ضابطة أفغانية سابقة: علاقات المصلحة تربط بين طالبان وجماعات إرهابية أخرى
- أيمن الظواهري كان يُقيم في منزل أحد قادة طالبان
ما زالت انتهاكات جماعة طالبان مستمرة، منذ أن استولت على السلطة في أفغانستان قبل أكثر من عام، لا سيما انتهاكات الجماعة بحق الفتيات والسيدات، كل ذلك بخلاف فشلها في تحقيق الأمن والاستقرار، حيث تشهد الدولة تفجيرات متفرقة، واستهداف المدنيين.
تحدثت إلينا “زالا زازاي”، النائبة السابقة لرئيس قسم شرطة التحقيقات الجنائية في إقليم خوست بأفغانستان، والضابطة السابقة في وزارة الداخلية، التي أعلنت عضويتها في جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة أحمد مسعود.
قالت “زازاي” في حوارها مع “أخبار الآن”، إن أفغانستان تُحكم الآم بواسطة مجموعة من الإرهابيين، ليس لديهم أي شرعية في الداخل أو الخارج، إضافة للانتهاكات المستمرة بحق الشعب الأفغاني بدءاً من حقوق الإنسان وسلب المرأة حقوقها، وحتى القتل والتهجير القسري.
وكانت قد أمرت جماعة طالبان جميع المنظمات غير الحكومية الأجنبية والمحلية بعدم السماح للموظفات الأفغانيات بالحضور إلى العمل وعدم توظيف النساء.
وأضافت الضابطة الأفغانية السابقة بعد سؤالها عن القصص التي حدثت معها وشهدتها عندما شغلت منصب نائبة في قسم شرطة التحقيقات الجنائية، عن الجرائم التي اقترفتها جماعة طالبان وشبكة حقاني بالشعب الأفغاني: “سوف أبدأ بطالبان، لقد استباحوا دم الشعب الأفغاني، وانتهكوا سيادة هذه الأرض، فقد قتلوا العديد من الأبرياء لسنوات عديدة، إضافة للقتل والسرقة واغتصاب أراضي ومنازل الناس، وحرق المدارس والقرى، عدا عن ترويج المخدرات وبيعها”.
وعن الفرق بين جماعة طالبان، وشبكة حقاني، قالت “إنهم يشتركون في طريقة التفكير، فهم لديهم قائد واحد، لكن الطمع في السلطة قسم طالبان إلى مجموعتين، الأولى مجموعة حقاني والثانية ابن “مولاه عمر”.
وأضافت أن طالبان لديها علاقات مع العديد من المجموعات الإرهابية ومنها القاعدة، وأفضل مثال هو أن أيمن الظواهري كان يعيش في أفغانستان في بيت أحد مسؤولي طالبان، وهذا دليل على قوة العلاقة بين هذه المجموعات الإرهابية، واليوم بسبب طالبان أصبحت أفغانستان منبع للإرهاب والمجموعات الإرهابية الناشطة في أفغانستان الآن.
واستطردت أن السبب المباشر لفقدان الاعتراف بأفغانستان دولياً هو جماعة طالبان وعلاقتها مع المجموعات الإرهابية.
وأكدت أن “الاعتراف بطالبان الإرهابية في أفغانستان يُظهر العديد من الأسئلة حول محاربة الإرهاب، وأعتقد أن هذه السياسة العالمية المدمرة سيكون الشعب الأفغاني هو ضحيتها، الآن الكل يعلم ما يحصل في أفغانستان ولكن اختاروا أن يبقوا صامتين ويعملوا معهم، وجعلهم يتصدرون الصورة في باكستان”.
وأوضحت أن حكومة طالبان مرفوضة من الشعب الأفغاني، لكن للعالم المهم بالنسبة له هو علاقة طالبان مع المجموعات الإرهابية الأخرى، وهو أمر غريب، فهل تتوقع من مجموعة إرهابية بأن لا يكون لها علاقات مع مجموعات إرهابية أخرى؟”
وأوضحت: “العالم يعتقد أنه لو قطعت طالبان علاقاتها مع المجموعات الإرهابية الأخرى سيتم الاعتراف بها، لكن هذا يعني أن المجتمع الدولي يتجاهل الجرائم التي قامت بها طالبان، ولا يهم العالم ما الذي تمر به نساء أفغانستان، حيث لا تملك النساء أي حقوق في أفغانستان الآن، وأشعر بأسف من هذه السياسة العالمية بخصوص الشعب الأفغاني”.
إضافة لما سبق، سلط تقرير لصحيفة واشنطن بوست، الضوء على وضع المطلقات الأفغانيات، اللاتي يُجبرن على المكوث ببيت الزوجية، رغم رغبتهن في الانفصال، وقال إن جماعة طالبان التي استولت على الحكم في البلاد، منذ عام، تجبرهن على إقامة علاقات مع أزواج لا يرغبن فيهم.
ويقدّر قضاة ومحامون سابقون أن آلاف النساء الأفغانيات اللواتي حصلن على الطلاق من دون موافقة الزوج، يتعرضن الآن للخطر في ظل حكم طالبان، ويواجهن احتمالية السجن والانتقام.
ووفقا لهؤلاء، فإن حالات الطلاق “من جانب واحد” في ظل الحكومة السابقة كانت تُمنح إلى حد كبير للنساء اللائي يحاولن الهروب من أزواجهن المسيئين أو المدمنين على المخدرات.
لكن، منذ انهيار تلك الحكومة في عام 2021، تحولت السلطة لصالح الأزواج المطلقين، وخاصة أولئك الذين تربطهم صلات بطالبان.