زلزال تركيا سوريا .. امتزاج السياسة بالمصيبة يحرم السوريين من النجدة
مَعَ فجرِ اليوم السابع على زلزالِ القرن، يخفتُ الأنينُ تحت الأنقاض، لتضعُفَ مَعَه فرصُ العثور على ناجين، اللهم إذا حصلت معجزاتٌ يُذهلُنا وقعُها، ولا شيءَ مستبعداً رغمَ أنّ عملياتِ البحثِ عن ناجين توقفت، لتبدأ عملياتُ البحثِ عن الجثث لانتشالِها.
ستةُ أيّامٍ مضت، كان فيها نفسُنا ومازال، يضيقُ مَعَ كلِّ شخص ضاقَ عليه المكان، وانقطعَ عنه الضوءُ والهواء\\ ليختبرَ لحظاتِ ما قبلَ الموت، فأيُّ شعورٍ يدركُ المرءَ، بينما يعرفُ أنّ الرصيدَ في عمرِه انتهى، أو يكاد؟
حزينة أيّام تركيا وسوريا، حيث حوّل الزلزال الناسَ إلى مجرّدِ أرقام… عدادٌ يرتفعُ بين الثانية والثانية، فيما مشهدُ القبورِ الجماعية تقشعرُ له الأبدان.. ورغم ذلك ثمّة مَنْ لا يتعبر.
وإنْ كانت تركيا تجهدُ في عمليات البحث وانتشال الناس، فالمشهد في سوريا أكثرُ تعقيداً، فهنا تمتزجُ المصيبة بالسياسة، دمشق تستقبل المساعدات وسط اتهامات بمنعها عن الشمال السوري حيث المعارضة السورية، فيما يؤكّد ذلك أنّ العوائقَ التي أفرزتها سنوات الحرب، ما زالت قائمة على كلّ المستويات.
في هذا الصدد قال الباحث والأستاذ في الجيوفيزياء د. عطا إلياس إن “فالق شرق الأناضول هو التسمية المعطاة جيولوجياً لهذه الرقعة من سطح الأرض الواقععة بين الصفيحة العربية والإفريقية من ناحية الجنوب والصفيحة الأوروآسيوية من ناحية الشمال”.
وتابع: “الأناضول هي قطعة صغيرة بشكل مثلث محصورة بين هذه الصفائح الكبرى”.
وأضاف: “الصفائح بجنوب الأناضول تتوجه صوب الشمال والحدود بين الصفائح الجنوبية وصفيحة الأناضول هذا الحد ما يعرف بفالق شرق الأناضول”.
ولفت إلى أن “الفالق هو المكان الذي يحدث فيه الحركة والصفيحة الأناضولية هي من الأسرع وتتحرك تقريباً 2 (سم) سنوياً”.
وأردف: “خطط الطوارئ يجب أن تكون شاملة وتحتوي على تحديد مراكز الخطر”.
ونوه أنه “لتفادي ما يمكن أن يحصل من طارئ يجب معرفة ماهية الحدث، ومدى ضعف وخطورة المنشآت وما تحتويه مجتمعاتنا أمام هذا الحدث ومجموع هذين العاملين يعطينا النتائج”.
بدورها، أوضحت الصحافية نيلوفر البراك أن “عمليات إزالة الأنقاض ما زالت مستمرة والصعوبات موجودة في ولاية أنطاكيا”.
وأضافت: “فرق الإنقاذ غير كافية للوصول إلى كل الأحياء وهناك غضب لدى الأهالي”.
وأكدت أن “الأضرار أكبر بكثير من استيعابها”.
ولفتت إلى أن “حصر المقابر الجماعية يتطلب وقتاً والكثير من ذوي الضحايا يقولون إنهم ما زالوا يسمعون أصوات ذويهم”.
وبيـّنت أن “جهات الإنقاذ أيضاً تتضرر لأن هناك أبنية منهارة تسقط على فرقها”.
أما الصحافي محمود أبو راس فأشار إلى أن “أكثر من 70% من مباني مدينة جنديرس تدمرت بشكل كامل”.
ونوّه: “تم تسجيل أكثر من 500 حالة وفاة في هذه المدينة إضضافة لأكثر من 800 إصابة”.
وأضاف: “فرق الدفاع في المدينة مستمرة بالبحث عن ناجين أو متوفين وإلى الآن الفرق موجودة في المدينة”.
وتابع: “منذ بداية الزلزال عملت فرق الدفاع المدني على مدار 24 ساعة على إنقاذ مدنيين أو إخراج متوفين”.
هذا ونشرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) صورا ملتقطة عبر الأقمار الصناعية أظهرت حجم الدمار الهائل الذي خلفه زلزال تركيا وسوريا.
وشبهت الوكالة ما حدث في سوريا وتركيا بالزلزال الذي دمر مدينة سان فرانسيسكو في عام 1906.
ويُصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وأعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن.
وتجاوز زلزال تركيا وسوريا، زلزال اليابان عام 2011 وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته.