داعش يدعو عناصره لإطاعة الأوامر وضرورة الالتزام بالبيعة لخليفة التنظيم
حذر تنظيم داعش عناصره من مخالفة الأوامر التي تُصدرها لهم قيادة التنظيم أو ترك المهام التي كلفوا بها، مشددًا على ضرورة الالتزام بالبيعة التي أعطوها لخليفة التنظيم وعدم نقضها، وذلك على خلفية الضربات الأخيرة التي تلقها التنظيم والتي أدت لمقتل مجموعة من كبار قادته بما فيهم أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر، علي سلمان جاسم محمد الجبوري، أمير الإدارة العامة للولايات، وأبو خديجة العراقي، عبد الله مكي الرفيعي، وآخرون.
ونشرت صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 380) مقالًا افتتاحيًا بعنوان “لزوم الثغر من طاعة الله”، دعت فيه عناصر التنظيم لإطاعة الأوامر التي تصدر من قيادة داعش، وعدم الانفضاض عنه ملمحًا إلى أن التسلسل من صفوف التنظيم بمثابة “معصية كبرى” تؤدي إلى إيجاد فجوة في داخله وانفراط عقده.
وحثت الصحيفة عناصر التنظيم على الالتزام بالبيعات والعهود التي أعطوها لقيادة التنظيم، وعدم نقض تلك العهود لأن هذا الأمر يؤدي إلى قلب الموازين في غير صالح التنظيم ويؤدي إلى إضعافه، بحسب تعبير أسبوعية النبأ.
ويبدو أن التنظيم لجأ إلى تحذير عناصره من نقض البيعات أو الخروج من التنظيم بعد خسارته عدد من أبرز قادته في مقدمتهم أبو سارة العراقي، أمير مكتب الشام وأمير الإدارة العامة للولايات والمسؤول عن الإشراف على الأفرع الخارجية للتنظيم، وأبو خديجة العراقي، أمير مكتب بلاد الرافدين ووالي داعش في العراق.
ولم تتطرق صحيفة النبأ إلى الأنباء المتداولة عن مقتل أبو سارة العراقي، أو أبو خديجة العراقي، وذلك على الرغم أنها اعترفت في العدد السابق (379) بمقتل حمزة الحمصي، مهند السراي، أحد أمراء داعش الأمنيين في شمال شرق سوريا، في عملية مشتركة لقوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وزعمت أنه مقاتل في صفوف التنظيم وليس قياديًا أو أميرًا.
وتحاول صحيفة النبأ، الناطقة بلسان داعش، التكتم على مقتل قادة التنظيم وذلك ضمن تكتيك داعشي يهدف لخداع خصومه والتغطية على الضربات التي يتلقها التنظيم، كما حصل من قبل من إخفاء نبأ مقتل أبو حمزة القرشي (المهاجر)، المتحدث السابق باسم داعش، والتي أخفت الصحيفة وديوان الإعلام المركزي مقتله طوال أشهر، حتى اضطروا للاعتراف بمقتله في نهاية المطاف، عبر كلمة صوتية للمتحدث الحالي أبو عمر المهاجر في فبراير/ شباط 2022.
ولا تنشر الصحيفة أي أنباء عن الهزائم أو الخسائر التي يُمنى بها داعش، وتكتفي بنشر تقارير عن بعض الهجمات أو العمليات التي يشنها مقاتلو التنظيم، وهو ما دفع عدد من عناصر التنظيم وكوادره لانتقاد الصحيفة ووصفها بأنه تُضللهم وتخدر أنصار التنظيم ليستفيقوا على الهزائم.
تركيز داعشي على الساحل الإفريقي
وفي سياق متصل، تراجعت هجمات داعش تراجعًا طفيفًا مقارنة بالأسبوع السابق، وسجلت إحصائيات العمليات 17 هجومًا للأسبوع الماضي و16 هجومًا للأسبوع السابق له، بيد أن هجمات داعش الحالية تبقى ضمن المستوى الأقل للهجمات منذ سنوات.
ويُركز التنظيم، في الوقت الراهن، على منطقة الساحل الإفريقي حيث شنت مفارز التنظيم 3 هجمات متفرقة على قوات الجيش البوركيني، في شمال بوركينا فاسو، وكذلك أعدمت مدنيين في النيجر بطريقة “قطع الرقاب”، بدعوى أنهما يعملان في السحر، على حد قول التنظيم.
ومن النيجر إلى مالي، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي التنظيم وعناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وادعى داعش أنه قتل 13 من أعضاء الجماعة في منطقة غاو بشمال شرق مالي، كما قال إنه تمكن من أسر وقتل 2 من العاملين مع شركة فاغنر الأمنية الروسية، في غاو، مردفًا أن المقتولين كانا يمدان فاغنر بالمعلومات الاستخبارية.
وعلى الجهة الأخرى، قالت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، في بيان أصدرته مؤسسة الزلاقة الذراع الإعلامي لها، إن عناصرها طاردوا، في الأول من مارس الجاري، مجموعة من مقاتلي داعش واشتبكوا معهم على خلفية هجوم شنه أنصار التنظيم الأخير على مواقع الجماعة، مضيفةً أنهم تمكنوا من استعادة “ماشية” استولى عليها التنظيم، في هجوم سابق.
وأشارت مؤسسة الزلاقة إلى تجدد الاشتباكات بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم داعش، مقدرةً عدد قتلى التنظيم بنحو 60 قتيلًا، لكن المؤسسة الإعلامية التابعة لـ”نصرة الإسلام” لم توضح عدد قتلى الجماعة.
مفارز داعش الأمنية تنشط في العراق
إلى ذلك، نفذ داعش، خلال الأسبوع الماضي 7 هجمات في العراق، التي تبقى الساحة الأهم لعمليات داعش والتي تراجع التنظيم فيها إلى مستوى غير مسبوق في الوقت الحالي، وركزت هجمات داعش على قوات الحشدين العشائري والشعبي في مناطق الأنبار، وديالى، وكركوك، ودجلة.
ونشرت صحيفة النبأ، في عددها الجديد، إحصائية عن الهجمات التي وقعت في العراق، خلال الأربعين يومًا الماضية، قائلةً إن هجمات التنظيم أدت لمقتل وإصابة 30 من عناصر القوات العسكرية والأمنية بينهم 4 قادة، وإن الهجمات وقعت في مناطق الطارمية، بشمال بغداد، وحديثة وهيت في الأنبار، وحمرين ومطيبيجة، بديالى، والحضر بدجلة، وداخل مدينة كركوك، على حد قول الصحيفة.