التنافس على تمثيل داعش يشق صفوف التنظيم
أقدم مقاتلو داعش على ارتكاب مجزرة بحق “جامعي الكمأ” من المدنيين السوريين بالقرب من مدينة السخنة، في منطقة تدمر، قبل أيام، مخلفًا عشرات القتلى والجرحى، ومع أن التنظيم لم يتبنَ رسميًا حتى نشر هذه السطور قتل المدنيين السوريين في وسط سوريا، إلا أن شهادات العيان تؤكد أن التنظيم هو اذي يقف خلف هذا الهجوم.
وفي الواقع، ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها داعش بتصفية أو اعتقال “جامعي الكمأ” في سوريا أو في العراق، بل سبق أن قام التنظيم بهذا الأمر مرات عدة أبرزها واقعة اختطافه نحو 50 من جامعي الكمأ في سوريا، عام 2019، بعد انهيار خلافته المكانية بأسابيع قليلة، وهو ما لم يتبناه التنظيم رسميًا، لكن بعض المؤسسات المناصرة أشارت لهذا النبأ وقالت إن اعتقال جامعي الكمأ، الذين أفرح عن العديد منهم في وقت لاحق، جاء بسبب تعاونهم مع قوات الجيش السوري (النظامي) في الكشف عن مواقع داعش.
وكشفت تلك البيانات عن وجود نوع من الاختلاف في الرواية التي يوردها إعلام داعش الرسمي، أو ديوان الإعلام المركزي، والإعلام المناصر، (غير الرسمي)، وهو ما تسعى القصة التالية لكشفه وتسليط الأضواء عليه.
في الأيام الأخيرة من شهر يناير/ كانون الثاني 2023، روجت منصات داعش الدعائية شبه الرسمية لإصدار مرئي جديد من إنتاج مؤسسة “حرب وإعلام”، أحد أبرز المؤسسات المناصرة الموالية للتنظيم، يحمل عنوان: “الحرب لم تبدأ بعد- 2″، قائلةً إنه سيُنشر في وقت قريب، وأنه واحد من أكبر الإصدارات التي ينشرها الإعلام الرديف لداعش منذ انهيار خلافته المكانية في مارس/ آذار 2019.
وبمجرد أن تم نشر الإصدار، حتى سارعت القنوات الدعائية الأخرى التي يديرها مسؤولي الإعلام المناصر في داعش إلى مطالبة أتباع التنظيم بحذفه مؤقتًا، لأنه يحتوى على العديد من الأخطاء، قائلين إنه سيُعاد نشره مرة أخرى بعد تصحيح هذه الأخطاء.
وبعد سلسلة من التغيرات التي تمت على إصدار “الحرب لم تبدأ بعد- 2″، جرى إعادة نشره من جديد عبر منصات التنظيم المناصرة، وشبه الرسمية وتم تداوله على نطاق واسع والاحتفاء به باعتباره إصدار متميز من الناحية الفنية، مقارنة بما تنشره المكاتب الإعلامية وديوان الإعلام المركزي (الإعلام الرسمي)، وذلك في ظل حالة الضعف الواضحة التي مُني بها إعلام داعش الرسمي خلال السنوات الأخيرة.
بيد أن الإصدار المُعدل، والذي ما زال موجودًا عبر المواقع الإلكترونية التي يديرها التنظيم، احتوى على عدد من الأخطاء المنهجية الواضحة التي تُناقض منهج تنظيم داعش وأيديولوجيته، إذ استشهد بمقاطع مرئية وصوتية لجماعات جهادية أخرى لم تكن مبايعة لتنظيم داعش، في وقت نشر هذه الإصدارات، كما استشهد بعدد من رموز تيارات الإسلام السياسي منهم محمد مرسي، الرئيس المصري الأسبق، وحازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح الرئاسي في مصر سابقًا، دون الإشارة إلى أن داعش يعتبرهم مع جماعتهم التي ينتمون لها “مرتدين” لإيمانهم بفكرة الانتخابات.
كما تضمن الإصدار إشادة بالتظاهرات التي قادتها جماعة الإخوان المسلمين- التي يحرص داعش على تسميتها بـ”الإخوان المرتدين”، وفق تعبيره- في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي من منصبه بمصر، عام 2013، وذلك رغم أن داعش يرفض هذه التظاهرات ويعتبرها “مظاهرات في سبيل الديمقراطية والطاغوت”، بحسب تعبير متحدثه الرسمي (الأسبق) أبو محمد العدناني، في عدد من كلماته الصوتية، منها كلمة “السلمية دين من؟” الصادرة في يوليو/ تموز عام 2013.
وخلال أقل من يومين على نشر إصدار “الحرب لم تبدأ بعد- 2″، نشرت مؤسسة “صرح الخلافة”، وهي واحدة من أبرز المؤسسات المناصرة لداعش إصدارًا ثانيًا بعنوان: “رسالة إلى المشركين في أوروبا”، حرضت فيه على شن هجمات انتقامية داخل القارة العجوز ردًا على إحراق السياسي اليميني “راسموس بالودان” نسخ من المصحف في السويد.
واحتوى إصدار مؤسسة صرح الخلافة على لقطات من الهجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخر، الذي نفذه مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة في اليمن عام 2015، وتبناه المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الأنسي في يناير/ كانون الثاني من نفس العام، على الرغم من أن داعش يعتبر تنظيم القاعدة وأفرعه المختلفة تنظيمًا منحرفًا وخارجًا عن الدين، كما يردد إعلامه الرسمي دائمًا.
التناقضات بين إعلام داعش الرسمي والمناصر
وأظهر الإصدارين اللذين نشرتهما مؤسستي “حرب وإعلام”، و”صرح الخلافة” وجود تناقض وتباين كبير بين إعلام داعش الرسمي والتابع لديوان الإعلام المركزي وإعلامه المناصر أو الرديف (غير الرسمي) الذي يُعبر عن شبكة واسعة من المؤسسات والأشخاص المؤيدين للتنظيم والذين انخرطوا في عمليات الدعم الإعلامي له منذ فترة طويلة.
ومع أن القائمين على ديوان الإعلام المركزي عملوا على إحكام السيطرة على الإعلام المناصر عن طريق سلسلة من الإجراءات والقرارات التي اتخذوها خلال السنوات الماضية، إلا أن عدد من المؤسسات الرديفة/ المناصرة اتخذت مسارًا مغايرًا في بعض الأحيان للمسار الذي يسلكه الإعلام الرسمي، وهو ما يبرهن على وجود نوع من التنافس والإزدواجية بين الإعلام الرسمي والمناصر للتنظيم، لا سيما بعد نشر الإصدارات الأخيرة.
فوفقًا لقناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” فإن إصدار “الحرب لم تبدأ بعد- 2” كشف وجود ضحالة وقلة حيلة لدى القائمين على إعلام داعش، لدرجة أن واحدة من أبرز المؤسسات المناصرة للتنظيم (مؤسسة حرب وإعلام) نشرت إصدارًا يروج لعمليات لم ينفذها التنظيم ويحتفي بأشخاص يكفرهم داعش، في دلالة واضحة التباين الأيديولوجي والمنهجي بين أمراء الإعلام الداعشي وقطاع كبير من مناصريه.
ولم تُصدر المؤسسات المناصرة لداعش- “حرب وإعلام”، و”صرح الخلافة”- بيانات توضيحية حول لجوئها للاستعانة بأجزاء من إصدرات سابقة لجماعات وتنظيمات معادية لداعش كتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان، لكن يبدو أن قطاع من المؤسسات الإعلامية المؤيدة لداعش يحاول العمل على تدارك أخطاء وتقصير ديوان الإعلام المركزي الذي ضعف بشكل واضح منذ انهيار الخلافة المكانية عام 2019، فضلًا عن وجود قطاع من المؤسسات المناصرة يختلف إلى حد كبير مع القائمين على ديوان الإعلام المركزي ونهجهم الحالي.
ويبدو أن هذه الصراعات بجانب أسباب أخرى، كانت الدافع وراء إعادة القائمين على ديوان الإعلام المركزي التأكيد على أهمية الإعلام المناصر وضرورة التزامه بنهج داعش، واصفًا الإعلام غير الرسمي بأنه أصبح رقمًا صعبًا في الحرب الإعلامية العالمية بين التنظيم وخصومه، وذلك على حد تعبير صحيفة النبأ الناطقة بلسان داعش.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي المعنون بـ”الهمة مهمة”، والصادر في عددها 371 بتاريخ 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 إن على المناصرين والذئاب المنفردة الامتثال لقواعد التنظيم وأن يواصلوا عملهم وتحريضهم بكل السبل، وفق قول الصحيفة.
داعش والسيطرة على الإعلام الرسمي
ولفت المقال الافتتاحي الذي أوردته صحيفة النبأ إلى حرص قيادة داعش وفي القلب منها المسؤولين أو أمراء ديوان الإعلام المركزي على السيطرة على الإعلام المناصر كما سيطروا على الإعلام الرسمي، في ظل وجود محاولات عديدة من قبل مؤسسات الإعلام المناصرة للفوز بالحرب الإعلامية وإظهار نفسها وقدرتها على اكتساب الزخم على طريقتها الخاصة بعد أن تراجع وضعف إنتاج ديوان الإعلام المركزي.
وسبق للديوان أن تحكم في جميع مؤسسات الإعلام الرسمية عن طريق عدد من الهيئات المرتبة في صورة هيراركية والتي تعمل بصورة متناسقة وفقًا لعدد من الوثائق المسربة والخبراء الذين اطلعوا على دورة العمل الإعلامي داخل داعش، وحددوا منها ملامح ما يسمى بـ”الخلافة الإعلامية“.
فبحسب ورقة بحثية سابقة نشرها مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية بعنوان: “من جبهة القتال إلى الفضاء السيبراني: إزالة الغموض عن آلة دعاية داعش” فإن ديوان الإعلام المركزي يتكون من مجموعة لجان إعلامية فنية بجانب مكتب أمني مسؤول عن متابعة الديوان، وهذا يعني أن إدارة الإعلام في داخل داعش يبقى عملية مؤمنة وخاضعة لرؤية الأمنيين ومبدأ الضرورات الأمنية إلى حد كبير.
وذكرت الدراسة التي جرى إعدادها بناءً على وثائق حصل مركز مكافحة الإرهاب عليها من أرشيف داعش في سوريا أن ديوان الإعلام المركزي يتكون 5 هيئات أو جهات مندرجة ضمن تسلسل هرمي، وهي:
- مجلس الإعلام، وهو أعلى هيئة قيادية في ديوان الإعلام المركزي ويتكون من أقدم مكتب إعلامي في التنظيم، ويشغل عضوية المجلس أمير الديوان و7 أعضاء، مهمتهم الإشراف على بقية الهيئات/ المكاتب الأخرى داخل الديوان، ومتابعة جميع الوكالات الإعلامية التابعة له.
- اللجنة الشرعية الإعلامية وتعرف أيضًا بلجنة المتابعة الإعلامية، وهي تابعة لمجلس الإعلام، وتعني بمراجعة الإصدارات والمواد الإعلامية للتأكد من مطابقتها للخط الأيديولوجي الذي يتبناه داعش، وتشرف اللجنة من الناحية الشرعية على بقية المكاتب الأخرى.
- مكتب الأمن الإعلامي، ويتكون من أمنيي ديوان الإعلام المركزي ومسؤول عن مراقبة الإعلاميين واتصالاتهم، وتأمين قيادات ديوان الإعلام المركزي، وتأمين عملية تصوير وإنتاج المحتوى الإعلامي للتنظيم، وأيضًا يتولى عملية التواصل مع المكاتب الإقليمية التابعة للولايات الداعشية.
- بنك المعلومات، ويندرج تحت اللجنة الشرعية الإعلامية ومكتب الأمن الإعلامي، ويقوم على أرشفة وتخزين المواد الإعلامية التي تنتجها المكاتب الإعلامية، وتقييم المواد الإعلامية الأولية التي ينتجها إعلاميو داعش.
- المكاتب الإعلامية، تتبع المكاتب الإعلامية الإقليمية الولايات التي تنشط داخلها لكنها ترتبط بديوان الإعلام المركزي وتعمل بإشراف لجنة المتابعة الإعلامية، وتتكون من فريق إعلامي بإشراف أمير إقليمي وإداري بجانب فريق فني للإنتاج الإعلامي والتحرير.
ويتبين من البناء الهيراركي لديوان الإعلام المركزي أن التنظيم يولي مسألة القيادة والسيطرة على الهيئات والمكاتب والمنصات الإعلامية التابعة له، وهو ما تم بالفعل في إطار الديوان بينما لم ينجح كليةً في الإعلام المناصر، وذلك حسبما ورد في رسالة سابقة من لجنة الإعلام المتابعة الإعلامية إلى فرع تنظيم داعش بأفغانستان المعروف بـ”ولاية خراسان”.
الإعلام المناصر يخرج عن الخط الرسمي
ونصت الرسالة التي حملت توقيع لجنة المتابعة الإعلامية، وكُتبت على الأرجح عام 2016 في مرحلة ما قبل انهيار الخلافة المكانية، على أن قيادة التنظيم وفي القلب منها ديوان الإعلام المركزي ترفض قيام الإعلاميين المحسوبين على داعش بنشر صور وفيديوهات دون الرجوع للديوان.
وأكدت الرسالة أن ديوان الإعلام المركزي له مؤسساته الرسمية التي تنقل ما يدور في التنظيم، مثل صحيفة النبأ ومؤسسات الفرقان للإنتاج الإعلامي، والحياة للإعلام، والاعتصام، ومركز الفرات، ووكالة أعماق الإخبارية، وإذاعة البيان، كما أنه يسعى إلى توحيد الخطاب الإعلامي بمراقبة الإنتاج والإشراف عليه ومراجعته قبل نشره.
وطلبت لجنة المتابعة الإعلامية من مسؤولي داعش في خراسان بالتنبيه على الإعلاميين المناصرين بعدم إنشاء أي حساب أو نشر مواد إعلامية بطريقة غير رسمية وإغلاق القنوات والمؤسسات التي أنشأوها لأنها تضر بمصداقية التنظيم، وإرسال ما يودون نشره إلى لجنة المتابعة الإعلامية لضبطه ومراجعته وتحديد مدى صلاحيته للنشر من عدمه، على حد وصف الرسالة.
وألمحت تلك الرسالة إلى جانب من الصراع بين مسؤولي الإعلام الرسمي القائمين على ديوان الإعلام والمناصرين، فالقيادة المركزية لداعش لم تتمكن من فرض السيطرة الكاملة على كل الأشخاص والمؤسسات الإعلامية المناصرة التي دعمت التنظيم، في السنوات الماضية.
ولعل أحد أسباب فشل ديوان الإعلام المركزي في السيطرة على جميع المؤسسات المناصرة، يرجع إلى تعدد هذه المؤسسات والتباين الأيديولوجي والمنهجي والشخصي بين القائمين عليهم، إذ شكلت تلك المؤسسات طيفًا واسعًا يترواح من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فبعض تلك المؤسسات والقائمين عليها تبنوا وجهة نظر متشددة للغاية تُكفر كل الجماعات الأخرى سوى داعش، وآخرين رفضوا التوسع في التكفير بهذه الدرجة.
وكان عدد هذه المؤسسات المناصرة يتجاوز العشرات، من أبرزها: مؤسسة مثاني، ومؤسسة صرح الخلافة، ومؤسسة حرب وإعلام، ومؤسسة طلائع الأنصار، مؤسسة المرهفات، مؤسسة الراسيات، ومؤسسة صناعة الرجال، ومؤسسة بيضاء الموحدين، ومؤسسة البتار، ومؤسسة أشهاد، ومؤسسة العبد الفقير، ومؤسسة العزم، ومؤسسة الدرع السني، ومؤسسة التقوى، ومؤسسة جيش الخلافة الالكتروني، ومؤسسة محرر الأنصار، ومؤسسة هدم الأسوار، ومؤسسة الفاتحين، ومؤسسة أنصار، ومؤسسة الرباط، ومؤسسة منتصر، ومؤسسة العرباض، ومؤسسة العاديات، ومؤسسة الصقري، ومؤسسة قريش، ومؤسسة المغيرات، ومجلة شباب الخلافة، ومجلة إنتاج الأنصار، فضلًا عن مؤسستي التراث العلمي والوفاء، الذراع الإعلامي لشبكة التحدي، اللتين انشقتا عن داعش عام 2018.
وأمام التنوع والتباين الكبير للمؤسسات الإعلامية المناصرة لداعش ومخالفة بعضها للإعلام الرسمي، عمد ديوان الإعلام المركزي إلى تعميم رسائل على أفرعه الخارجية، مثل الرسالة إلى ولاية خراسان، بحظر الإعلام المناصر من نشر أي مادة إعلامية إلا بعد الرجوع للجنة المتابعة الإعلامية، مع قصر الإنتاج غير الرسمي على عملية إعادة إنتاج وتقديم ما يقدمه الإعلام الرسمي، مثل تحويل النصوص التي تنشرها صحيفة النبأ إلى مقاطع مرئية، أو عملية قص وتجميع وإعادة تقديم لإصدارات داعش المرئية الرسمية تحت عناوين جديدة، وهو ما يقوم به غالبية ما تبقى من المؤسسات المناصرة التي ما تزال تعمل حتى الآن.
كما روج القائمون على ديوان الإعلام المركزي الترويج لفكرة الالتزام بما يصدر عن الإعلام الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن أي إعلان يصدر عن جهة أخرى خارج التنظيم صار يُقابل بانتقاد شديد من أتباع داعش حتى أنهم هاجموا خصومه المنشقين ومنهم القائمين على قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” حينما أعلنوا، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أن هناك معلومات متداولة عن مقتل خليفة داعش السابق أبو الحسن الهاشمي وأطلقوا حملة لتجديد البيعة له شارك فيه المئات من عناصر وأتباع التنظيم قبل أن يتم تأكيد نبأ مقتل الهاشمي في كلمة صوتية لأبو عمر المهاجر المتحدث الرسمي للتنظيم في الـ30 من الشهر ذاته.
وعلى الجهة الأخرى، خرجت بعض المؤسسات المناصرة عن مسار الإعلام الرسمي ونشرت موادًا مغايرة له، ومنها مؤسستي التراث العلمي، والوفاء قبل انشقاقهما عن تنظيم داعش، بل ووصفوا الداعين إلى التمسك حصرًا بما يصدر عن ديوان الإعلام المركزي بأنهم “عبيد الرسمي”، في إشارة إلى كونهم خاضعين لما ينشر فقط عبر منصات الدعاية الرسمية لداعش.
الإعلام المناصر في قلب الخلافات المنهجية
ولم يكن الصراع بين ديوان الإعلام المركزي وبعض مؤسسات داعش المناصرة ببعيد عن الصراع المنهجي الذي دار في تنظيم داعش منذ عام 2017، لا سيما وأن ديوان الإعلام كان أحد أبرز الفاعلين في هذا الصراع عن طريق أميره (الأسبق) أبو محمد الفرقان، وخليفته التالي أبو حكيم الأردني الذين أدارا دفة الإعلام الداعشي ورسما خطوط شبكاته الرسمية وحددا كذلك إطار مؤسساته المناصرة للتحكم فيها وإخضاعها لسلطان التنظيم.
وبدوره، كشف أبو عيسى المصري وغيره من المنشقين عن داعش أن المجموعة الأكثر تشددًا داخل داعش والموصومة بـ”الغلاة” هي المسيطرة على الإعلام، مضيفًا في مقال سابق بعنوان “منهج الدولة صنم العجوة” أن القيادة العليا لداعش حريصة على أن يتولى عناصر المجموعة المذكورة مقاليد الأمور في ديوان الإعلام المركزي الذي هو أهم ديوان في التنظيم مع ديوان الأمن.
وأوضحت رسالة وشكوى أخرى تقدم بها عدد من كوادر ديوان الإعلام لقيادة داعش العليا، ونشرتها مؤسسة التراث العلمي، المناصرة لداعش سابقًا والمنشقة عنه حاليا، أن المجموعة المحسوبة على أبو محمد الفرقان أحكموا السيطرة على ديوان الإعلام المركزي.
على أن أهم ما في هذه الرسالة، في ما يتعلق بالإعلام المناصر، قيامها بالكشف عن تفاصيل سيطرة أبو بكر الغريب محمد موسى رمضان على لجنة الإعلام المناصر، المسؤولة عن الإعلام الرديف أو غير الرسمي للتنظيم، إذ أردفت الرسالة أن “الغريب” سيطر على لجنة الإعلام المناصر وحسابات ما كان يُعرف بجيش خالد بن الوليد الذي اندمج في ما يعرف بداعش في حواران، لاحقًا، وصار جزءًا من شبكة التنظيم في جنوب سوريا.
واتبع “الغريب” نهجًا مثيرًا للجدل في إدارة المؤسسات المناصرة لداعش خصوصًا في الفترة التي تلت انهيار الخلافة المكانية للتنظيم والتي حاولت خلالها القيادة العليا حسم الخلافات الداخلية عن طريق اتباع نهج أمني بحت شمل إجراء تغييرات على هيكل المؤسسات المناصرة للتنظيم، واستبعاد المسؤولين الفاعلين وذوي الرأي منها حتى لا يخرجوا عن خط التنظيم مجددًا.
ودشن أبو بكر الغريب لما يعرف بمشروع “إنتاج الأنصار” والذي يقُصد به جمع المؤسسات الإعلامية المناصرة تحت قيادي واحد تابع لـ”الغريب”، وهو أبو زيد البابلي، مدير مؤسسة أشهاد إحدى المؤسسات المناصرة، مع العمل على تطويع الإعلام غير الرسمي واستبعاد بقية المؤسسات التي لا توافق أمراء/ المسؤولين عن ديوان الإعلام المركزي.
وقام أبو زيد البابلي باستبعاد عدد من المؤسسات الإعلامية المناصرة لداعش وفصل مسؤوليها بسبب عداوات شخصية وتصفية حسابات بينه ومن خلفه أبو بكر الغريب وبينهم، وكان من أبرز من جرى فصلهم مشرف مؤسسة أفاق للأمن الإلكتروني ذائعة الصيت، ومشرف لواء الأنصار، وبفعل هذا النهج انشق عدد كبير من مؤسسات داعش الإعلامية المناصرة.
وحتى المؤسسات والأشخاص الذين انخرطوا تحت لواء أبو بكر الغريب ومشروعه المعروف بـ”إنتاج الأنصار” جرى استبعاد بعضهم، لاحقًا، مثلما حدث مع المسؤول والمشرف العام على مجموعة من أبرز المؤسسات الداعشية المناصرة، هي: “بنك الأنصار، ومؤسسة طلائع الأنصار، ولواء الاقتحامات”، بعد 4 سنوات من عمله في دعم داعش إعلاميا.
ونشر المسؤول الذي طُرد من مؤسسات داعش المناصرة تفاصيل عديدة عن عمله في دعم داعش، واصفًا المسيطرين على إعلام داعش بأنهم أمراء مجهولين يعينون عنهم مناديب يطردون قدامى مناصري التنظيم، ملمحًا إلى أن لهم هدف خفي من وراء هذا الأمر، كما نصح المسؤول المطرود مؤيدي داعش والعاملين في المؤسسات الإعلامية المناصرة بالابتعاد عنها حتى لا يستخدمهم القائمون على ديوان الإعلام المركزي لفترة ثم يفصلونهم.
ومن جهتها، علقت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” على استبعاد بعض المسؤولين عن إعلام داعش المناصر، قائلةً إن أمراء التنظيم فشلوا حتى في إدارة من كانوا يناصرونهم، كما أن الطغيان والتحيز الذي مارسته قيادة داعش ضدهم وتوليتها مسؤولين غير أكفاء لإدارة الملف هدم “صرح الإعلام الداعشي” ومن وراءه التنظيم، على حد تعبيرها.
وجراء حملة الانشقاقات والاستبعادات سالفة الذكر، بقي عدد محدود من المؤسسات المناصرة مرتبطًا بديوان الإعلام المركزي أبرزها: مؤسسة مثاني، ومؤسسة صرح الخلافة، ومؤسسة حرب وإعلام، مؤسسة المرهفات، مؤسسة الراسيات، ومؤسسة صناعة الرجال، ومؤسسة بيضاء الموحدين، ومؤسسة البتار الإعلامية، فيما انشقت مؤسسات أخرى عن التنظيم ومن بينها مؤسسة التراث العلمي، ومؤسسة الوفاء الإعلامية، وتوقفت عشرات المؤسسات الأخرى التي دعمت داعش فيما مضى، فيما بقيت مؤسسات أخرى تخرج بين الفينة والأخرى عن الخط الذي رسمه أمراء داعش، كما حدث من مؤسسة حرب وإعلام بعد نشرها “الحرب لم تبدأ بعد- 2”.
باحثون: انشقاق المؤسسات المناصرة عن داعش محتمل ووارد
وبدوره، قال هشام النجار، الخبير في الحركات الإسلامية، إن هناك عدد من المستجدات التي طرأت، خلال الفترة الأخيرة، من شأنها إقلاق قيادة تنظيم داعش المركزي ومن بينها صعود أفرع خارجية منها فرع داعش في خراسان بصورة قد تمكنه من سحب البساط من تحت أقدام التنظيم المركزي، وانتقال المركزية والقيادة إلى أفرع خارجية وهو الأمر الذي دفع قيادة التنظيم، في رسالة من رسائلها، إلى التنبيه على داعش في خراسان مفادها عدم التمادي في الاستقلالية وعدم رسم سياسات خاصة بمعزل عن رؤى وتوجيهات قيادة داعش في سوريا والعراق، أو التصرف كما لو أن المركز بخراسان وليس بالعراق.
وأضاف “النجار” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن المؤسسات الإعلامية لداعش تمثل أداة مهمة وفائقة الخطورة وترك المؤسسات الإعلامية المناصرة، أو المكاتب الإعلامية في الأفرع الخارجية تعمل بهامش مستقل خاصة في فرع قوي يكتسب نفوذا متزايدا يوما وراء يوم، مثل خراسان أو بعض الأفرع الإفريقية، يهدد سلطة المركز ويزيد من مخاوف التمرد والاستقلال وحتى الانشقاق داخل داعش، كما أن الاستقلال الإعلامي من شأنه أن يفتح بابا واسعًا للنقاش في قطاع عريض من المشكلات والأزمات التي يمر بها التنظيم بداية من المسائل العقدية والتساهل أو التشدد بشأنها مرورا بهيمنة العراقيين على القيادة وصولا إلى الحرص على الاعتماد على المقربين من القيادات العراقية في تسيير شؤون التنظيم على مستوى العالم خاصة فيما يتعلق بالتمويل ومسيري المال وحائزي الثروات والمسؤولين العسكريين والأمنيين.
وألمح الباحث في الحركات الإسلامية إلى أن سعي قيادة داعش للتحكم الكامل في المؤسسات الإعلامية المناصرة يأتي بدافع الخوف من أن لا تسير الأمور في الاتجاه الذي تريده قيادة التنظيم، والخشية من أن تندفع باتجاهات قد تؤدي لتغييرات كبيرة في هيكل القيادة وفي طريقة إدارة التنظيم واتخاذ القرارات، وهو ما يلعب فيه الإعلام دورًا هامًا إذ أنه يخدم على كل تلك النشاطات وكل تلك المهام والمراكز، وكذلك يعمل على تثبيت الولاءات أو عكس ذلك أي في زعزعتها وإثارة شهوة التمرد، لذلك يحرص ديوان الإعلام المركزي بقوة ألا يتحرك اعلام الفروع خاصة القوية منها وفي مقدمتها فرع خراسان بحرية وبهامش استقلالية.
وعن إمكانية انشقاق المؤسسات الإعلامية المناصرة عن داعش، قال هذا الأمر يتوقف على العديد من العوامل لأن الجناح الإعلامي لا يتحرك بمفرده، وفي مقدمة هذه العوامل الاستقلالية المالية التي تشي العديد من المؤشرات بأنها متحققة في بعض الأفرع الخارجية فهناك محور تمويلي نشط على سبيل المثال بين اليمن والصومال وأفغانستان وكذلك بين نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا، في الوقت الذي يُعاني فيه تنظيم داعش المركزي من شح واضطراب تمويلي نتيجة لقوة الحضور المخابراتي والعسكري المناهض له، وثاني تلك العوامل أن يرتبط الانشقاق بوجود حركة انشقاق أكبر سواء في الجناح الشرعي أو الحركي لداعش.
وأردف الباحث هشام النجار أن هناك مواد إعلامية بثها فرع داعش في خراسان وبعض الأفرع في افريقيا تؤكد أن هناك نبرة دالة على محاولات اكتساب استقلالية وحرية تصرف بمعزل عن المركز، ومن ثم فقد تجد الفروع الخارجية وخاصة القوي منها أن الانشقاق عن الفرع المركزي وديوان الإعلام التابع له أمرًا طبيعيا بموجب القوة والنفوذ التي امتلكتها تلك الأفرع، والتي تتزامن مع إدراك الأفرع الخارجية والمؤسسات المناصرة على الجانب الآخر بأن قيادة داعش المركزية لا تهتم إلا بنفسها وبالاعتبارات الخاصة بقادتها، وهو ما قد يُسرع عملية الانشقاق عن داعش.
من جانبه، رأى الدكتور تور هامينج، الباحث المتخصص في شؤون التنظيمات الجهادية ومؤلف كتاب “السياسة الجهادية: الحرب الأهلية الجهادية العالمية 2014-2019″، قائلًا إن يعتقد أن المؤسسات الإعلامية المناصرة لداعش تعمل بالتنسيق مع ديوان الإعلامي المركزي، وإن رسائلهم ودعايتهم تتوافق مع الرواية الرسمية لداعش، سواء من خلال إستراتيجيات تضخيم الدعاية، أو توسيع نطاق انتشارها بطرق مختلفة.
وأضاف “هامينج” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن داعش مثله مثل أي تنظيم شبيه له يهمه أن يكون قادرًا على التحكم في السردية التي تُروج عبر الإعلام التابع له، وهذا يشمل مجمل ما يتم إنتاجه في الإعلام الرسمي والمناصر على حد سواء، الذي يحرص التنظيم على إظهاره بشكل متوافق مع أيديولوجيا التنظيم.
واعتبر الدكتور تور هامينج، أن المؤسسات الإعلامية (المناصر) المختلفة لا تزال موالية لداعش، بدليل أن تلك المؤسسات تعهدت بالولاء للزعيم الداعشي الحالي أبو الحسين الحسيني ولم تنتقده أو تنتقد قيادة داعش علنا، فيما يبقى انتقاد القيادة أو تشويهها أمرًا نادرًا، لكن الباحث المتخصص في شؤون التنظيمات الجهادية أقر بوجود انشقاقات ضربت مؤسسات الإعلام المناصر لداعش وأدت لخروج العديد منها من دائرة التنظيم، علاوة على تفكك مؤسسات مناصرة أخرى مع مرور الوقت.
أما الصحفي والباحث المهتم بالجهادية والجغرافيا السياسية، غيليرمو كالديرون لوبيز، فرأى أن نشر المؤسسات المناصرة لإصدارات تُخالف التنظيم المركزي يأتي بالأساس بسبب ” لامركزية داعش” والاختلاف في المقاربات بين ديوان الإعلام المركزي وبين المؤسسات المناصرة، واستمرار الحملة القوية التي يقودها التحالف الدولي وخصوم داعش ضد التنظيم، مضيفًا أن قيادة داعش تسعى للسيطرة على الإعلام لإرسال رسائل واضحة من خلاله وتجنب الانشقاقات في أوساط الإعلام المناصر لا سيما وأن قيادة التنظيم تُدرك أن نصف القتال أو المعارك يدور على الفضاء الافتراضي والإعلام.
وأشار ” لوبيز” في تصريحات لـ”أخبار الآن” أن سيطرة ديوان الإعلام المركزي على المؤسسات المناصرة، يأتي كمحاولة لمنع الانقسام والانشقاقات بين المؤسسات الإعلامية الداعشية، وذلك بعد أن حصلت خلافات أدت لانشقاق مؤسسات إعلامية منها “مؤسسة الوفاء”، التي انحازت لتيار المناهجة، المعروف بـ”تيار البنعلي”، والذي يُوصف بأنه الأقل تشددًا في التنظيم.
وحول مستقبل المؤسسات المناصرة وإمكانية انشقاقها عن التنظيم، قال الصحفي والباحث المهتم بالجهادية والجغرافيا السياسية، غيليرمو كالديرون لوبيز إن هذا الأمر يعتمد على قيادة داعش الحالية في ظل إمارة أبو الحسين الحسيني، وعلى الخطوات التي تتخذها ومدى سيطرتها على مقاليد الأمور في التنظيم، كما أن مسألة العلاقة بين المؤسسات المناصرة والتنظيم، ستعتمد على الديناميكيات الداخلية لداعش، لأن هناك زعيم جديد لا يُعرف عنه أي شيء، ولذا فحسم مسألة ما إذا كان الإعلان المناصر سيدعمه حتى النهاية أم لا سيبقى أمرًا غير واضحًا حتى حين.
الخلاصة
وتثبت التطورات والشهادات السابقة أن داعش الذي أضحى خلافة مزعومة “فانية وتتدهور” يُعاني من آثار تنافس غير محموم بين إعلامه المناصر (غير الرسمي) وديوان الإعلام المركزي، في وقت ضعف فيه الديوان وتراجع إنتاجه منذ انهيار خلافته المكانية.
وفي خضم هذا التنافس نشرت مؤسسات إعلامية مناصرة إصدارات لا تعكس وجهة نظر ديوان الإعلام المركزي والتنظيم بشكل عام بل تخرج عن الإطار والنهج الذي حدده المسؤولون عن لجنة المتابعة الإعلامية ولجنة الإعلام المناصر بتنظيم داعش، وهو ما يسبب إحراجًا للتنظيم الذي اضطر القائمون على إعلامه إلى حذف إصدارات لمؤسسات مناصرة منها مؤسسة حرب وإعلام بسبب احتوائه على مشاهد ولقطات لا تمت للتنظيم بصلة فضلًا عن تسليطه الضوء على أشخاص وجماعات يخالفون أيديولوجيا التنظيم، على عكس ما يفعل ديوان الإعلام المركزي.
وعلاوة على هذا الأمر، فقد الإعلام المركزي (الرسمي) لتنظيم داعش جزءًا كبيرًا من زخمه ومصداقيته، فبعد تجاهله للأنباء التي تم تداولها عن مقتل المتحدث الإعلامي السابق للتنظيم وأمير/ المسؤول أيضًا عن ديوان الإعلام المركزي أبو حمزة القرشي، وخليفة التنظيم السابق أبو الحسن الهاشمي، اضطر للاعتراف بمقتلهما في كلمتين صوتيتين منفصلتين للمتحدث الحالي باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، خلال مارس/ آذار ونوفمبر/ تشرين الثاني 2022، كما أن المنشقين عن داعش كشفوا أن هذه الإعلانات تمت من مكتب داعش في سوريا المعروف بـ”مكتب الشام” دون إبلاغ مكتب العراق أو ديوان الإعلام المركزي، وهذا يمثل انتقاصًا آخرا من مكانة الديوان الذي يُوصف بأنه الديوان الأهم في داعش مع ديوان الأمن.
وفوق كل هذا، أدى تعامل أمراء داعش المسؤولين عن إدارة الإعلام المناصر إلى حدوث انشقاقات وخروج عن خط ونهج التنظيم لدرجة أن أحد أبرز المشرفين على مؤسسات داعش الإعلامية غير الرسمية حذر رفاقه ومناصري التنظيم من مواصلة العمل معه، معتبرًا أن داعش وديوانه الإعلامي يديره عدد من الأمراء والقادة المجهولين الذين يسخدمون أنصاره ثم يتخلصون منهم، وهو ما يؤكد أن حتى خلافة داعش الافتراضية أو خلافته الإعلامية التي طمح للحفاظ عليها بعد انهيار خلافته المكانية، عام 2019، تدهورت هي الأخرى لتتحول من كونها “باقية وتمدد”، كما ادعى التنظيم لتصير “فانية وتتدهور”، كما هو الحاصل حاليا.
لمزيد من التفاصيل:
- لماذا يخفي داعش حقيقة ما حدث لمسؤول إعلامه أبو حمزة القرشي؟
- صراعات وفشل وفضائح.. خلافات الدواعش تكشف المسكوت عنه في “الإعلام المناصر“
- مسرحية البعثيين.. ولايات الخلافة الوهمية للسيطرة على تنظيم داعش.
- يتحكم في التنظيم وخليفته.. من العراقي الذي يُدير داعش حالياً؟
- فانية وتتدهور.. الاستبداد والخيانة وانحلال السلفية إلى “البعثية”
- خلافة الكذب والخيانة.. كيف خدع تنظيم داعش أنصاره بالأمراء الزائفين؟
- في 2022.. داعش يعترف بتراجع هجماته الإرهابية بصورة غير مسبوقة
- في اقتحام غويران 2021.. مراسلات داعش السرية تكشف ضعفاً في التخطيط والموارد.