تستخدم روسيا حملات تضليل على مواقع التواصل للتدخل في الانتخابات
نفى الكرملين بشدة تدخله في الانتخابات الرئاسية التركية بعد أن اتهم المنافس الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا بنشر معلومات مزيفة قبيل الاقتراع الذي سيبدأ الأحد.
وكان كمال كليجدار أوغلو قد صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع أن موسكو تقف خلف ما وصفه بالمحتوى “المزيف بعمق” المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاءت اتّهامات كليجدار أوغلو بعد ساعات على إعلان المرشح لانتخابات الرئاسة محرم إنجه، الخميس، انسحابه من الانتخابات بعد أن قال في مؤتمر صحفي، إنه تعرض لحملة تشويه “غير مسبوقة” خلال الأيام الـ45 الأخيرة.
وتشن روسيا حملات تضليل واسعة النطاق تستنسخ بشكل شبه كامل مواقع وسائل إعلام معروفة لتنشر عليها مقالات تدعهما.
تضليل إعلامي روسي
أفاد بحث ممول من حكومة المملكة المتحدة، بأن مضللين عبر الإنترنت Trolls، يتلقون أوامر بنشر معلومات تدعم روسيا وأجندتها.
وتتطرق الدراسة بالتفصيل إلى طريقة استخدام نظام الرئيس الروسي متصيدين تم تجنيدهم بشكل علني، لنشر محتوى ورسائل مؤيدة لموسكو على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أقسام التعليقات على المواقع الإخبارية الإلكترونية.
وذكر معدو البحث أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي عمل المخادعون على استهدافها خلال الغزو الروسي على أوكرانيا، تشمل حسابات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وأشار تقرير آخر أجرته جامعة أوكسفورد أن روسيا استخدمت منصات “يوتيوب” و”تامبلر” و”إنستغرام” و”باي بال” فضلا عن “فيسبوك” و”تويتر” في نشر دعاياتها.
وعلى الرغم من أن “فيسبوك” و”تويتر” كشفا في وقت سابق التدخل الروسي، إلا أنه ليس معلومًا حجم الاستعانة بمنصات أخرى.
ويشير التقرير إلى أن “يوتيوب” و”تامبلر” و”باي بال” و”غوغل بلس” تضررت جميعها، إذ لجأت روسيا إلى استخدام تقنيات “التأقلم” من التسويق الرقمي لاستهداف جمهور في قنوات متعددة.
التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية
رغم نفي الدوما، التورط في مسألة التأثير على الانتخابات الأمريكية، فجر يفغيني بريغوجين رئيس مرتزقة فاغنر مفاجأة من العيار الثقيل، فقد أقر سفرجي بوتين، الذي اتُهم سابقاً بأنه يدير مجموعة من الحسابات للتأثير على السياسة الأمريكية، أنه تدخل في الانتخابات الأمريكية، وأنه سيواصل فعل ذلك في المستقبل.
وكشف تقرير للاستخبارات الأمريكية أن روسيا أرسلت سرًا مبالغ كبيرة إلى أحزاب سياسية في أكثر من 20 بلدًا لمحاولة التأثير على عمليات الاقتراع فيها، كما أكدت تقارير أن موسكو موّلت أحزابًا سياسية ومرشحين سرًا بـ300 مليون دولار.
الانتخابات الإيطالية
في عام الماضي أثارت تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الذي دعا الأوروبيين إلى “معاقبة” حكوماتهم على “حماقاتها”، جدلًا في إيطاليا، في خضمّ الحملة للانتخابات التشريعية.
ونددت صحيفة “لا ريبوبليكا” اليسارية آنذاك على صفحتها الأولى بـ”التدخّل الروسي”.
وعنونت صحيفة “إل ميساجيرو” صفحتها الأولى “موسكو.. تدخلات في الانتخابات” فيما كتبت “إل كورييري ديلا سيرا” أن “روسيا تشوش على الانتخابات الإيطالية”.
وأثارت هذه التصريحات غضب وزير الخارجية الإيطالي السابق لويجي دي مايو الذي ندد بـ”تدخل روسيا في الانتخابات الإيطالية”.
وقال إن “الأحزاب الإيطالية يجب أن تردّ بشكل موحّد”.
الانتخابات البريطانية
توجهت أصابع الاتهام إلى روسيا في عام 2019 بأنها تعمل على التأثير في سير الحملة الانتخابية وتوجيه الناخب البريطاني.
وزادت هذه المخاوف بعد تسريب وثائق حكومية سرية للمفاوضات بين الحكومتين البريطانية والأمريكية، والتي قدمها حزب العمال للرأي العام وأحدثت ضجة بسبب كشفها عن رغبة أمريكية في التفاوض على الاستثمار بالقطاع الصحي البريطاني.
هذه التقارير لم تمر مرور الكرام بالنسبة للمخابرات البريطانية، فحسب مصادر أمنية تحدثت مع صحيفة فايننشال تايمز، تابعت الأجهزة المخابراتية هذا الملف عن كثب وحققت في طريقة تسريب ملف حكومي سري.
وأكدت الصحيفة أن المركز البريطاني للأمن المعلوماتي حقق في وجود أدلة لتورط قراصنة روس في عملية تسريب الوثائق الحكومية السرية.
ورغم غياب أي اتهام رسمي لروسيا بمحاولة التدخل في الانتخابات، فإن وزيرة الثقافة نيكي موركان وصفت في حديثها مع إذاعة “بي بي سي” المعطيات التي تم الكشف عنها بأنها “جدية للغاية”، مضيفة أن ما وصلها من خلاصات الخبراء أن طريقة التسريب تحمل علامات تدخل خارجي.