عودة التظاهرات لشوارع إيران بعد تسمم طلاب المدارس
- تعرضت أكثر من 50 مدرسة في مختلف المدن الإيرانية لهجوم كيماوي
- حالات التسمم الغامضة تعيد المظاهرات إلى شوارع إيران
- لا تزال الأسباب وراء حالات التسمم لطالبات المدارس غامضة
تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة تستمر حالات التسمم التي طالت الطالبات في إيران خلال الأشهر الماضية، مع ارتفاع منسوب الغضب لدى آلاف الأهالي والمعلمين في الوقت الذي استمرت الهجمات الكيماوية على المدارس وطالت أكثر من 50 مدرسة وجامعة إيرانية، استجاب المعلمون والمواطنون لدعوات الخروج في احتجاجات ضد تسميم الطالبات أمام دوائر التربية والتعليم في عشرات المدن الإيرانية.
ورفع المحتجون في مظاهراتهم شعارات مناهضة للنظام، منها: “الموت للنظام قاتل الأطفال“، وطالبوا بتأمين المدارس وحماية أبنائهم.
وبناء على الإحصاءات الواردة والتقارير التي تلقتها “إيران إنترناشيونال” فقد تعرضت أكثر من 50 مدرسة في مختلف المدن الإيرانية، اليوم، لهجوم كيماوي تم على إثرها نقل العديد من الطالبات إلى المراكز الطبية.
وتستمر الهجمات الكيماوية على مدارس البنات ومهاجع طالبات الجامعات في إيران، في حين نقلت وكالة “فارس” للأنباء عن “مسؤول أمني” زعمه بأنه “تم فحص كاميرات المدارس وليس هناك حالات مشبوهة”.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “إيران إنترناشيونال” قد تعرضت جامعة “فردوسي مشهد”، شمال شرقي إيران إلى هجوم بالغازات السامة، أصيب على إثرها عدد من الطلاب والطالبات.
في الأيام الأخيرة، استخدمت السلطات القضائية والسياسية في إيران مصطلح “المنشطات” لتسميم طالبات المدارس والجامعات عن عمد.
وبعد ثلاثة أشهر من بدء هذه الهجمات الكيماوية في مدارس البنات، لم يتم القبض على أي مشتبه بهم أو متهمين؛ ومع ذلك، أعلن مكتب المدعي العام في طهران عن توجيه لائحة اتهام ضد 6 شخصيات سياسية ورؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام بسبب نشر “الشائعات والأكاذيب” حول تسمم طالبات المدارس.
من ناحية أخرى، أصر المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام التابعة لهم على أن “أكثر من 90% مما تعاني منه الطالبات ناتج عن القلق والمخاوف في الفصول الدراسية والفضاء المدرسي”، وليس التسمم.
وكانت موجة التسميم هذه بدأت في نوفمبر الماضي منطلقة من مدينة قم، حيث أصيب ما يقارب 800 طالبة بحالات إعياء ووجع في الأمعاء وإغماء جراء تنشق غاز سام.
روايات مختلفة حول حواداث تسميم الطالبات في إيران
ولا تزال الأسباب وراء حالات التسمم لطالبات المدارس غامضة، في وقت تنتشر فيه روايات مختلفة.
وتحدث البعض عن تسمم متعمد بغاز النيتروجين، بينما ألقى البعض الآخر باللوم على أعداء لم يتم الكشف عن هويتهم وجماعات معارضة ووسائل إعلام أجنبية.
ويقول بعض النشطاء الحقوقيين إن الجماعات المتطرفة التي تعارض تعليم الفتيات قد تكون مسؤولة عن تسميم الطالبات، وهو أمر غير معتاد لأن تعليم الفتيات لم يتم الاعتراض عليه أو مهاجمته في إيران.
ويلقي كثيرون آخرون باللوم على الحكومة في الأحداث ويقولون إنها جزء من حملة منهجية ضد المراهقين لمشاركتهم في الاحتجاجات.
كانت الانتفاضات الكبيرة التي قادتها النساء والفتيات التي هزت البلاد في نهاية العام الماضي قد تلاشت إلى حد كبير بعد حملة قمع حكومية وحشية شملت اعتقالات جماعية وإعدام أربعة متظاهرين.