لقاءات سرية لقادة تحرير الشام وفصائل مسلحة للسيطرة على شمال سوريا
تشهد منطقة الشمال السوري توترات جديدة في الوقت الحالي بين هيئة تحرير الشام، التي تُسيطر على مدينة إدلب، وفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا، ولا سيما بعد مقتل صدام الموسى “أبو عدي عولان”، القيادي بجماعة أحرار الشام- فرع حسن صوفان، المبايع لهيئة تحرير الشام وأبو محمد الجولاني، والذي جرى استهدافه بطائرة مسيرة قبل أيام.
ونشرت حسابات محسوبة على إعلام هيئة تحرير الشام “شبه الرسمي”، صورًا لبقايا الصاروخ الذي استهدف منزل “أبو عدي عولان”، وأدى إلى مقتله، فيما قالت مصادر مقربة من الهيئة أن الصاروخ من طراز “MAM-L” الموجه بالليزر والمصنع من قبل شركة “Rokestan” لتجارة وتصنيع الصواريخ، وهي شركة تركية مقرها أنقرة، ويتم استخدام هذا الصاروخ في تسليح الطائرة التركية المسيرة “بيرقدار 2″، على حد قول المصادر.
وبدوره، قال حساب مزمجر الثورة السورية، المقرب من الفصائل السورية المسلحة، إن شرعيي هيئة تحرير الشام عادوا من جديد إلى تكفير الجيش التركي، مضيفًا أن شرعيي الهيئة وقيادات بها يتهمون فهيم عيسى، قائد الفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري وقائد ما يُعرف بهيئة “ثائرون للتحرير” التي تضم عددًا من الفصائل المسلحة المقربة من أنقرة، بالتخطيط لاغتيال صدام الموسى “أبو عدي عولان” بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات التركي، على حد قول “مزمجر الثورة السورية”.
وعلى صعيد متصل، ذكر “أبو هادي“، الناشط والعسكري في الشمال السوري أن هناك ترتيبات تتم من قبل هيئة تحرير الشام لإحكام السيطرة على شمال سوريا عبر الاستيلاء على المناطق التي تنشط فيها فصائل الجيش الوطني السوري، قائلًا إن أبو مارية القحطاني، القيادي بهيئة تحرير الشام، عقد اجتماعًا مع مصطفى السيجري، رئيس المكتب السياسي في فرقة المعتصم أحد الفصائل المسلحة في شمال سوريا، وطلب منه الانضمام لهيئة تحرير الشام مردفًا أنها ستسيطر على كامل الشمال السوري قريبا، ورد “السيجري” عليه بأنه لا يستطيع أن يُقدم على أي خطوة في الوقت الراهن، لكن إذا سيطرت الهيئة على شمال سوريا فسينضم لها.
فيما أكد أبو يحيى الشامي، أحد أبرز الكوادر الجهادية في الشمال السوري، ضمنيا أن الهيئة تُرتب للتمدد في بقية مناطق الشمال السوري، مردفًا أن قيادات من الهيئة اجتمعت بمصطفى السيجري، رئيس المكتب السياسي في فرقة المعتصم، وعلاء الدين أيوب المعروف بـ”الفاروق أبو بكر”، عضو مجلس قيادة هيئة “ثائرون للتحرير” وطلب منهما الانضمام إليها في إطار تحضيرها للسيطرة على شمال سوريا.
ووصف “الشامي” الجولاني وقيادات هيئة تحرير الشام لا صديق لهم وإنهم يغدرون بمن يتحالف معهم، وهو ما حصل مع رفاقهم السابقين، وفق تعبيره.
وكانت هيئة تحرير الشام حشدت عدد من قواتها في اتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني في عفرين وترندة، بشمال سوريا، بهدف مهاجمة مقرات جماعة أحرار الشام (الجناح المناهض للهيئة- جناح يوسف الحموي)، كما وصلت أرتال من جماعة أحرار الشام- فرع حسن صوفان، المبايع لهيئة، إلى مدينة جرابلس ومعبر الحمران في المدينة بهدف السيطرة على مناطق الجيش الوطني السوري وإجهاض أي ترتيبات تتم مع الجانب التركي لتهيئة الأوضاع في شمال سوريا.
ودخل 300 من مقاتلي الهيئة المتسترين تحت شعارات جماعة أحرار الشام- فرع حسن صوفان إلى قرية “الباسوطة” قرب عفرين، وذلك من أجل التمهيد لاقتحام معسكر ترندة الذي يضم مقارات جماعة أحرار الشام (الجناح المناهض للهيئة) قرب عفرين، حسبما ذكر مزمجر الشام.
وشهدت عدد من مناطق الشمال السوري احتجاجات على ممارسات هيئة تحرير الشام إذ تظاهر أهالي معرة النعمانن والأتارب وغيرها من المناطق ضد أبو محمد الجولاني رفضًا للإجراءات التعسفية التي تتخذه الهيئة بحق أهالي تلك المناطق والتي تشمل الاعتقال والسجن التعسفين وفق ما ذكره نشطاء.