قيادي سابق بالقاعدة يُعلق على تأخر تهنئة التنظيم بعيد الفطر
كشفت تهنئة متأخرة بعيد الفطر وجود ارتباك داخل القيادة العامة لتنظيم القاعدة والمعروفة بقاعدة خراسان، واستمرار تجاهل التنظيم للحديث عن مصير أميره (السابق) أيمن الظواهري، وكذلك تجاهله للأنباء المتداولة عن تولي سيف العدل إمارة التنظيم دون إعلان رسمي منه حتى الآن، بينما أكد قيادي سابق عمل في استخبارات القاعدة لـ”أخبار الآن” أن تأخر رسائل قيادة التنظيم يزيد من تململ واستياء عناصره.
ونشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، في 29 أبريل 2023، تهنئة من القيادة العامة لتنظيم القاعدة بعيد الفطر، أي بعد 9 أيام من العيد، دون ذكر أي سبب للتأخير طوال هذه المدة.
وصدرت التهنئة بعنوان:”تهنئة وتبصرة بمناسبة عيد الفطر المبارك 1444″، وحملت توقيع القيادة العامة للتنظيم التي دعت إلى الوقوف مع تنظيم القاعدة ومساندته في الحرب التي يخوضها، وفق تعبيرها.
وحاولت القيادة العامة لتنظيم القاعدة أن تبدو بصورة أقل راديكالية في بيانها الجديد الذي تختلف لغته إلى حد كبير عن اللغة التقليدية التي يستخدمها التنظيم الجهادي في بياناته الرسمية.
واستخدم البيان مصطلحات مثل: نشر الدعوة والحضارة الإسلامية، وتقوية النظام التكافلي الاجتماعي، واستدامة الأعمال التطويرية التنموية بتعزيز العلاقة والشراكة التراحمية، وهذه المفردات تعد غريبة إلى حد كبير عن الخطاب الجهادي الذي يوظفه تنظيم القاعدة في دعايته.
وربما يكون كاتب بيان تهنئة العيد أحد المقربين من التنظيم وليس من القيادات الجهادية التي كانت تُشرف على مؤسسة السحاب، ومن الجدير بالذكر في هذا الإطار أن القيادة العامة للقاعدة سبق وأن اتبعت خطى مصطفى حامد، أبو الوليد المصري، في بياناتها الرسمية التي أصدرتها لمهاجمة قمة جدة للتنمية والأمن، وبطولة كأس العالم 2022 التي نظمتها دولة قطر.
ولا يمكن الجزم بأن مصطفى حامد، أبو الوليد المصري، هو كاتب البيانات الأخيرة للقيادة العامة لتنظيم القاعدة لكن اللغة والمفردات التي أضحت ظاهرة في خطاب التنظيم الإعلامي لا تزال مثيرة للتساؤل والشكوك.
وعلى صعيد متصل، دعت القيادة العامة للقاعدة إلى مناصرة التنظيم والوقوف معه من أجل تخليص الأمة من الطغاة وإرساء العدالة الاجتماعية وتعزيز التنمية الاقتصادية والتقنية، على حد زعم البيان.
واعتبرت قيادة القاعدة أن “السياسيين المتشددين والعنصرين” في الدول غير المسلمة مثل رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي”، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” الذي يسميه تنظيم القاعدة بـ”ابن كفير” لن يزيدوا أنظمتهم وشعوبهم إلا خسارة لأنهم يتخذون موقفًا معاديًا للمسلمين، على حد تعبير البيان.
ومن الواضح أن تنظيم القاعدة يحاول أن يُقدم نفسه كمتحدث رسمي باسم عموم المسلمين في العالم، مستغلًا التوترات التي حصلت سابقًا بين مسلمين وجماعات هندوسية يمينية في الهند، والتوترات الحاصلة، مؤخرًا، في مدينة القدس بين الفلسطينيين والسلطات والإسرائيليين.
وسبق أن رد والد “حرة الهند”، التي خصص لها أمير القاعدة السابق أيمن الظواهري إصدارًا مرئيًا، على قيادة القاعدة وطلب من أميرها السابق أن يترك المسلمين وشأنهم لأن تدخلات التنظيم لا تزيد الأمور إلا سواء، وفق تعبيره.
قيادي سابق بالقاعدة يكشف أسباب تأخر رسائل التنظيم
إلى ذلك، تكشف التهنئة المتأخرة بعيد الفطر المنصرم انفصال قيادة تنظيم القاعدة عن الواقع كما تلفت إلى استمرار الخلافات الداخلية في قلب التنظيم منذ مقتل أميره السابق أيمن الظواهري في أغسطس/ آب 2022.
وبحسب قيادي سابق في قيادة القاعدة عمل في جهاز الأمن والاستخبارات بالتنظيم ورفض نشر اسمه لاعتبارات خاصة، فإن تأخر صدور البيانات والرسائل الإعلامية الخاصة بالتنظيم يؤكد وجود مشكلات في قيادة التنظيم وتوجسها من أن يتم كشف طرق الاتصال التي تستخدمها وبالتالي التوصل لقادة التنظيم واستهدافه.
وأوضح القيادي السابق في القاعدة في تصريح خاص لـ”أخبار الآن” أن القيادة العامة للتنظيم تلجأ لاستخدام المراسلين الذين يحملون الرسائل بأنفسهم وينقلونها بين المناطق المختلفة، وهو ما يستغرق وقتًا طويلًا بخلاف استخدام البريد الإلكتروني أو بعض تطبيقات التواصل المشفرة.
وأردف القيادي السابق بتنظيم القاعدة أن تأخر وصول الرسائل يؤدي إلى تململ في صفوف عناصر التنظيم ويزيد من شعورهم بانفصال القيادة عنهم، مستشهدًا بتجربته الشخصية في التواصل مع قيادة تنظيم القاعدة وعلى رأسها أسامة بن لادن، في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، والتي كانت تتأخر الرسائل خلالها لفترة طويلة وصلت لشهور كاملة في بعض الأحيان، وهو الأمر الذي أدى إلى تنامي الغضب والاستياء لدى كوادر التنظيم من قيادته العامة.