ضغط حكومي ودولي ضد عناصر جماعة الشباب
- هرارديري هي مسقط رأس مهاد كاراتي
- القوات الصومالية سيطرت على المدينة قبل أيام
بعد أيام من إعلان القوات الحكومية الصومالية، استعادة الجيش السيطرة على مدينة ساحلية “استراتيجية”؛ كانت تحتلها جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، منذ أكثر من 10 سنوات. قتلت غارة جوية أمريكية اثنين من مسلحي الجماعة بالقرب في منطقة نائية بالقرب من هرارديري Harardhere، على بعد حوالي 396 كيلومترا شمال شرق مقديشو حيث كانت القوات الصومالية تنفذ عمليات.
وعلى الرغم من الانتصارات المتتالية للحكومة الصومالية -المتحالفة مع قوات محلية- خلال الأشهر الماضية، إلا أن هذه المنطقة المُستعادة حديثا والتي تضم “هرارديري Harardhere“، تعد نصرًا تاريخيًا حيث يُعتقد أن هذه البلدة هي مسقط رأس أحمد زعماء جماعة الشباب مهاد كاراتي.
خريطة توضح حدود منطقة (Harardhere)
وكتبت القيادة الأمريكية في أفريقيا في بيان، الثلاثاء: “بالنظر إلى الموقع البعيد للعملية، فإن التقييم الأولي هو أنه لم يصب أو يُقتل مدنيون”.
وتأتي الضربة الأخيرة بعد أيام فقط من إعلان الجيش الأمريكي صباح السبت أن غارة جوية شنها يوم الجمعة أسفرت عن مقتل أكثر من 30 من مقاتلي الجماعة الشباب في الصومال دفاعًا عن النفس.
وقالت القيادة الأمريكية في أفريقيا في بيان إن “الضربة وقعت على بعد 260 كيلومترا شمال شرق مقديشو بالقرب من جالكاد بالصومال، وهي مسقط رأس أحد قادة الجماعة الإرهابية.
وانخرطت قوات الجيش الوطني الصومالي في قتال عنيف في أعقاب هجوم معقد وممتد ومكثف شنه أكثر من 100 من مقاتلي جماعة الشباب”.
وأضافت القيادة أن “الأعمال المشتركة التي قامت بها القوات الشريكة على الأرض والضربة الجماعية للدفاع عن النفس قد أسفرت عن تدمير ثلاث سيارات ومقتل ما يقرب من ثلاثين إرهابياً من جماعة الشباب”.
وتعد الولايات المتحدة هي واحدة من عدة دول تقدم الدعم للحكومة الصومالية في حملتها المستمرة لتعطيل الجماعات الإرهابية وتقويضها وهزيمتها.
وكتبت أفريكوم في بيانها “يتطلب استئصال التطرف في نهاية المطاف تدخلاً يتجاوز الوسائل العسكرية التقليدية، والاستفادة من جهود الولايات المتحدة والشركاء لدعم الحكم الفعال، وتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية ، وحل النزاعات المستمرة”.
وأضافت أن “القيادة الأمريكية في إفريقيا هي الذراع الدفاعية لنهج الحكومة الأمريكية الشاملة مع الشركاء الأفارقة – الدبلوماسية والتنمية والدفاع.
يهدف هذا النهج “ثلاثي الأبعاد” إلى زيادة التعاون والدعم للحلول “التي يقودها الشركاء والممكّنة من الولايات المتحدة” للتحديات الأمنية المشتركة، بما في ذلك التطرف العنيف أو الإرهاب.
وتتم جميع العمليات الحركية التي تجريها وتدعمها القيادة الأمريكية في إفريقيا بالتنسيق مع الحكومة الصومالية.
وستواصل قوات القيادة الأمريكية في إفريقيا التدريب وتقديم المشورة وتجهيز القوات الشريكة للمساعدة في منحهم الأدوات التي يحتاجونها لهزيمة جماعة الشباب، أكبر شبكة تنظيم القاعدة وأكثرها فتكًا في العالم.
وتتخذ الحكومة الصومالية والقيادة الأمريكية في إفريقيا إجراءات كبيرة لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، حيث تظل حماية المدنيين جزءًا حيويًا من عمليات القيادة لتعزيز قدر أكبر من الأمن لجميع الأفارقة”.
الصومال يطلق المرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب
دعا الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود جيش بلاده إلى الاستعداد للمرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب، فيما أعلن الجيش قتل وإصابة العشرات من عناصر جماعة “الشباب” خلال تحرير منطقة في محافظة “مدغ”.
وحث رئيس الصومال حسن شيخ محمود، في تصريح له نشرته وكالة الأنباء الصومالية “صونا”، خلال تفقده مقر قيادة الفرقة الـ60 للجيش الصومالي، الاثنين، الجنود المتدربين على الحفاظ على قيم ومبادئ الجيش، وتحمل مسؤولية سلامة وكرامة الصوماليين وعدم الاعتداء عليهم.
وأشار الرئيس الصومالي إلى أنه مع انطلاق المرحلة الثانية من تحرير المناطق جنوب غرب البلاد ينبغي تعزيز الاستعداد للقضاء على ميليشيات “الشباب” الإرهابية.
أمنياً، تمكن الجيش الصومالي من قتل 40 عنصراً من جماعة “الشباب” في عملية عسكرية نفذها بمحافظة “مدغ”.
وأفادت وكالة الأنباء الصومالية “صونا”، بأن العملية العسكرية جرت بالتعاون مع الشركاء الدوليين في منطقة “بير فارح” شمالي مدينة “حررطيري” والتي شهدت خلال الأيام الأخيرة تجمع عناصر “الشباب” فيها.
وأضافت أن الجيش الصومالي سيطر بشكل كامل على منطقة “بير فارح” عقب العملية العسكرية، ويجري حالياً عملية تمشيط واسعة لتعزيز الأمن والاستقرار.
وقال قائد القوات البرية بالجيش الصومالي، بيحي تهليل، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن قوات الجيش قتلت 40 عنصراً من “الشباب” في المناطق الغربية من مديرية “حررطيري” التابعة لمحافظة “مدغ”.
وأشار إلى أن “قوات الجيش لقنت العدو الإرهابي درساً لن ينساه، حيث تمكنت القوات من ضبط أسلحة كانت بحوزة الإرهابيين الذين فروا إلى منطقة جولي”.
كما أعلن قائد القوات البرية عن مقتل 45 إرهابياً وإصابة 50 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية.
ما هي جماعة الشباب؟
وتأسست جماعة “الشباب” الإرهابية مطلع 2004، وهي مرتبطة بتنظيم “القاعدة” وتبنت عمليات عديدة أودت بحياة المئات في الصومال.
ومنذ يوليو 2022، تواصل القوات الحكومية بالتعاون مع عشائر مسلحة عمليات عسكرية ضد “الشباب”، وأعلنت مقتل المئات من عناصر الجماعة واستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية عديدة.
وعلى صعيد إعادة الحياة للمناطق المحررة من سيطرة الإرهابيين، وضعت الحكومة الصومالية، أمس، حجر الأساس لمقر إدارة منطقة “عيل برف” بمحافظة شبيلى الوسطى والتي تم تحريرها مؤخراً من فلول “الشباب”.
وأشار مسؤول صومالي إلى أن بناء مقر منطقة “عيل برف” يعد ضمن الخطة الحكومية لتوفير الخدمات الأساسية للمناطق النائية التي تفتقر للخدمات الأساسية بسبب الحصار الذي فرضته جماعة “الشباب” عليهم.
وتبذل الحكومة الصومالية بالتعاون مع إدارة ولاية هيرشبيلى جهوداً حثيثة في سبيل إيصال الخدمات الأساسية لسكان المناطق المحررة.
وفي سياق آخر، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة الهجوم الإرهابي على مقر رئيس البلدية في العاصمة الصومالية مقديشو أمس الأول والذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وأعرب الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، عن تنديده الشديد بهذه العملية مقدماً تعازيه لأسر الضحايا ولحكومة الصومال وشعبه، مجدداً إدانة المنظمة للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، ودعمها لجهود الحكومة الصومالية في التصدي له ومكافحته.