زعيم القاعدة يتخلى عن ثوب الجهادية العالمي ويستقطب اليمنيين
بثت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، إصدارًا مرئيًا جديدًا لزعيم التنظيم خالد باطرفي، المكنى بأبي المقداد الكندي، تحدث فيه عن الاتفاق السعودي الإيراني، محاولًا توظيفه لكسب أنصار جدد وخصوصًا من شباب جماعة الإخوان، والسلفيين، بعد تراجع التجنيد في صفوف القاعدة خلال الفترات الماضية.
وتحدث خالد باطرفي في الإصدار التي بلغت مدته 15 دقيقة تقريبًا عن تشكيل التحالف العربي والدعم الذي قدمه للتشكيلات اليمنية التي قاتلت ضد جماعة الحوثي، مدعيًا أن التحالف العربي والقوات اليمنية المدعومة منه لن تحسم الصراع الدائر في البلاد منذ سنوات.
ويحاول زعيم تنظيم القاعدة في اليمن أن يحشد أنصار القاعدة والمتعاطفين معها ضد القوات الجنوبية وغيرها من القوات التي انخرطت في مكافحة الإرهاب في اليمن، لا سيما بعد الحملة الأخيرة التي شنتها تلك القوات على ما تبقى من معاقل التنظيم في وادي عومران بأبين اليمنية.
التخلي عن ثوب الجهادية العالمية واللعب على ورقة الحوثي
وخصص خالد باطرفي، زعيم تنظيم القاعدة في اليمن والذي يُسِمي نفسه أحيانًا بأنصار الشريعة، الجزء الأكبر من كلمته للهجوم على جماعة الحوثي، رغم أنه لم يُهاجم الجماعة بنفس الوتيرة الحالية في أي من كلماته الأخيرة والتي نشرتها مؤسسة الملاحم من قبل.
وسبق لخالد باطرفي أن أكد في مقابلة مع مؤسسة الملاحم رفضه التخلي عن نهج الجهادية العالمي الذي يتبناه والذي يُركز على استهداف الولايات المتحدة في المقام الأول، وذلك على حساب الجهادية المحلية التي تُكز على قتال جماعة الحوثي.
وتسبب نهج خالد باطرفي في إثارة الجدل داخل تنظيم القاعدة، إذ خالفه عدد من كبار القادة الذين طلبوا التركيز على قتال جماعة الحوثي، وهو ما لم يستجب له الأمير الحالي للتنظيم وأدى في نهاية المطاف إلى اعتزال عدد منهم التنظيم وانشقاقهم عنه ومن أبرزهم أبو عمر النهدي، الأمير السابق للتنظيم على المكلا اليمنية.
كما أن تنظيم القاعدة في اليمن أبرم في ظل وجود خالد باطرفي على رأسه عددًا من الاتفاقات والصفقات مع جماعة الحوثي، من بينها اتفاقات لتبادل الأسرى بين الطرفين، وأخرى لتسهيل إقامة بعض قادة التنظيم في مناطق الجماعة، وهو ما دفع العديد من اليمنيين للحديث عن تخادم للقاعدة مع الحوثي، في أكثر من مناسبة.
غير أن التحول في خطاب زعيم القاعدة في اليمن يأتي بدافع براجماتي، إذ يسعى من خلال تركيزه على جماعة الحوثي استقطاب أبناء القبائل اليمنية إلى صفوف القاعدة وكسب ودهم، وكذلك تحييد القبائل المعادية للتنظيم عبر التلويح بإمكانية التعاون معهم للقتال ضد الحوثيين.
كما يسعى “باطرفي” لاستقطاب شباب السلفيين والإخوان (حزب الإصلاح اليمني) والذين دعاهم في الإصدار الأخير للتلاحم مع تنظيم القاعدة.
ومن اللافت للنظر أن الإصدار الأخير لتنظيم القاعدة تضمن عددًا من اللقطات التي تُظهر مقاتلي القاعدة في اليمن وهم يُعدون العبوات الناسفة لاستخدامها ضد القوات الجنوبية التي خاضت قتالًا شرسًا ضد التنظيم في وادي عومران بأبين، خلال الفترة الأخيرة، وهذا يُقدم لمحة عن النوايا الحقيقية الكامنة وراء خطاب خالد باطرفي الذي يسعى لتوظيف أبناء القبائل اليمنية في خدمة مصالحه.
وعلاوة على ذلك، لم يُخفِ “باطرفي” إعجابه بنموذج حركة طالبان الأفغانية داعيًا اليمنيين للاقتداء بالحركة من أجل إقامة “إمارة” أخرى داخل البلاد، وهو ما يعد دليلًا إضافيًا على أن الإصدار الأخير الذي يدعو فيه لقتال الحوثيين ليس إلا مناورة جديدة من مناورات زعيم القاعدة في اليمن.