6 طائرات ركاب تختفي.. ومواقع التعقيب ترصدها في عدة مطارات إيرانية
إن تهريب كيلو واحد من المواد غير القانونية من دولة إلى أخرى يعد تحديًا خطيرًا وصعبًا، لكن لك أن تتخيل تهريب جسم ثقيل يزن 250 ألف كيلوغرام حول العالم دون اكتشافه.
هذا بالضبط ما اكتشفه متعقب هولندي للطائرات على الإنترنت حول أنشطة إيران مؤخرا. نعم لقد قرأتم ذلك جيدا: طهران تقوم بتهريب طائرات ركاب بأكملها.
اكتشف المتتبع الهولندي، المعروف عبر وسائل التواصل الاجتماعي باسم غريون @Gerjon، أن إيران قامت حديثًا بتهريب ست طائرات ركاب كبيرة من طراز إيرباص سرًا من إندونيسيا وجنوب أفريقيا إلى إيران على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على البلاد.
ونفذت إيران آخر عملية “تهريب للطائرات” خلال شهر مايو الماضي.
العملية تضمنت طائرتي ركاب من طراز إيرباص A340-200 تم بيعهما من قبل القوات الجوية الفرنسية في عام 2020، ثم تم تسجيل هذه الطائرات في مالي ولكن تم تركهما لمدة ثلاث سنوات ونصف في إندونيسيا في مطار كرتاجاتي في جزيرة جاوة. خلال هذه الفترة، لم تتحرك الطائرات أو تغادر إندونيسيا، حتى 24 مايو من العام الحالي 2023.
وعبر استخدام مواقع متعددة لتتبع الطائرات من خلال حاسوبه، لاحظ “غريون” أن كلتا الطائرتين A340 الموجودتين في إندونيسيا ظهرتا فجأة على شاشته.
في البداية، أقلعت الطائرتان من مطار كرتاجاتي ثم غادرتا المجال الجوي الإندونيسي باتجاه الشمال الغربي. بعد ذلك، وصلتا إلى الهند محلقتين في اتجاه إيران. وفجأة اختفت الطائرتان من شاشة حاسوب “غريون” وهما في المجال الجوي الهندي.
ولكن بعد وقت قصير، قام اثنين من متتبعي الطائرات عبر تويتر بنشر صور أقمار صناعية توضح طائرتي إيرباص A340-200 مركونتين في مطارات إيران، إحداهما في مطار تشابهار كونارك بالقرب من الحدود مع باكستان.
أما الطائرة الأخري والتي تم رصدها من قبل متتبعي الطائرات، فكانت مركونة في مطار بندر عباس الدولي، قبالة مضيق هرمز في إيران.
وقال “غريون لأخبار الآن: “أنا واثق من أن هاتين الطائرتين في إيران هما نفس الطائرتين التابعتين للقوات الجوية الفرنسية من إندونيسيا”. وأضاف “هناك طائرة إيرباص A340-200 واحدة أخرى فقط معروفة في إيران وهي الطائرة YV1004 والممنوعة من الطيران منذ فترة طويلة.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي اكتشف فيها متتبع الطائرات أن طائرات إيرباص A340 المستعملة قد تم تهريبها بشكل غير قانوني إلى إيران.
ففي الـ24 من ديسمبر 2022، لاحظ غريون @Gerjon أن هناك أربع طائرات A340-200 أقلعت من جوهانسبرج في جنوب إفريقيا، كانت هذه الطائرات تابعة للخطوط الجوية التركية وتعمل لديها لمدة 30 عامًا. قبل أن تقرر الخطوط التركية بيعها لشركة في هونغ كونغ، وتدعى أفرو جلوبال (Avro Global). تلك الشركة أوقفت الطائرات لمدة 3.5 سنوات في جوهانسبرج، وبعد أن أقلعت الطائرات في الرابع والعشرون من ديسمبر الماضي، رُصدت الطائرات على أجهزة الردار في بوركينا فاسو، قبل أن تختفي تمامًا وبشكلٍ مفاجئ من أجهزة الرادارات أثناء تحليقها فوق إيران.
وأكدت صور الأقمار الصناعية لاحقًا أن الطائرات الأربع، جميعها من طراز A340-300، كانت مركونة في مطار مهرآباد الدولي في طهران.
بما ان أن هناك حوالي مائة ألف رحلة جوية على مستوى العالم كل يوم، كيف علم “غريون” أنه يجب عليه متابعة ومراقبة طائرات A340 المتواجدة في إندونيسيا وجنوب أفريقيا؟
أجاب “غريون” ردًا على أسئلة مكتوبة من قبل أخبار الآن: “أنا أقوم بتتبع الطائرات منذ فترة طويلة، في كثير من الأحيان أتلقى معلومات سرية من مصادر. في هاتين الحالتين تلقيت معلومة تقول: هناك شيء غريب حول طائرات A340 في جنوب إفريقيا وإندونيسيا “.
نظرًا لأن متتبع الطائرات يتعامل مع معلومات حساسة، فهو لا يرغب في التواصل عبر الهاتف أو ذكر اسمه الحقيقي إنما يرد فقط على الأسئلة المكتوبة.
وكتب لأخبار الآن: “لدي وظيفة عادية أخرى، وأقوم بتتبع الطائرات فقط في وقت فراغي عبر مواقع تتبع الرحلات مثل ADSBexchange أو Flightradar وأركز بشكل خاص على الشرق الأوسط وأفريقيا”.
نظرًا لأن إيران تخضع منذ سنوات للعقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي، فلا يمكنها استيراد الطائرات بشكل قانوني، وبالتالي تحاول طهران إيجاد طرق لاستيراد أي طائرات إلى البلاد للحفاظ على نشاط شركات طيرانها.
وفقا لـ “غريون” فإنه من المرجح أن تستخدم إيران هذه الطائرات إما لأسطولها الخاص أو كقطع غيار ومن الممكن أيضًا أن تصدّرها إلى Conviasa “كونفياسا” وهي شركة طيران في فنزويلا، أو إلى الخطوط الجوية السورية، كما حدث في الماضي.
هل يمكن أن تكون إيران قد قامت بتهريب المزيد من الطائرات إلى أراضيها دون أن يلاحظها “غريون” على شاشة الكمبيوتر الخاصة به؟
ردّ “غريون” على سؤالنا: “هذا ممكن” وأضاف: “لقد اشترت إيران مؤخرًا بعض الطائرات، ولكنني لا أعلم ما إذا كان البائع يعلم بأن الطائرات ستذهب إلى إيران وما إذا كانت هذه المشتريات تتوافق مع قواعد العقوبات ولكن أعلم أن بعض طائرات بوينغ 737 القديمة طارت مؤخرًا من بلغراد عاصمة صربيا وكذلك من بيلاروسيا إلى إيران.