روسيا تحبط هجوما بمسيّرتين على الكرملين وأوكرانيا تنفي مسؤوليتها
اتهمت روسيا أوكرانيا، الأربعاء، بمحاولة فاشلة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين في هجوم ليلي بطائرة مسيرة على الكرملين في موسكو، وهددت بالرد.
من ناحيته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف لا علاقة لها بالحادث.
وأضاف إن بوتين “لم يعد قادرا على تحفيز مجتمعه ولم يعد قادرا على إرسال جيشه ليموت من أجل لا شيء”.
أما مستشاره ميخايلو بودولياك فقال “ينبغي فقط اعتبار هذه التصريحات التي أطلقتها روسيا محاولة لإعداد ظروف” يمكن استخدامها ذريعة “بهدف شن هجوم إرهابي واسع النطاق في أوكرانيا”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من واشنطن “اطلعت على المعلومات. لا يمكن أن أؤكدها. لا نعلم”، مضيفا “أتعامل بحذر كبير مع كل ما يصدر من الكرملين”.
جاء الهجوم قبل أيام من احتفالات 9 أيار/مايو لإحياء النصر على ألمانيا في عام 1945، وهو الأمر الذي يراه محللون أنه له دلالة ويعد “إذلالا كبيرا” للكرملين.
GeoConfirmed Investigation.
UAV Attack on the Kremlin.
(Never thought i would ever write this.)Russia: "Two drones tried to attack the Kremlin, residence of Vladimir Putin, and were shot down. This in an assassination attempt on president Putin, before Victory Day."
1/X pic.twitter.com/h7iHVw78cv
— GeoConfirmed (@GeoConfirmed) May 3, 2023
تم إلغاء العديد من العروض العسكرية في عدة مناطق روسية بسبب مخاوف أمنية، ومنها منطقة بريانسك المتاخمة لأوكرانيا والتي شهدت عمليتي تخريب أدتا إلى خروج قطارين عن مسارهما في الأيام الأخيرة.
وقال محللون لرويترز إنه إذا أرسلت أوكرانيا الطائرات المسيرة بالفعل إلى موسكو، فمن المحتمل أن تكون مجرد “رسائل” تهدف إلى إظهار أنها قد تخترق الدفاعات في العاصمة الروسية، وليس لمحاولة اغتيال بوتين.
قال صامويل بينديت، الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن العاصمة: “لذلك، يمكن أن تكون ضربة رمزية في قلب موسكو، لإثبات أنه لا يوجد أي جزء من روسيا في مأمن من هجوم أوكراني”.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن بوتين لم يكن في الكرملين في ذلك الوقت، وكان يعمل يوم الأربعاء في مقر إقامته في نوفو أوغاريوفو خارج موسكو.
المكان الذي كان يتواجد فيه بوتين وقت الهجوم
أشارت فحوصات رويترز في الوقت والموقع إلى أن مقاطع الفيديو التي انتشرت قد تكون أصلية، على الرغم من أن بعض المحللين الغربيين قالوا إنه من المحتمل أن تكون روسيا هي التي دبرت الحادث لإلقاء اللوم على كييف وتبرير نوع من الرد الساحق.
لكن ألكسندر فيندمان، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، والزميل البارز في كلية الدراسات الدولية المتقدمة (SAIS) بجامعة جونز هوبكنز يرى عكس ذلك حيث قال: “أعتقد أن هذا بعيد المنال بعض الشيء”. مضيفًا أن موسكو من خلال شن الهجوم “تقوض أهمية إظهار روسيا كدولة آمنة وقوية”.
قال بينديت إنه من المحتمل أيضًا ألا يكون الكرملين ولا كييف وراء الهجوم.
وأضاف: “كان من الممكن أن تكون عملية نفذتها جهات غير عسكرية، شخص معاد لروسيا في الأساس، لكن ليس بالضرورة بمباركة الحكومة الأوكرانية”.
وتقول روسيا إنها شنت “عمليتها العسكرية الخاصة” قبل 14 شهرا لمواجهة تهديد من علاقات كييف مع الغرب.
ووصفتها أوكرانيا وحلفاؤها بأنها حرب غزو غير مبررة من قبل موسكو خرجت عن مسارها بفعل هجوم فاشل على العاصمة كييف أوائل العام الماضي والتقدم الأوكراني في النصف الثاني من عام 2022.
على مدى الأشهر الخمسة الماضية، حافظت القوات البرية الأوكرانية على موقف دفاعي في الغالب، بينما شنت روسيا هجومًا شتويًا ضخمًا غير ناجح إلى حد كبير ، واستولت على القليل من الأراضي الجديدة.