داعش يتراجع في شبه جزيرة سيناء المصرية
اعترف تنظيم داعش بتكبده بهزائمه وتراجعه في شبه جزيرة سيناء المصرية، قائلًا إن مقاتلي فرعه المحلي المعروف بـ”ولاية سيناء” يعيشون أوضاعًا صعبة في الوقت الحالي، كما أكد التنظيم مواصلته الهجمات الإرهابية التي يشنها في عدد من الدول الإفريقية منها موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونشرت صحيفة النبأ الأسبوعية، الناطقة بلسان التنظيم، في عددها الجديد (375)، مقالا افتتاحيًا بعنوان: “ولينصرن الله من ينصره”، اقتبست فيه مقتطفات من كلمات قادة أفرع داعش في العراق وسوريا وخارجهما، والتي ألقوها في رثاء خليفة التنظيم السابق أبو الحسن الهاشمي، الذي قُتل منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وبيعة زعيم داعش الحالي أبو الحسين الحسيني.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إن 3 من خلفاء التنظيم قتلوا خلال السنوات الأخيرة، وهم أبو بكر البغدادي- قُتل في أكتوبر 2019، وأبو إبراهيم القرشي (الهاشمي)- قُتل في فبراير/ شباط 2022، وأبو الحسن الهاشمي- قُتل في أكتوبر الماضي، لكن أفرع التنظيم ما تلبث أن تُبايع الخليفة أو الزعيم الجديد لداعش مؤكدين استمرارهم على نهج الجهادية العالمية الذي يتبناه التنظيم.
واستشهدت الصحيفة بالإصدار المرئي الذي نشرته “ولاية الساحل”، بعد مقتل أبو الحسن الهاشمي وحمل نفس عنوان افتتاحية النبأ الحالية “ولينصرن الله من ينصره”، والذي اعتبرت فيه أن مقتل قادة داعش وأمراءه وخليفته بمثابة نصر للتنظيم، على حد قولها.
وأشارت الصحيفة إلى مقتطفات أخرى من إصدارات حملت نفس العنوان لأفرع التنظيم في باكستان وسيناء، أكدت فيها أن مقاتليه سيواصلون قتالهم رغم مقتل قادتهم ، وفق تعبير الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء يعيش أوضاعًا صعبة، قائلةً إنه يمر بمحنة وظروف عصيبة لكن هذا لم يمنعه من مبايعة خليفة داعش الجديد أبو الحسين الحسيني.
ونشر تنظيم داعش، قبل نحو أسبوع، إصدارًا مرئيًا من سيناء لم تتجاوز مدته دقيقتين ونصف، تضمن لقطة واحدة لـ3 مقاتلين ملثمين يبايعون خليفة داعش نيابة عن منّ قالت إنهم مقاتلي التنظيم المرابطين في بقية ثغور سيناء، فيما جرى تمويه المكان الذي يقفون فيه.
ويرجع تاريخ تصوير هذه اللقطات إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وسبق للتنظيم أن نشر صورة لنفس المقاتلين بعد إعلانه مقتل أبو الحسن الهاشمي، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قبل أن ينشر فيديو مقتضب لبيعة خليفة داعش الحالي، منذ نحو أسبوع.
وتؤكد إحصائيات العمليات التي نشرتها صحيفة النبأ على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية أن تنظيم داعش لم ينفذ أي هجمات في سيناء خلال تلك الفترة، وهو ما يعد دليلا إضافيا على حالة الضعف التي يعيشها من تبقى من أفراد التنظيم في شمال شبه الجزيرة المصرية.
وفي سياق متصل، أظهرت إحصائيات العمليات التي تنشرها أسبوعية النبأ نقلًا عن لجان الرصد والمتابعة بالتنظيم أن هجمات التنظيم ارتفعت بصورة ملحوظة من 9 هجمات في الأسبوع الماضي نُفذت في 4 دول، إلى 15 هجوما خلال الأسبوع الحالي في 5 دول (بمعدل ارتفاع نحو 90%).
وخلال الأسبوع الحالي، تراجعت الهجمات في موزمبيق بمعدل 50% (هجومين في الأسبوع الماضي، مقابل هجوم واحد في الأسبوع الحالي)، وارتفعت بنسبة 100% في العراق (4 هجمات في الأسبوع الحالي مقابل هجومين في الأسبوع الماضي)، وكذلك الحال في سوريا حيث نفذ التنظيم هجومين مقارنة بهجوم واحد في الأسبوع الماضي، وفي ولاية وسط إفريقيا نفذ التنظيم 4 هجمات مقارنة بهجومين في الأسبوع الماضي.
ورغم الارتفاع الحالي والطارئ إلا أن هجمات تنظيم داعش تبقى في أقل مستوى لها منذ نحو 8 سنوات، إذ تراجعت الهجمات بصورة ملحوظة في العراق-التي تُمثل ساحة العمليات المركزية للتنظيم- وسوريا وغرب ووسط إفريقيا وأفغانستان التي فشل التنظيم فيها في تنفيذ أي هجوم للأسبوع الثاني على التوالي.
إلى ذلك، واصل تنظيم داعش هجماته ضد السكان المدنيين في الكونغو، إذ هاجم مقاتلوه تجمعًا لهم في منطقة بيني وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 50 مدنيا، حسب إحصاء التنظيم.
ويُركز تنظيم داعش على استهداف السكان المحليين في الكونغو الديمقراطية، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الكونغولية والأوغندية هجماتها على معاقل التنظيم في البلد الأول، وذلك كي يُرسل رسالة لأتباعه مفادها أنه لم يتأثر بالحملات العسكرية المتواصلة التي تشنها القوات النظامية من الكونغو وأوغندا ضده.