا الواقع الجديد، لا سيما وأن تلك الجهاديون المنتمين لقاعدة المغرب الإسلامي تمركزوا في شمال مالي، منذ أواخر التسعينيات، واستخدموها كملاذات آمنة لتكوين وتدريب شبكاتهم التنظيمية وشن هجمات ضد الجزائر المجاورة.