عقب مقتل أبو سارة العراقي.. إجراءات احترازية جديدة لقيادة داعش
أصدرت قيادة تنظيم داعش تعميمًا يحظر على مقاتليه وعناصره استخدام الهواتف المحمولة نهائيًا، وذلك بعد مقتل عدد من قادة التنظيم وعلى رأسهم أبو سارة العراقي “عبد الرؤوف المهاجر علي سلمان جاسم الجبوري”، أمير الإدارة العامة للولايات، والذي قُتل في غارة جوية للتحالف الدولي على طريق “قاح- دير حسان” بريف إدلب بشمال سوريا، في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وقال منشقون عن التنظيم من بينهم قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي“، إن مقتل أبو سارة العراقي عبد الرؤوف المهاجر، له تداعيات كارثية على التنظيم، مضيفين أن التنظيم لم يمر بأزمة خانقة وخطيرة مثل مقتل “العراقي”، كما لم تمر عليه أزمات وكوارث بنفس التتابع الذي حصل خلال الفترة الأخيرة.
مرحلة فتور
وبحسب المنشقين فإن التنظيم يمر بمرحلة فتور وتراجع في العمل العسكري، كما يُعاني من اختراقات أمنية واستنزاف لكوادره وقيادته، فضلًا عن معاناته من خلافات منهجية داخلية واستمرار صراعه مع الجماعات الجهادية والجماعات المسلحة الأخرى، ووجود حالة نفور وجفاء بينه وبين الحاضنة التقليدية التي دعمته في السابق.
وألمحت “قناة فضح عُباد البغدادي والهاشمي” إلى أن أنصار داعش يعلمون أن التنظيم لا يوجد لديه أمل في المستقبل، وأن أوضاعه تنتقل من سيء لأسوأ، مردفةً أن أبو سارة العراقي عبد الرؤوف المهاجر كان الأمير أو الحاكم الفعلي للتنظيم، والمسؤول عن توجيهه وإدارته، كما أنه مسؤول بشكل مباشر عن اختيار الخليفة الحالي “أبو الحسين الحسيني”، الذي قالت القناة إنها ليست متأكدة من وجوده على أرض الواقع من الأساس.
حظر سابق
وكانت قيادة تنظيم داعش العليا أصدرت أكثر من قرار بحظر استخدام الهواتف في العمل التنظيمي، وذلك على خلفية الهزائم والتراجعات التي مر بها التنظيم، وأعلن أبو الحسن المهاجر، المتحدث الرسمي الأسبق باسم داعش والذي قُتل في نفس اليوم الذي قُتل فيه خليفة التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي في أكتوبر/ تشرين الثاني 2019، أن خليفة داعش (الأسبق) حظر على مقاتليه استخدام الهاتف في العمل ولو أدى ذلك إلى تأخير العمل الذي يُنجر في ساعة عبر الهاتف لينُجر في أيام من غيره.
ووصف المتحدث الرسمي الأسبق لداعش الهاتف وغيره من أجهزة الاتصال بأنها “دليل النِصال” في إشارة إلى أنها تُستخدم في اختراق التنظيم والتواصل لكوادره وقادته، وفق تعبيره في كلمته الصوتية الأخيرة التي نشرتها مؤسسة الفرقان في مارس/ آذار 2019، أي قبل مقتله بنحو 7 أشهر.
تصفية القادة
ويعيش التنظيم حاليا في ظل أزمة كبرى بعد مقتل عدد من كبار قادته بما في ذلك والي العراق أبو خديجة العراقي، عبد الله مكي الرفيعي، الذي قُتل في عملية عسكرية لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي بالتنسيق مع المخابرات الوطنية في 27 فبراير/ شباط الماضي، وأبو سارة العراقي/ عبدالرؤوف المهاجر الذي قُتل في غارة جوية للتحالف الدولي بريف إدلب بشمال سوريا.
ويُوصف أبو سارة العراقي بأنه الرجل الأول في تنظيم داعش وأنه المتحكم في خليفة التنظيم، ومجلس الشورى (أعلى هيئة قيادية)، علاوة على كونه المسؤول عن إدارة أفرع داعش الخارجية والإشراف عليها عبر الإدارة العامة للولايات التي كان أميرًا لها.
وراج في أوساط مناصري التنظيم، خلال الفترة الماضية، أقاويل عن وجود حملة استهداف مركزة ضد القادة العراقيين، الذين يتحكمون في دفة ومقاليد الأمور بداعش، وذلك نتيجة خلافات وصراعات داخلية بين كبار قادة وأمراء داعش.