تزايد نفوذ “والي غرب إفريقيا” يُهدد بتفكك أفرع داعش بالقارة
بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق بين تنظيم داعش المركزي وأفرعه الإفريقية بعد مقتل أبو سارة العراقي/ عبدالرؤوف المهاجر، أمير الإدارة العامة للولايات، وبلال السوداني، القيادي بمكتب الكرار الذي يُمثل القيادة الإقليمية لداعش في الصومال.
وقال منشقون عن التنظيم إن مقتل بلال السوداني ترك فراغًا قياديًا كبيرًا في داخل مكتب الكرار، الذي يُعد أحد المكاتب الثمانية التي تعمل كقيادات إقليمية لداعش وتُشارك في قيادة أفرعه المختلفة، مضيفين أن “السوادني” لعب دورًا هامًا في تمويل التنظيم المركزي وأفرعه الخارجية، وهو ما لا يستطيع داعش الاستغناء عنه في الوقت الحالي.
وأشارت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي”، والتي يُديرها منشقون عن داعش، إلى أن وضع داعش المالي متأزم، حاليًا، خصوصًا بعد فشل تعميم ما يُعرف بـ”التجربة الاقتصادية” وهو تكتيك لجأ له التنظيم لتمويل أفرعه ذاتيًا عن طريق السلب والنهب وفرض الإتاوات على المدنيين، معتبرةً أن داعش يُعاني من أزمة قيادية ومالية خانقة.
ووفقًا لوثائق مسربة من داعش فإن أبو سارة العراقي فرض على أفرع داعش أن تطبق “التجربة الاقتصادية” وأن تُرسل 25% من عوائد الأموال التي تجنيها بهذه الطريقة لتمويل التنظيم المركزي، لكن عدد من أفرع التنظيم فشلت في تطبيق التجربة ولم تُساهم أيضًا في تمويل التنظيم المركزي.
أبو مصعب البرناوي
وعلى صعيد متصل، رجحت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” أن يقوم التنظيم المركزي لداعش بوضع مكتب الكرار تحت قيادة والي داعش في غرب إفريقيا، وأمير مكتب الفرقان، كما سبق وفعل مع مكتب الأنفال الذي كان تحت قيادة أبو الوليد الصحراوي، أمير داعش السابق في مالي، قبل نقله لسلطة والي غرب إفريقيا.
وادعت القناة أن أبو مصعب البرناوي ما زال يشغل منصب والي ولاية غرب إفريقيا، رغم أن الجيش النيجيري أعلن عام 2021 مقتله في عمليات عسكرية، لكن داعش لم يُقر، رسميًا، حتى الآن بمقتله.
وسبق أن أعلن الجيش النيجيري مقتل قادة وأمراء بالتنظيمات الإرهابية الناشطة في البلاد، كأبي بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام السابق، لكنه اضطر إلى نفي إعلانه بعدم خرج بعض هؤلاء القادة في إصدارات مرئية نافيين أنباء مقتلهم.
وفي حال تأكد مقتل أبو مصعب البرناوي، فمن المحتمل أن يقوم داعش بنقل صلاحياته ونفوذه إلى خليفته الذي تولى منصب والي غرب إفريقيا.
وأوضحت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” أن نقل مكتب الكرار إلى سلطة والي ولاية غرب إفريقيا سيعني أن الأخير صار المشرف العام على المكاتب والولايات الداعشية في إفريقيا، إذ أنه يقود في الوقت الحالي مكتب الفرقان، ويضم نيجيريا والكاميرون وتشاد وبنين، ومكتب الأنفال الذي يضم أفرع داعش في مالي، النيجير، وبوركينا فاسو، وليبيا.
وفي حال نُقلت صلاحيات إدارة مكتب الكرار إلى والي ولاية غرب إفريقيا، فسيصبح مسؤولًا عن ولايات داعش في الصومال والكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، وبالتالي سيصير القيادي الداعشي الأكثر نفوذًا في القارة السمراء، وسيكون المسؤول عن التواصل المباشر بين قيادة التنظيم المركزي وسائر الأفرع الإفريقية.
واعتبرت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” أن نفوذ أبو مصعب البرناوي المتنامي سيكون بمثابة مسمار آخر في نعش داعش داخل إفريقيا، لأن الأفرع الداعشية الناشطة في القارة كانت تتلقى التعليمات مباشرة من التنظيم المركزي عندما كانت المكاتب المنضوية تحتها تعمل في ظل قيادتها السابقة.
أما في حال تنصيب والي غرب إفريقيا مشرفًا على بقية الولايات فسيسهم ذلك في ظهور التباينات الإثنية والقبائلية والمنهجية بين أفرع التنظيم.
وبحسب القناة فإن ظهور التباينات بين أفرع داعش في إفريقيا من شأنه أن يُصعب مهمة السيطرة عليها من قبل التنظيم المركزي أو وكيله ومشرفه على تلك الأفرع “والي ولاية غرب إفريقيا”، وهو ما يعني أن بعض هذه الأفرع قد ينشق عن داعش.
ومن الجدير بالذكر أن تقارير أممية سابقة صادرة عن لجنة الجزاءات المعنية بمتابعة ملفي داعش والقاعدة بمجلس الأمن الدولي لفتت إلى أن التواصل والتنسيق العملياتي بين داعش وأفرعه في إفريقيا خصوصًا في الكونغو الديمقراطية وموزمبيق ليس بالصورة التي يُروجها التنظيم، رغم أن مجموعات جهادية محلية في تلك البلدان أقدمت على بيعة التنظيم، في وقت سابق.
وتعمل أفرع داعش الإفريقية وفق إستراتيجية خاصة بها تُركز على تحقيق أهدافها الذاتية دون أن تكون تلك الأهداف مرتبطة مباشرة بأهداف التنظيم المركزي، لكنها تُبقي على صلاتها به حتى تستفيد من الرمزية التي يُشكلها داعش والحركة الجهادية المعولمة.