منشق عن القاعدة يكشف لـ”أخبار الآن” الوجة الآخر لباطرفي وقيادات “قاعدة اليمن”
في 2010، بايع سالم، أحد التائبين المنشقين عن تنظيم القاعدة في اليمن، أبو بصير ناصر الوحيشي، أمير التنظيم الأسبق، قبل سيطرة التنظيم الإرهابي على أبين في 2011. وبعدها بعام، اجتمع مع جلال بلعيدي المقرشي، في زنجبار في حرب 2011، ومع تجديده للبيعة، تأكد سالم من تحول التنظيم الارهابي إلى مجرد عصابات مع انشقاق معظم من عرفهم.
في هذه المقابلة الخاصة التي أجرتها موفدة “أخبار الآن” إلي أبين سونيا الزغول، يكشف المنشق عن القاعدة كيف فككت الجاسوسية التظيم؟، ولماذا يرى أن القادة الحاليين للتنظيم لا يصلحون لتصدر المشهد؟ ويوجه رسائل هامة لأعضاء قاعدة اليمن.
“خالد باطرفي لا يستحق القيادة، وقاسم الريمي لم يختار أي نائب له” يقول سالم – اسم وهمي – متحدثًا عن فرض خالد باطرفي، زعيم فرع القاعدة باليمن، نفسه على التنظيم، بعد تصفية القيادي قاسم الريمي، في شباط/فبراير 2020، مشددًا على أن القيادات الحالية في القاعدة لا يستحقون القيادة، ويضخمون أنفسهم بالإعلام، ولا يملكون الخبرة العسكرية لتوجيه الأفراد التابعين لهم، معللاً تصدرهم للمشهد حاليًا، بسبب تصفية جميع الكوادر الأولى المؤهلة التي عمل معها في السابق.
تفكك القاعدة “عصابات وبلطجية”
يؤكد سالم أن معظم الشباب تركوا تنظيم القاعدة، لضعفه وتفككه، وعادوا إلى محافظاتهم، إذ باتت القاعدة بالنسبة لهم منبرًا لنشر الأكاذيب عبر وسائل الإعلام، ما يجعلهم أمام حرب إعلامية ودعايات كاذبة، خدعتهم في السابق وحولتهم إلى مجرمين على حد وصفه. يقول: “الدعايات التي تنشرها القاعدة وهمية للسطيرة على العناصر القليلة المتبقية لديها، أوهمونا بالسيطرة على قيفة، وهم مسيطرون على جزء بسيط منها، قالوا لنا أنهم سيطروا على الزاهر، والصومعة، وهم فقط مسيطرين على الصومعة، والزاهر بيد الحوثيين”.
بعد مقتل قاسم الريمي، تفرقت القاعدة بحسب سالم، إلى 3 فرق. فرقة مع عمار الصناعي، وأخرى مع خالد باطرفي، وفرقة أبين مع أبو الهيجاء. والأخير التقى به سالم في محافظة أبين بخبر المراقشة، وفي الصومعة بمحافظة البيضاء، عندما كان قياديًا في التنظيم الإرهابي، ويتولى شؤوونه في أبين، وعدن، ولحج، وكان يجتمع بهم لتنفيذ أعمال إرهابية في عدن.
عمل سالم كذلك مع القاعدة كعنصر نشط في التنظيم، بعد إجتياز دورات يقول إنها شملت اختبارات شرعية، وعسكرية، في موجان، وأرض المراقشة، ووادي عومران، ومأرب، وقيفة في محافظة البيضاء.
“كان دوري في التنظيم هو سحب العناصر للسيطرة على جعار في أبين”، يقول سالم الذي انضم إلى القاعدة متأثرا بدعايتها التي اكتشف لاحقًا أنها وهمية، وتدرب على قتال العسكر الذين كان يصفهم التنظيم بـ”المرتدين”، ويجب قتالهم أينما كانوا. ويتذكر كيف كانت التعبئة من الدعاة في القاعدة توجههم لقتل الجنود في اليمن.
ولاحقًا عمل سالم مع مجموعة خلايا لاستهداف قيادات أو شخصيات مهمة، مؤكدًا تقسيم من كانوا معه في الدورات وتوزيعهم على المحافظات، فيما وصل عدد من كانوا معه في أبين 350 عنصرًا.
جواسيس في القاعدة
“الجاسوسية زرعت في تنظيم القاعدة بطريقة ذكية حتى أصبح التنظيم مفككًا”، يقول سالم الذي اتُهم بالجاسوسية التي ألصقها به مهند، نائب قاسم الريمي، ثم أسره على أثرها وتعرض للتعذيب في سجون القاعدة، والتي وجد فيها كثيرا من المشتبه بهم، تم تعذيبهم ليعترفوا بالجاسوسية، ومنهم من ذبح، وقتل، فيما سماه “تصفية حسابات داخل القاعدة”. يقول: “صدمت بعد أن رأيت أبرز قيادات القاعدة في السجن، ومنهم أبو نصر الصنعاني وأبو خولة وأبو علي الصومالي”.
بقي سالم في تنظيم القاعدة 9 سنوات، منها عام في السجن، بعد أن وشى به أحد المقربين منه، والذي أسر له بنيته الانشقاق في 2018، بعد ما رأه من تعامل سيء، وتفرقه في التعامل، واتهامات بالجاسوسية مع أي حركة، مع ذبح العديد من العناصر الذي كانوا معه على خلفية هذه الاتهامات.
كما أكد سالم أن سجنه لمدة عام، جاء بتهمه إسعاف فرد مصاب، بعد أن حاول تقديم الإسعافات لأحد العناصر الارهابية، أصيب في قصف أمريكي، وأكد أن عمار الصنعاني نائب خالد باطرفي، لفق له ولكثير من العناصر تهمًا وهمية لزجهم في سجون القاعدة الإرهابية لتصفية بعض الحسابات.
يعتبر سالم الآن أن “القاعدة لا علاقة لها بالدين”، بعد ما رآه في سجنوها من أساليب التعذيب الوحشية التي كانوا يطبقونها، مثل تعليقهم ما لا يقل عن 10 أيام متتالية في وديان بادرة، مع الضرب المستمر، إذ كانت معظم أضلاع عناصر القاعدة في السجون مكسرة بالكامل على حد وصفه.
إعلان التوبة
أعلن سالم توبته وعاد إلى أسرته وتزوج وأنجب 5 أطفال، وحسن وضعه المادي، ونصح الشباب بعدم الانخداع بالدعاية الوهمية لتنظيم القاعدة الإرهابي والانضمام له، واصفًا إياها بالجماعة الخارجة عن الدين والملة، يتابع “من كفر مسلمًا فقد كفر، وهم يكفرون الجميع”.
لم يتوقع سالم رد الفعل من السلطات اليمنية، بعد أن سلم نفسه، إذ رحبت به، وأعلنت رغبتها بعودة الشباب المنشقين عن القاعدة في أبين الى مجتمعهم وقبائلهم وأسرهم. يقول: “تركت جميع اعتقاداتي حول القاعدة بعد أن اتضح لي أنه تنظيم كاذب، لم يكن هناك صدق في ما كانوا يقولوه لنا، تكفيرهم للعسكر غير صحيح حيث وجدت أن جميع الجنود تصلي أكثر منا، واتضح لي أن سعي القاعدة فقط كان لقتال العسكر، ولم أشاهد التنظيم يقاتل الحوثي”.
يؤكد سالم أن القاعدة أوهمتهم بذهابهم لتحرير فلسطين، واكتشف خلال تواجده معهم أنها جماعة تقاتل لأجل مصالحها الخاصة، وهدفها تخريب المنظومات الأمنية، لتحقيق مكاسب لأجنداتها الخارجية، قائلا: “لم نكن نقوم بتفجير مواقع الحوثيين رغم اختلافنا في العقيدة معهم”، مشيرًا إلى أن القاعدة أرسلت بعد احتلالها للمكلا أموالا الى الصومال والمغرب وجبهة النصرة قبل أن تحل بيعتها من القاعدة.
وفي مقابلة أخرى، من أحد المنشقين من تنظيم القاعدة في اليمن، كشف في حواره مع “أخبار الآن”، أن معنويات التنظيم محطمة، ولم يعد يتمتع بأي دعم في محافظة أبين.