مخاوف من ارتفاع مفاجئ لدرجة حرارة المحيطات
ارتفعت حرارة محيطات العالم فجأة وبلغت مستوى أعلى بكثير من المستويات القياسية في الأسابيع القليلة الماضية، فيما يحاول العلماء تفسير ذلك وما إن كان ينذر بزيادة في الاحترار الجوي.
ويعتقد بعض العلماء أن القفزة في درجات حرارة سطح البحر قد تكون بسبب حالة الطقس الطبيعية لظاهرة النينو، بالإضافة إلى ثلاث سنوات من ظاهرة لانينا الباردة وكل ذلك إضافة إلى الاحترار العالمي المتزايد الذي يسخن المياه العميقة.
وفي حال صح اعتقاد العلماء، فإن درجات حرارة المحيطات هذا الشهر قد تكون قياسية.
ومن أوائل مارس إلى هذا الأسبوع، قفز متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمي للمحيطات بما يقرب من عشري درجة مئوية (0.36 درجة فهرنهايت)، وفقا لمحلل المناخ بجامعة ماين، والذي يستخدمه علماء المناخ ويثقون به.
ويقول عالم المناخ في جامعة كولورادو كريس كارناوسكاس إن الرقم قد يبدو صغيرا للبعض، لكن بالنسبة لمتوسط محيطات العالم، التي تمثل 71% من مساحة الأرض، فهو رقم ضخم.
لكن هناك علماء يرفضون المخاوف، مثل مايكل مان من جامعة بنسلفانيا، الذي يقول إنها مجرد ظاهرة نينو متنامية بالإضافة إلى زيادة مطردة في الاحترار الذي يسببه الإنسان.
ما هو النينو ؟
والنينو هو الاحترار الطبيعي لأجزاء من المحيط الهادئ الاستوائي الذي يغير الطقس في جميع أنحاء العالم ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فيما من الجانب الآخر من العالم، سادت ظاهرة لانينا الباردة واستمرت ثلاث سنوات وتسبب في طقس قاس.
ويقول علماء مناخ آخرون، بمن فيهم عالم المحيطات في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، غريغوري سي جونسون، إنه لا يبدو أن ظاهرة النينو هي المسؤولة فقط بل هناك العديد من موجات الحرارة البحرية أو بقع ارتفاع درجة حرارة المحيطات التي لا تتناسب مع نمط النينو، مثل تلك الموجودة في شمال المحيط الهادئ بالقرب من ألاسكا وقبالة سواحل إسبانيا.
وهذا نمط غير عادي، وفق عالم المناخ في جامعة برينستون، غابي فيكي، الذي يقول “هذه إشارة ضخمة، وسيتطلب فهمها جهدا”.
وقاس العالم كريس كارناوسكاس من جامعة كولورادو درجة حرارة سطح البحر خلال الأسابيع القليلة الماضية، ووجد أن الارتفاع يأتي من امتداد طويل عبر خط الاستواء من أميركا الجنوبية إلى أفريقيا، بما في ذلك كل من المحيط الهادئ والمحيط الهندي.
وقال كارناوسكاس إن هذه المنطقة ارتفعت درجة حرارتها أربعة أعشار درجة مئوية في غضون 10 إلى 14 يوما فقط، وهو أمر غير معتاد للغاية.
ومنذ ظاهرة النينيو الأخيرة قبل حوالي سبع سنوات، زادت حرارة المحيطات بدرجة 0.04 مئوية (0.07 درجة فهرنهايت)، ورغم أن الرقم قد يبدو صغيرا إلا أنه في الواقع يعادل طاقة مئات الملايين من القنابل الذرية بحجم القنابل التي ألقيت على هيروشيما.