تنظيم القاعدة يسعى لحشد المزيد من العناصر والقادة لاستهداف القوات اليمنية
يسعى زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي إلى حشد المزيد من العناصر والقادة بهدف تكثيف هجمات التنظيم ضد القوات اليمنية، وذلك بعد أن أصدرت القيادة العامة، قراراً بتوسيع بنك الأهداف واستهداف مناطق جديدة خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية خلال الفترة القادمة.
فمنذ انطلاق عملية “سهام الحق” نفذ عناصر التنظيم نحو 40 استهداف بعبوات ناسفة على القوات المشتركة في محافظة أبين، واستخدم التنظيم في “سهام الحق” تكتيك حرب العصابات، من خلال زراعة العبوات الناسفة في الطرق والأودية لضرب القوات، ورغم نجاعة تلك العمليات والتي استطاع من خلالها التنظيم استهداف القوات بشكل سلس وبدون خسائر، ألا أن باطرفي قرار إلى الانتقال إلى استراتيجية أشد عنفًا ضد قوات المجلس الانتقالي والمجلس الرئاسي وقوات التحالف، يأتي ذلك في ظل انفتاح التنظيم على ميليشيات الحوثي.
ثمّة اعتقادًا لدى زعيم تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي، أن نجاح تنفيذ استراتيجيته الجديدة، يحتاج إلى إقناع عناصر وقادة التنظيم، بأن ليس هناك أي تخادم بين التنظيم وميليشيات الحوثي والنظام الإيراني، من خلال مسارين أساسيين، بهدف الدفع بهم إلى المشاركة في العمليات العسكرية التي ينوي التنظيم القيام بها خلال الفترة القادمة:
المسار الأول : تكثيف اللقاءات مع القادة والقبائل، لا سيما أبناء المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي
المسار الثاني : الظهور الإعلامي
المسار الأول :
وفقًا لمصادر يمنية مطلعة، عقد زعيم تنظيم القاعدة عدة لقاءات مع قادة ميدانيين وأمراء ولايات يمنية بهدف اطلاعهم على الاستراتيجية العسكرية الجديدة.
وفي أول لقاءاته، التقى باطرفي بعدة قادة ميدانيين وأمراء مناطق في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، ومنهم “أبو الهيجاء الحديدي، وأبو علي الديسي وأبو أسامة الدياني وأبو محمد اللحجي، وأيضا ا م العدني”، وطالبهم بتجهيز أفرادهم للقيام بعمليات هجومية بسيارات مفخخة وانغماسين، في محافظات شبوة وأبين وحضرموت وعدن.
وفي الاجتماع أعلن زعيم التنظيم خالد باطرفي، تشكيل لجنة حشد للمقاتلين برئاسة القيادي “أبو علي الديسي”، كما وجه، أمير محافظتي شبوة وأبين أبو الهيجاء الحديدي، بحشد المزيد من العناصر، وفي المقابل سيعمل باطرفي على توفير كل متطلبات العمل العسكري في محافظة أبين وشبوة.
لكن أبو الهيجاء أشار، إلى أن حضور التنظيم في عدة مناطق في محافظتي شبوة وأبين تضاءل، بعد خلاف القبائل هناك مع التنظيم، موكداً أن هناك أزمة حقيقة بينهم وبين التنظيم، ولن نستطيع استقطابهم، حتى تنتهي تلك الخلافات والأزمات، كما طلب أبو الهيجاء من زعيم التنظيم، تلبية متطلبات عناصر التنظيم وتوفير احتياجاتهم، حتى يتمكن من حشدهم، وإخراجهم من منازلهم، ودون توفير ذلك، سيصعب من أمر حشدهم للعمليات القادمة.
وحول تنفيذ العمليات، أعلن زعيم التنظيم باطرفي، بتوسيع نطاق العمليات إلى محافظات عدن وحضرموت بالإضافة إلى أبين وشبوة، وأن تأخذ العمليات أشكال مختلفة، كتنفيذ عمليات استهداف بسيارات مفخخة وانتحاريين وعمليات انغماسيه، وهو ما رفضه أبو الهيجاء الحديدي، مبررًا رفضه، بأن التنظيم يعاني في تنفيذ العمليات في محافظة أبين، أثار عمليات الانتشار العسكرية للقوات المشتركة، مؤكداً أن العناصر يعانون أثناء الدخول إلى المناطق لزراعة العبوات الناسفة، والخروج منها، مؤكداً أن هذه العمليات ورغم صعوبتها، إلا أنها الأنسب في الوقت الحالي.
حديث أبو الهيجاء، قوبل برفض كلاً من باطرفي و أبو علي الديسي مسؤول الدعوة و مسؤول معسكرات التحشيد، الذي أصر على حشد العناصر، لتنفيذ عمليات كبيرة “اقتحامات وسيطرة”.
وفي محاولة بائسة لإثبات جدية قرار تنفيذ عمليات ضد ميليشيات الحوثي، عقد زعيم التنظيم القاعدة خالد باطرفي اجتماع آخر ضم قادة مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات المدعومة إيرانياً، وأبرزهم مراد الصومعي، وأبو علي البيضاني، وأبو صالح الجوفي، واثنين آخرين من مأرب، تسأل خالد باطرفي عن احتياجاتهم للعمل ضد الحوثي، مؤكداً أن التنظيم سيعيد زخم العمليات في كل المناطق.
جدية قرار تنفيذ عمليات ضد ميليشيات الحوثي، سرعان ما تبخرت، فبعد انتهاء الاجتماع، عاد قادة المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي إلى مآويهم بخفي حنين، بعد أن فشلوا بالحصول على أي دعم مادي أو عسكري، فليس لدى باطرفي أي نية حقيقة للبدء بتنفيذ عمليات ضد ميليشيات الحوثي، والهدف الحقيقي من وراء الاجتماع، هو قطع الطريق أمام أي اعتراض أو رفض أو عرقلة للتجهيزات التي يحظرها التنظيم لتنفيذ عمليات في المحافظات الجنوبية
المسار الثاني :
ولأنه لم يتمكن من إقناع الجميع بأنه غير متواطئ مع إيران والحوثيين، خرج خالد باطرفي بخطاب هاجم فيه إيران والحوثيين، وذلك بعد الاجتماع التي عقدها مع المسؤولين والقادة عن المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي والحكومة اليمنية.
وفي ظهوره الإعلامي الأخير، خاطب زعيم التنظيم خالد باطرفي عناصر التنظيم بلغة الحرب، أثناء حديثه عن ميليشيات الحوثي وإيران، في محاولة للتأثير عليهم، والإيحاء بأن التنظيم يسعى إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد الميليشيات المدعومة إيرانياً، من خلال التأكيد على عداء التنظيم للحوثيين، ولكن من غير المتوقع أن تسهم هذه المحاولة في تغيير موقف عناصر التنظيم والقادة المعتزلين، وربما لو كان برر باطرفي موقفه المتخذ سابقاً من ميليشيات الحوثي، لكان تفهم العناصر ذلك، لكن إنكاره لذلك بدون يقدم أي أدلة قاطعة، لم يغير موقف القادة والعناصر الرافضين لقرارات باطرفي.
خطة استباقية:
كان ظهور خالد باطرفي في خطابه الأخير، خطة استباقية، قبل تنفيذ الإستراتيجية الجديدة التي يسعى لتنفيذها عكس ما تناوله أغلب الخطاب، ومع استمرار توقف العمليات ضد الحوثيين، يسعى باطرفي إلى تكثيف العمل وتوسعته ضد القوات في مناطق سيطرة الحكومة، أكثر عنفاً و متزامنة في أكثر من منطقة.