يحاول “قاعدة اليمن” منذ فترة أن يُقدم صورة أقل تشددًا لنفسه
- حمل البيان عنوان: “بيان عزاء ومواساة لأهلنا في الشام وتركيا”
نشرت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، بيانًا جديدًا حول زلزال تركيا، والذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمال سوريا قبل نحو أسبوع.
وذلك في محاولة من التنظيم لاستغلال الأحداث للترويج لنفسه في الوقت الذي يواجه حملات عسكرية للقوات الجنوبية المدعومة من التحالف العربي على ما تبقى من معاقله في جنوب اليمن.
وحمل البيان عنوان: “بيان عزاء ومواساة لأهلنا في الشام وتركيا”، واعتبر التنظيم أن الزلزال نوع من الابتلاءات الربانية، وهي الطريقة التقليدية التي يسوقها “قاعدة اليمن” للتعامل مع مثل هذه الأحداث والنوازل.
ويحاول “قاعدة اليمن”، منذ فترة ليست بالقليلة، أن يُقدم صورة أقل تشددًا لنفسه عبر آلته الدعائية “مؤسستي الملاحم، ونافح الطيب”، والتي تركزان في إصداراتهما المختلفة على الأوضاع داخل اليمن وما يستجد في خارجه.
إذ سبق للتنظيم إصدار بيانات أخرى لمهاجمة مونديال قطر 2022، وأيضًا لتهنئة حركة طالبان بالانسحاب الأمريكي في أغسطس/ آب 2021، والتأكيد أنه جزء من الشبكة العالمية لتنظيم القاعدة الذي بايع حركة طالبان في وقت سابق.
رسائل علانية وسرية
ويحمل البيان الجديد عددًا من الرسائل العلانية وغيرها من الرسائل السرية، فمن ناحية يسعى تنظيم القاعدة في اليمن لإظهار نفسه على أنه منخرط في دعم المتضررين من الزلزال ويدعو لمساندتهم والانخراط في عمليات الإغاثة وتقديم العون لهم.
ومن ناحية أخرى يرسل رسائل ضمنية لأنصاره وما تبقى من مقاتليه في اليمن أن يصمدوا ويثبتوا في مواجهة الحملات العسكرية المتواصلة ضدهم، باعتبارها “بلاء رباني وتكفير للذنوب” كما يصوره التنظيم.
كما يؤكد البيان الجديد على مساعي تنظيم القاعدة لتجنيد مقاتلين جدد سواء من داخل اليمن أو خارجها كي يُعوض بهم الخسائر في صفوفه، في ظل ضعف عملية الاستقطاب ونضوب المنابع التقليدية التي كان يعتمد عليها في اجتذاب مقاتلين يمنيين.
وهو ما لفتت عدة إصدارات صادرة عن التنظيم إليه، خلال العامين الجاري والماضي، حينما نشرت مؤسسة “نافح الطيب” نعيًا لعدد من كوادر قاعدة اليمن من بينهم أبو موسى الإندونيسي القيادي العسكري السابق بالتنظيم الذي توفي في أبريل/ نيسان 2022.
وسبق أن اعترف أمير تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي، في إصدار مرئي منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، بأن تنظيمه يعاني من قلة وضعف العدة والعتاد في مواجهة أعدائه خصوصًا في أبين وشبوة اللتين تشهدان معارك بينه وبين القوات الجنوبية، كما حاول استعطاف القبائل اليمنية ودعوتها للوقوف بجانبه في معاركه الحالية.
وفي نفس السياق، يمثل البيان الأخير عن زلزال تركيا امتدادًا للخط الجديد الذي تنتهجه مؤسسة الملاحم، الناطقة بلسان قاعدة اليمن، التي تحاول الترويج للتنظيم عبر استغلال كل الأحداث والتطورات التي تطرأ سواء في اليمن أو دول الخليج العربي أو حتى خارجهما.
وهو الأمر الذي ظهر في مناسبات عدة منها إطلاق خدمة دعائية منفصلة اسمها “شاهد” تصدر عن مؤسسة الملاحم، فضلا عن إطلاق موقع إلكتروني خاص بالمؤسسة وتكثيف نشر الإصدارات والبيانات في كل وقت حتى يبدو تنظيم القاعدة وكأنه يتعافى تدريجيا رغم أنه يواجه انتكاسات عديدة في أرض المعارك باليمن.