على نهج مصطفى حامد.. “قاعدة اليمن” يُهاجم السعودية في إصدار جديد
- حمل الإصدار الجديد عنوان “النظام السعودي وموجبات الخروج”
- دأب التنظيم وزعيمه الحالي “خالد باطرفي” على مهاجمة السعودية
حرض تنظيم القاعدة في اليمن، عبر إصدار مرئي جديد نشرته مؤسسة الملاحم التابعة له، على تنفيذ هجمات إرهابية في المملكة العربية السعودية ومحاولة إسقاط حكومة المملكة، على حد قول التنظيم.
وحمل الإصدار الجديد عنوان “النظام السعودي وموجبات الخروج”، وجاء ضمن ما يُسمى بخدمة “شاهد”، وهي خدمة دعائية أطلقتها مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة في اليمن، في العام الماضي، ويحاول التنظيم من خلالها كسب الزخم واستقطاب خلايا وأفراد جدد بعد الانتكاسات التي تلقاها، على مدار الفترة الماضية.
ودأب التنظيم وزعيمه الحالي “خالد باطرفي” على مهاجمة المملكة العربية السعودية والتحالف العربي وكذلك القبائل اليمنية الموالية لهما، لا سيما مع اشتداد الحملة التي تشنها القوات الجنوبية، المدعومة من التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، على معاقله في منطقة وادي المحفد بأبين جنوب شرقي العاصمة صنعاء.
واعترف تنظيم القاعدة، في إصدار نشرته مؤسسة الملاحم لأميره خالد باطرفي خلال يناير/ كانون الثاني 2023، بحالة الضعف التي أصابت التنظيم قبل فترة، كما سعى إلى كسب ود القبائل اليمنية وتحريضها على دعم التنظيم في معاركه مع قوات التحالف العربي، معتبرًا أن النفوذ في اليمن منقسم بين معسكرين هما معسكر التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومعسكر إيران وجماعة الحوثي.
على النهج الإيراني
بيد أن اللافت في الإصدار الجديد لـ”قاعدة اليمن، والذي نُشر مساء أمس الأحد، أن التنظيم تماهى مع وجهة النظر المناهضة للسعودية إلى حد كبير، واستخدم نفس الأسلوب الذي يستخدمه وكلاء إيران، وفي مقدمتهم مصطفى حامد (أبو الوليد المصري) صهر سيف العدل- المرشح الأول لإمارة تنظيم القاعدة المركزي حاليًا- والذي أطلق منذ أواخر العام الماضي حملة دعائية شرسة ضد المملكة.
وقال تنظيم القاعدة، في إصداره الأخير، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اعتمد رؤية جديدة للبلاد هي رؤية “2030”، تقوم على إجراء تحولات كبيرة في المملكة وانخرط في محاربة التطرف الإرهاب بما في ذلك دعم دول الشرق والغرب في جهودها لاحتواء التهديدات الإرهابية وعرض التعاون الأمني والاستخباري والسياسي مع عدة دول في هذا الصدد، علاوة على تدشينه المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال“ والذي يهدف إلى محاربة جذور الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح.
وألمح التنظيم إلى أن الأمير محمد بن سلمان لعب دورًا في الوساطة والتنسيق من أجل إتمام اتفاقيات “إبراهام للسلام” التي وقعتها حكومات عربية مع إسرائيل، في السنوات الأخيرة، بحسب تعبير الإصدار.
وأضاف “قاعدة اليمن” أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والحكومة السعودية دعما، بالتشارك مع دولة الإمارات العربية، دولًا عربية في صراعها مع حركات الإسلام السياسي، وذلك في إشارة إلى مساندة الدول العربية لمصر في الفترة التي تلت الإطاحة بحكم جماعة الإخوان من مصر، عام 2013، ومساندتهم للجيش الوطني الليبي في معاركه لاستعادة السيطرة على البلاد، منذ عام 2014، وكذلك دعمها لاستعادة الشرعية في اليمن بعد إطلاق عملية عاصفة الحزم، عام 2015.
مهاجمة هيئة الترفيه ومشروعات 2030
وخصص تنظيم القاعدة في اليمن جزءًا من إصداره لمهاجمة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، وانتقاد الفعاليات المختلفة التي أطلقتها على مدار السنوات الماضية، بالإضافة إلى مهاجمة تمويل القنوات الفضائية والصحف السعودية، ومشاريع التطوير العملاقة التي تبنتها الإدارة السعودية وأبرزها مشروع نيوم، ومشروع ذا لاين للمجتمعات الحضرية المعززة بالذكاء الصناعي، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر وكلها مشروعات تأتي ضمن رؤية “السعودية 2030”.
واستشهد الإصدار بمقاطع مختلفة لعدد من رموز ما يُعرف بـ”تيار الصحوة”، والمعارضين السعوديين وأبرزهم سعد الفقيه مؤسس ما يُسمى “الحركة الإسلامية للإصلاح”، وكذلك رموز ومنظري السلفية الجهادية ومنهم عبد العزيز الطريفي، المسجون في المملكة بتهمة التحريض على الإرهاب.
كما استعان الإصدار بمقاطع سابقة لأميري تنظيم القاعدة في اليمن السابق والحالي قاسم الريمي “أبو هريرة الصنعاني”، وخالد باطرفي “أبو المقداد الكندي”، حرضا فيها إلى مجابهة الحكومة السعودية ومشروع “2030” ومحاولة الثورة عليه والسعي لإسقاط النظام الملكي في البلاد، داعين شيوخ القبائل والإعلاميين والدعاة وغيرهم في المملكة لدعم فكرة الخروج على الحاكم في السعودية، على حد تعبير أميري القاعدة في اليمن.
مصطفى حامد وتنظيم القاعدة في اليمن
ومن الجدير بالذكر أن إصدار “النظام السعودي وموجبات الخروج”، أعاد طرح نفس الدعاوى التي يرددها وكلاء إيران ومن بينهم مصطفى حامد المكنى بـ”أبو الوليد المصري”، وهو ما يبين حجم التماهي بين الطرفين.
واقتدى تنظيم القاعدة في اليمن بنهج مصطفى حامد بصورة ملحوظة، حتى أنه استخدم نفس العبارات والألفاظ التي تضمنتها مقالات أبو الوليد المصري، في إصداره الأخير وفي إصدارات مرئية سابقة، وركز على مهاجمة رؤية السعودية 2030، وانتقاد الهيئة العامة للترفيه، وكذلك الدعوة لثورة في المملكة واستغلال المناسبات الدينية في أي تحركات تتم ضمن هذه الثورة المزعومة.
واعتبر مصطفى حامد في مقالاته، ومن خلفه تنظيم القاعدة في اليمن، أن الطريق لتحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين يمر عبر المملكة العربية السعودية، وهو مجرد إعادة لصياغة الشعارات الإيرانية التي تقول إن تحرير القدس يمر بالعواصم والدول العربية المختلفة ومنها السعودية، بما يعني أن تلك الدعوات تصب في مصلحة طهران في نهاية المطاف.
ويُلاحظ أن أبو الوليد المصري بدأ منذ أوائل عام 2022، حملة دعائية ضد السعودية شملت نشر عدد كبير من المقالات التي تُهاجم المملكة العربية السعودية وتدعو لإسقاط الحكومة والنظام السعودي، وتُنظر لمشروع جهادي جديد يتحالف فيه تنظيم القاعدة مع وكلاء إيران في المنطقة ومن بينهم جماعة الحوثي في اليمن.
وكثف مصطفى حامد (أبو الوليد المصري) هجومه على المملكة منذ عقد قمة جدة للتنمية والأمن في السعودية، منتصف يوليو/ تموز من العام الماضي.
وحاكى تنظيم القاعدة سواء القيادة العامة للتنظيم في خراسان، أو فرعه الإقليمي في اليمن أسلوب مصطفى حامد في العديد من المرات حتى أنه نشر إصدارات وبيانات رسمية دعا فيها إلى نفس الدعوات التي يرددها مصطفى حامد، بما في ذلك التحالف بين الحركات الجهادية المرتبطة بالقاعدة والمجموعات المرتبطة بإيران كجماعة الحوثي وحزب الله اللبناني.
ومن المثير للاهتمام أيضًا في هذا الصدد، أن نشر الإصدار الجديد لتنظيم القاعدة في اليمن جاء بعد نحو يومين من نشر وكالة دعائية مرتبطة بالتنظيم تُسمى “اليقين” صورًا لعدد من مقاتليه من بينها صورة لـ”فيصل الخالدي“ (فيصل جاسم محمد العمري الخالدي)، الذي كان مقيمًا في إيران لفترة طويلة، وأدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة الإرهاب عام 2016، ووصفته بأنه رئيس اللجنة العسكرية للقاعدة وقائد سابق لأحد كتائبها ومسؤول التواصل بين التنظيم وحركة طالبان الباكستانية “تحريك طالبان”.
وفي الحقيقة، لا يعد نشر صور قادة تنظيم القاعدة في اليمن الأحياء وخصوصًا القادة البارزين أمرًا معتادًا من قبل التنظيم، لكن يبدو أن التنظيم أراد إرسال رسائل محددة عبر نشر تلك الصور من بينها التأكيد على وجود القيادات المرتبطة بالقيادة المركزية للقاعدة في إيران، على رأس التنظيم في اليمن، واستمرار التنظيم في اتباع نهجه الحالي المثير للجدل والذي يُوصف بأنه متماهي مع سياسة طهران ومصالحها في المنطقة.
لمزيد من الموضوعات عن تنظيم القاعدة في اليمن:
- قيادي مصري مقرب من سيف العدل.. معلومات عن مسؤول التواصل بين باطرفي وطهران
- معترفًا بضعف التنظيم.. خالد باطرفي يستعطف القبائل لنصرة القاعدة في اليمن
- صفقة تبادل أسرى جديدة بين ميليشيا الحوثي والقاعدة في اليمن
- عصر الانشقاق (2): هل ينهي سعد العولقي ما بدأه النهدي؟
- التقارب مع الحوثي.. هكذا يهرب تنظيم القاعدة من أزماته
- مكافأة أمريكية مقابل معلومات عن القيادي بتنظيم القاعدة في اليمن إبراهيم البنا
- هل كتب مصطفى حامد بيان القاعدة الأخير بشأن قمة جدة؟
- لماذا يريد مصطفى حامد نشر متلازمة طهران إلى الصومال وما علاقة ذلك بباب المندب؟
- تنظيم القاعدة يُحاكي “مصطفى حامد” ويُهاجم كأس العالم
- متلازمة طهران (5): تابعاً ذليلاً.. النهاية المحتومة لتنظيم القاعدة في إيران