ما الذي يفعله جاسوس سيف بجوار باطرفي
- باطرفي وأنصاره يتبعون الأجندة الإيرانية
- الجنوبيون يحاولون دون جدوى تصحيح مسار قاعدة اليمن
- ابن سيف العدل أداة رئيسية للتدخل الخارجي في شؤون التنظيم
- ابن المدني لا ينقل رسائل باطرفي فقط، ولكن هو عين وأذان سيف العدل في اليمن
لم يعد خافياً البؤس الذي صنعته تدخلات القائد الفعلي تنظيم القاعدة العالمي والمقيم في إيران سيف العدل، في تنظيم القاعدة في اليمن.
في الوقت الذي تراجع فيه تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن وصولاً إلى المرحلة الأخيرة عندما قاوم أنصار القاعدة قبول مقتل الظواهري، كان سيف العدل مشغولاً بالتخطيط لاغتصاب قيادة القاعدة من طهران، ووضع عينيه على اليمن لسبب وجيه.
ووفقًا لمصادر جهادية على الأرض، فإن ضعف القيادة والفتنة الداخلية التي حلت على القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفرت لسيف العدل الكثير من الفرص للاستيلاء على السلطة.
وقد عمل سيف العدل على انتهاج سياسة فرق تسد لتعزيز هيمنته الشخصية في فرع التنظيم في اليمن بحيث أسهم في تغذية خلافاته البينية وإدارتها على نحو يضعف جميع القيادات اليمنية النازعة نحو الاستقلالية، وهو ما أسهم في إغراق قاعدة اليمن في دوامة من التخبط والانقسام الذي سهل من تبعيته لاحقا لمركز القاعدة الجديد في ايران.
ولضمان نجاح تدخلاته في قاعدة اليمن، كان لابد أن يرسل القيادي في تنظيم القاعدة سيف العدل أحد المقربين منه الى الفرع اليمني، وهو ما حدث بارسال نجله ” خالد المدني ” والذي يمكن أن نطلق عليه ” جاسوس طهران”.
ضعف التنظيم ساعد “جاسوس طهران” في نجاحه في مهمته التي شرع في تنفيذها منذ وصوله الى اليمن.
إذا كان أي شخص يعتقد أن خالد سيف العدل كان فقط يساعد باطرفي على التواصل مع طهران، فهو مخطئ. كانت مهمة “ابن سيف” هي الإبلاغ عن كل خطوة من خطوات باطرفي للسيطرة عليه عن كثب.
وكانت لحظة التفوق الاساسية في نفوذ سيف العدل هو تدخله في توجيه عملية الهيكلة الشاملة التي قام بها قاسم الريمي والتي عززت من نفوذ الجهادي المصري المقيم في ايران كمان عمقت في تشظي وضعف تنظيم القاعدة في اليمن.
خطوة بخطوة
ومنذ وصل “جاسوس طهران” إلى اليمن في 2016 برفقة القيادي السعودي الشاب “فيصل الخالدي” عملا على خلق شبكات علاقات مع أغلب قادة التنظيم، لسببين الاول: أن يبقيا سيف العدل على اطلاع على معلومات والتطورات بشكل متواصل، والثاني تسويق سياسة سيف العدل التي تنص على عداء أمريكا والتحالف مع إيران.
وقالت قيادات جهادية حضرمية لـ”أخبار الآن” “أن “جاسوس طهران” ورفيقه فيصل الخالدي، وصلوا الى حضرموت، حيث خاضعا التدريبات العسكرية لعدة أشهر في أحد معسكرات التنظيم في ضواحي حضرموت، قبل آن ينطلق “جاسوس طهران” في تكوين العلاقات مع قادة التنظيم على عدة مستويات، بينما عمل “فيصل الخالدي” على تسويق سياسة سيف العدل داخل صفوف التنظيم.
وبحسب قيادي عسكري جهادي معتزل تحدث لـ”أخبار الآن”، فان “جاسوس طهران” أبدى منذ وصوله الى اليمن “فضولاً مفرطاً”، بيد أن معظم من جلس معهم في أشهره الاولى لم يكونوا صريحين إلى حد كبير في المحادثات معه، بعد أن أمر أمير التنظيم قاسم الريمي، بعدم كشف هوية “جاسوس طهران” والتعامل معه كقيادي مصري شاب.
إلا أنه استطاع زراعة الثقة مع معظم قادة التنظيم بعد أن شاهد الجميع الاهتمام الكبير الذي يحظى به من قبل امراء التنظيم، لاسيما مسؤول الجهاز الامني للقاعدة القيادي المصري ابراهيم البنا.
وبحسب المصادر الجهادية، فقد تنقل “جاسوس طهران” بين العديد من المحافظات اليمنية، والتقى بعشرات القادة وكون علاقات مباشرة معهم، كما انه اصبح احد المقربين من القيادة العامة للتنظيم ابان قاسم الريمي.
مكن أمير تنظيم القاعدة السابق قاسم الريمي، “جاسوس طهران” ورفيقه “فيصل الخالدي” من الجلوس مع الكثير من القادة بهدف بناء علاقة قوية معهم وكسب ثقتهم وتسويق سياسة سيف العدل لديهم.
وركزت سياسة سيف العدل التي تم تسويقها، على اهمية بناء علاقة قوية مع إيران، وما تقدمه إيران من خدمات لسيف العدل كتأمينه في إيران والترتيب للعديد من العمليات الخارجية ضد دول الغرب.
واشار جهادي يمني، كان قد حضر احدى تلك الجلسات، ان فيصل الخالدي والشاب المصري الذي لم تكن تكشف هويته بعد، تحدثوا كثيراً على أن العلاقة جائزة – بل واجبة- بين التنظيم وإيران، فالجميع يحارب أمريكا ويتعرض للحرب من وامريكا وحلفاءها، وأن القاعدة في اليمن وإيران تجمعهم مصالح سياسية كثيرة.
ومع مرور الوقت تمكن “جاسوس طهران” ورفيقه فيصل الخالدي، من خلق نفوذ خاص بهما بمساعدة من مسؤول الجهاز الأمني ابراهيم البنا، الذي ومع منتصف 2017 اتسع نفوذه ونفوذ الجهاز الأمني داخل التنظيم، بعد انطلاق حملة القتل والتصفية للعديد من قادة وعناصر القاعدة بتهمة التجسس.
وفي الوقت الذي رفض مسؤولين الجهاز الأمني السماح لمعظم قادة التنظيم الاطلاع على سير الحملة والتحقيقات، فقد كان “جاسوس طهران” ورفيقه “فيصل الخالدي” على إطلاع كامل بكل ما هو متعلق بهذه الحملة.
ووفق مصادر جهادية حضرمية لـ”أخبار الآن” فأن مسؤول الجهاز الأمني ابراهيم البنا نصب “فيصل الخالدي” كأحد مسؤولي التحقيقات، وقد شارك الخالدي بحضور “جاسوس طهران” في العديد من التحقيقات مع قادة التنظيم الذين تم تصفيتهم لاحقاً.
وقد مكن وجود “جاسوس طهران” في التحقيقات واطلعه على سيرها من نقل تفاصيل التحقيقات والتصفية الى والده سيف العدل بشكل دائم.