محاولة جديدة لحشد القبائل اليمنية.. سعد العولقي يظهر في إصدار جديد
ظهر القيادي البارز بتنظيم القاعدة في اليمن سعد بن عاطف العولقي في إصدار مرئي جديد نشرته مؤسسة الملاحم بعد فترة طويلة من تجنبه الظهور الإعلامي، وذلك بالتزامن مع استمرار المعارك التي تقودها القوات الجنوبية المدعومة من التحالف العربي ضد معاقل التنظيم في أبين وشبوة.
وحمل الإصدار الجديد عنوان: “ينصرون الله ورسوله” وبلغت مدته 11 دقيقة و40 ثانية، وهو أول إصدار يظهر فيه سعد بن عاطف العولقي، عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة في اليمن (يُعرف أيضًا بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية) وأمير التنظيم في شبوة سابقًا والذي يُعرف أيضًا باسم “جلال السعيدي“، منذ أكثر من عام.
ويأتي الإصدار في ظل الحديث عن وجود انشقاقات داخل القاعدة في اليمن، وخصوصًا في شبوة اليمنية التي يقود سعد العولقي خلايا التنظيم فيها، بعد إيقاف قيادة التنظيم وعلى رأسها خالد باطرفي المكنى بـ“أبو المقداد الكندي” صرف العطاءات أو الكفالات الشهرية لمقاتلي التنظيم فيها، حسبما ذكر مصدر بالتنظيم على صلة بـ“العولقي” لـ“أخبار الآن” في وقت سابق.
وذكر المصدر أن سعد العولقي رأى أن هناك القيادة العليا لتنظيم القاعدة في اليمن خذلت مقاتليه في شبوة الذين يعيشون ظروفًا صعبة في الوقت الحالي، ويواجهون حملة من القوات الجنوبية.
نفي الانشقاقات أم تأكيدها؟
وحرص الإصدار الجديد على نفي وجود أي انشقاقات في صفوف تنظيم القاعدة في اليمن ولا سيما بين المجموعة الشبونية بقيادة سعد بن عاطف العولقي وقيادة التنظيم العليا بإمارة خالد باطرفي “أبو المقداد الكندي“، إذ قال القيادي الأول إن تنظيم القاعدة قادة وجنودًا وعلى رأسه خالد باطرفي يولي مسائل القتال والإعداد الجهادي أولوية، كما استعان “العولقي” بمروية تراثية عن “جيش عدن أبين“، الذي يحظى برمزية خاصة في المخيال الجهادي العام، قائلًا إن تنظيم القاعدة يحرص على الإعداد لهذا الجيش وكذلك ينبغي على قبائل شبوة وأبين العمل من أجل هذه الغاية لأنهم الأولى بنصرة هذا الجيش.
وتضمن الإصدار لقطات لخالد باطرفي، أمير القاعدة في اليمن، وهو يتحدث عن “جيش عدن أبين“، وظهر على يساره سعد بن عاطف العولقي، وخُتم الإصدار بواحدة من تلك اللقطات للقياديين بقاعدة اليمن، وهو ما يحمل رسالة ضمنية لعناصر التنظيم مفادها أن “العولقي” أحد مساعدي “باطرفي” أو أحد أذرعه وأنه يتوافق مع سياساته في قيادة التنظيم.
ويسعى التنظيم لنفي وجود أي انشقاقات أو خلافات في قيادته العليا، في الوقت الحالي، والذي يواجه التنظيم فيها حملة عسكرية شرسة على ما تبقى من معاقله بشبوة وأبين.
ومع أن الرسائل التي تضمنها الإصدار تشير إلى المعنى السابق إلا أنها برهنت بصورة أو بأخرى على تأثر مقاتلي التنظيم وأنصاره في اليمن بالأحاديث المتداولة عن وجود خلافات وامتعاض في صفوفه ولذا اضطر التنظيم للرد عبر نشر الإصدار الأخير، كما تؤكد خشية “قاعدة اليمن” من توسع الانشقاقات في صفوفه، في وقت يُعاني فيه من حالة ضعف في العدة والعتاد.
واعترف خالد باطرفي، في إصدار مرئي نشرته مؤسسة الملاحم منتصف يناير/ كانون الثاني 2023، أن التنظيم يُعاني ضعفًا في مناطق شبوة وأبين وأن مقاتليه يخوضون المعارك ضد القوات الجنوبية في تلك المناطق في ظل ضعف الإمكانيات القتالية ونقص عددهم.
القاعدة يعزف على وتر جيش ”عدن أبين“ مرة أخرى
ولجأ تنظيم القاعدة في اليمن إلى العزف من جديد على وتر “جيش عدن أبين“، الذي يحظى بمكانة ورمزية كبيرة في المخيال والعقل الجهادي، وهو تكتيك تقليدي يلجأ التنظيم إليه حينما يرغب في استقطاب مقاتلين جدد أو يسعى لتعويض خسائره.
ودعا سعد بن عاطف العولقي، خلال ظهوره في الإصدار الأخير لتنظيم القاعدة، قبائل شبوة وأبين للمساهمة في التجهيز والإعداد لهذا “الجيش المُنتظر” مع تنظيم القاعدة الذي وصفه بأنه ليس المطالب الوحيد بهذا العمل، وهي نفس الدعوة التي أكد عليها خالد باطرفي في اللقطات التي ظهر فيها بنفس الإصدار والتي قال فيها إن تنظيم القاعدة يعرف مكانة تلك الأرض، في إشارة لمحافظة أبين وغيرها من مناطق جنوب اليمن، التي سيخرج منها “جيش عدن أبين“.
وسبق أن أعلن تنظيم القاعدة في اليمن على لسان أبو هريرة الصنعاني قاسم الريمي الأمير السابق للتنظيم والذي قُتل في 2020، حينما كان مسؤولًا عسكريا للتنظيم عام في أكتوبر/ تشرين الأول 2010، وضع اللبنات الأولى لجيش عدن أبين الذي وصفه بأنه” خط الدفاع عن الأمة ودينها وتحرير مقدساتها وتطهير أراضيها من الصليبيين وعملائهم المرتدين“، على حد تعبيره.
استمالة القبائل اليمنية
وعلى صعيد متصل، سعى سعد بن عاطف العولقي لاستمالة القبائل اليمنية وحثها على دعم تنظيم القاعدة بلهجة متوددة، إذ قال إنه واحد من أبناء تلك القبائل يفرح بفرحها ويحزن لحزنها، مثنيًا على ما قال إنه “دعم من بعض القبائل للتصدي لحملة القوات الجنوبية، المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، على معاقل القاعدة في أبين وشبوة”.
وتضمن الإصدار هجومًا على التحالف العربي وخصوصًا دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب انخراطها في مكافحة الإرهاب وحربها على تنظيم القاعدة. ومن الجدير بالذكر أن سعد العولقي حرص على مهاجمة دولة الإمارات والتحالف العربي في أكثر من مناسبة.
مغازلة اليمنيين بمهاجمة إيران
وعلى ذات الصعيد، عمل سعد بن عاطف العولقي على مغازلة واستمالة القبائل اليمنية بمهاجمة إيران بألفاظ صريحة، ودعا تلك القبائل إلى الوقوف مع التنظيم من أجل التصدي لإيران ووكلائها وإجهاض المشاريع الأخرى للسيطرة على اليمن، دون النظر إلى جنوب اليمن أو شماله، بحسب قوله.
واختتم سعد العولقي كلمته في الإصدار بالثناء على مقاتلي القاعدة الأجانب (المهاجرين) واليمنيين (الذين يُطلق التنظيم عليهم لفظ الأنصار) ودعوتهم للقتال حتى النصر أو القتل تحت راية التنظيم.
وكان أمير تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي قد أكد في مقابلة نشرتها مؤسسة الملاحم، أواخر عام 2021، أن تنظيم القاعدة لن يتخلى عن إستراتيجية قتال العدو البعيد التي تُركز على الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني إيلاء التنظيم اهتمامه الأكبر لخارج اليمن، على عكس ما يقوله سعد العولقي في الإصدار الأخير.