احتدام المعارك بين داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي
أقر تنظيم داعش بتناقص عدد مقاتليه، خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع نشر تقارير أمريكية ودولية تتحدث عن انخفاض أعداد عناصر داعش إلى ما بين 5 : 7 آلاف عنصر، نصفهم فقط من المقاتلين، فيما أكد التنظيم تواصل المعارك بينه وبين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
واعتبرت صحيفة النبأ الأسبوعية، الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي للتنظيم والناطقة بلسانه، (عدد 390) أن ما وصفته بـ”القلة الصابرة” هي التي تمضي في طريقها إلى نهاية، وهي الموعودة بالانتصار في نهاية المطاف، حسب وصف الصحيفة.
ويحاول داعش تثبيت ما تبقى من عناصره وحثهم على الصبر والصمود في ظل الانتكاسات التي تعرض لها، مؤخرًا، ومنها مقتل كبار قادة التنظيم وعلى رأسهم أبو سارة العراقي، أمير الإدارة العامة للولايات والقائد الفعلي لداعش، وغيره من قادة التنظيم البارزين.
ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة فإن عدد عناصر داعش في سوريا والعراق انخفض إلى ما بين 5 : 7 آلاف عنصر، خلال العام الجاري، نصفهم فقط من المقاتلين، مقارنة بـ10 آلاف مقاتل في عام 2022، و18 ألف مقاتل في 2020، وهو ما أكده تقرير صادر أوائل مايو/ أيار الجاري، عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”.
وعلى صعيد متصل، انخفضت هجمات داعش، خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 30% تقريبًا، ونفذ التنظيم 12 هجومًا مقارنة بـ17 هجومًا في الأسبوع السابق وذلك بفعل انخفاض الهجمات في وسط إفريقيا (الكونغو الديمقراطية)، والعراق، وسوريا.
استمرار الصراع بين داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي
إلى ذلك، استمر الاقتتال المحتدم بين ولاية الساحل، فرع داعش المحلي في الساحل الإفريقي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقال التنظيم الأول إنه صد هجومًا واسعًا شنته الجماعة على معاقله في مناطق شمال مالي، خلال الأسابيع الأخيرة.
وبحسب صحيفة النبأ الأسبوعية فإن الاقتتال الدائر بين الطرفين أسفر عن مقتل 50 عنصرًا من المنتمين لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مناطق مختلفة بمالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وذكرت الصحيفة، نقلًا عن مصدر داعشي، أن الحملة التي شنتها الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بدأت منذ أواخر أغسطس/ آب 2022، وحتى مارس من العام الجاري، وانطلقت من بلدات ميناكا وكيدال، بشمال مالي، وتين زواتين، الحدودية مع الجزائر، كما فرضت “نصرة الإسلام” التجنيد الإجباري على السكان المحليين للمشاركة في حملتها، حسب ادعاء داعش.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي نشر إصدارات متنوعة للهجوم على فرع داعش المحلي، في إشارة للكلمة التي نشرها التنظيم لـ “أبي ياسر الجزائري“، المنظر البارز به، للهجوم على داعش وفرعه المسمى “ولاية الساحل”.
وبحسب أسبوعية النبأ فإن داعش بدأ حملة دعوية شملت لقاءات مع السكان المحليين في المناطق الحدودية الواقعة بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو لـ”غسل سمعة التنظيم” بعد حملة التشويه التي أطلقها غريمه التقليدي (تنظيم القاعدة) ضده.
وفي نفس الصعيد، أقدم تنظيم داعش على إحراق أحد السكان المحليين في النيجر بتهمة تعاونه مع الجيش خلال حملته الأخيرة التي استهدفت معاقل التنظيم على الشريط الحدودي بين النيجر ومالي.
وكان اتباع أسلوب الإعدام حرقًا واحدًا من النقاط شديدة الخلاف بين شرعيي تنظيم داعش، خلال السنوات الماضية، ولا سيما بعد إحراق التنظيم للطيار الأردني معاذ الكساسبة، عام 2015، لكن التنظيم انحاز لرأي التيار الأكثر تشددًا داخله وواصل تنفيذ عمليات الحرق ضد بعض الأسرى الذين وقعوا في قبضته.
ومن اللافت أن الهجمات التي تبناها داعش في العدد الجديد من صحيفة النبأ الأسبوعية، تمت قبل نحو شهر أو أكثر وهو ما يعني أن تأخر نشر أنباء تلك الهجمات مرتبط بوجود مشكلات في التواصل والتنسيق بين أفرع داعش وقيادته المركزية التي تعرضت لضربات قوية، منذ مقتل أبو سارة العراقي أواخر فبراير/ شباط الماضي.
ويشهد إعلام التنظيم تراجعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، إذ قلصت صحيفة النبأ عدد صفحاتها من 12 إلى 8 فقط، في العدد منذ عددها قبل الأخير، وذلك بعد الإعلان عن مقتل أمير ديوان الإعلام المركزي في التنظيم أبو بكر الغريب الأردني، محمد خضر رمضان، في عفرين السورية، قبل فترة.
على صعيد آخر، واصل التنظيم هجماته ضد المدنيين في الكونغو الديمقراطية إذ شن مقاتلوه هجمات ضد قرى السكان المسيحيين في شرق الكونغو وقتلوا 2 من السكان المحليين وأصابوا ثالثًا، حسب ما قاله التنظيم.