آرام بلحاج لـ “أخبار الآن”: المرور أمام صندوق النقد لا بديل عنه لإنقاذ تونس وتصريح الرئيس قد يغلق أبواب الأمل في الحصول على القرض
- يبدي الخبير تخوفه من تطبيق ما ورد في تصريحاته من رفض شروط الاتفاق
- مهمة الوفد الحكومي الموجودى لمواكبة اجتماع الربيع أصبحت مهمة صعبة
تواجه تونس أزمة إقتصادية خانقة وتعيش حكومتها على أمل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي إلا تصريحات أخيرة للرئيس قيس سعيد ترمي إلى رفض هذا الاتفاق، جعلت الخبراء والمتابعين للشأن التونسي متخوفين مما سينتظر تونس بعد هذه التصريحات وللحديث أكثر عن هذا الموضوع تواصلت “أخبار الآن” مع الأستاذ الجامعي المختص في الاقتصاد آرام بلحاج الذي قال: “هناك تأخير كبير في إمضاء اتفاق مع صندوق النقد الدولي وهذا التأخير يبدو أنه سيتواصل خاصة بعد تصريحات رئيس الدولة قيس سعيد الذي يتحدث عن بديل لصندوق النقد الدولي وضرورة التعويل على الذات عوض التعويل على الجهات المانحة وهذا ربما سيدفع صندوق النقد في الفترة القادمة لطلب توضيحات حول هذه التصريحات وبرنامج الإصلاحات الذي ستذهب فيه الحكومة.”.
تناقض بين تصريحات الحكومة ورئاسة الجمهورية
صندوق النقد الدولي قام بتثمين الخطوات التي قامت بها الحكومة ومن بينها الترفيع المتجدد في أسعار المحروقات والتوصل إلى اتفاق نسبي مع الاتحاد العام التونسي للشغل، ولكن الأمور قد تنقلب بعد تصريحات قيس سعيد التي تفيد التخلي عن صندوق النقد الدولي وسيتسائل الصندوق عن كيفية تطبيق الإصلاحات المضمنة في البرنامج عمليًا.
وذكر آرام: “حين نسمع تصريحات الحكومة وسعيها الحثيث لتطبيق الإصلاحات من أجل إتمام الاتفاق ونسمع من ناحية أخرى تصريحات الرئيس قيس سعيد نفهم أنه هناك تعارض واختلاف رؤى بين الطرفين”. وشدد آرام على أن مهمة الوفد الحكومي الموجود حاليا في واشنطن لمواكبة اجتماعات الربيع أصبحت مهمة صعبة جدا بسبب تصريحات قيس سعيد الأخيرة.
تصريحات قيس سعيد “صالحة للاستهلاك العام” فقط واقتراحاته غير قابلة للتحقق في الوقت الحالي
أشار بلحاج إلى أن التصريحات التي قال فيها الرئيس أنه يرفض التدخلات الخارجية وإملاءات صندوق النقد، قد تكون في إطار العمل السياسي أو الحملة الإنتخابية خاصة وأن الانتخابات على الأبواب، لذلك يمكن اعتبارها صالحة للاستهلاك العام.
ويبدي الخبير تخوفه من تطبيق ما ورد في تصريحاته من رفض لشروط الاتفاق لأنها ستغلق نهائيا أبواب الأمل في الحصول على هذا القرض وأضاف: “قيس سعيد يقول أن هناك بدائل، لكن البدائل التي يقترحها غير قابلة للتحقق في الوقت الحالي ولن تحمل تونس إلى بر الأمان”.
ويؤكد الأستاذ لا بديل عن المرور على صندوق النقد الدولي وهذا الكلام سبق وأن صرحت به الحكومة وفق تعبيره وشدد على أن الحكومة تفقه جيدا الوضعية الاقتصادية والمالية للدولة التونسية أكثر من أي أحد. وكرر آرام أكثر مرة خلال حديثه لأخبار الآن: “المرور عبر صندوق النقد الدولي هو ضرورة حتمية للبلاد التونسية”.
كما كشف آرام أن برنامج الإصلاحات أصبح على المحك وربما سيطلب صندوق النقد الدولي مراجعة برنامج الإصلاحات من البداية وفي حال حصول هذا السيناريو المرتقب قد نتحدث عن استقالة الحكومة أو تغييرها لأنه من العبث أن تقدم حكومة برنامج تقني وتقع تقريبا الموافقة عليه وثم لا تطبقه وتطلق تصريحات معادية لصندوق النقد الدولي.
هذا ويأمل قيس سعيد في الحصول على مساعدات أو قروض من الدول “الصديقة” بعد تخليه عن اتفاق صندوق النقد في الوقت الذي صرحت فيه فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكلاهما مانح رئيسي لتونس، بأن الكثير من مساعداتهما ستكون مشروطة بتوصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.