كيف تتأثر محطة زابوريجيا النووية بعد تدمير سد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا؟
- تحتاج محطة زابوريجيا إلى مياة سد نوفا كاخوفكا للحفاظ على نظام التبريد الخاص بها
- المخابرات الأوكرانية: حجم الكارثة البيئية سوف يتجاوز حدود أوكرانيا
مخاوف عديدة أثيرت فور تدمير سد نوفا كاخوفكا لتوليد الطاقة في جنوبي أوكرانيا الثلاثاء، حسبما أفادت تقارير عالمية، فالحادث تسبب في تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر، فيما يوفر السد المياه لمحطة الطاقة النووية زابوريجيا، وهو ما قد يُنذر بكارثة حسبما أشار رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال.
فبحسب موقع “cosmosmagazine“، تحتاج المحطة النووية إلى مياة السد بهدفِ الحفاظ على نظام التبريد الخاص بها.
وإلى ذلك يقول خبراء في مجال الطاقة النووية، إن مخاطر تدمير سد نوفا كاخوفكا، ربما لم تحدث على الفور، خاصة وأن محطة زابوريجيا – الأكبر في أوروبا -، لديها بركة تبريد خاصة بها تعلوا الخزان، لمنع خطر الانهيار لفترة من الوقت، بينما على المدى البعيد تحتاج المحطة لأنظمة وآليات للحفاظ على بركة التبريد تلك.
والخزان الضخم المتواجد خلف السد يمتد طوله إلى 240 كيلومترًا، وفي بعض المناطق يبلغ عرضه 23 كيلومترًا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء “رويترز”.
وبحسبِ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن محطة زابوريجيا النووية، هي أول محطة يتم الاستيلاء عليها من قبل قوات الغزو الروسي، وكانت تفتقر إلى مصدر طاقة خارجي احتياطي، وهذا يعني أن المحطة تعتمد على خط طاقة واحد فقط يعمل، لإبقائها باردة.
وقال زيلنسكي إن “تدمير السد سيعني كارثة واسعة النطاق”، وقارن مثل هذا العمل باستخدام أسلحة الدمار الشامل.
وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن “حجم الكارثة البيئية سوف يتجاوز حدود أوكرانيا ويؤثر على منطقة البحر الأسود بأكملها”.
مخاطر بيئية
وبسبب هذه الفاجعة، فإن هناك أزمة إنسانية جديدة، ربما تُحول جبهات القتال، حيث أن الكثير من المناطق ستتأثر بتدمير سد نوفا كاخوفكا، بما في ذلك خيرسون، التي تقع على بُعد نحو 20 ميلًا (30 كم) من السد – الذي تم بناؤه عام 1956 -، كجزء من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.
وقد حرص حاكم خيرسون، على حث السكان بإخلاء المنطق محذرًا من أن المياة ربما تصل لمستوى حرج في غضون ساعات.
يأتي هذا فيما تسرب “150 طنا من زيت المحركات” إلى نهر دنيبرو، الثلاثاء، بعد انفجار السد، على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون، محذرين من أخطار بيئية، وفقا لفرانس برس.
وكتبت داريا زاريفنا، المستشارة الصحفية لرئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، على تليغرام “هناك أيضا خطر حدوث تسربات زيت جديدة، مما يؤثر سلبًا على البيئة”.
وكانت الرئاسة الأوكرانية أشارت في وقت سابق، الثلاثاء، إلى أن هذا “التسرب الإضافي” قد يصل إلى “أكثر من 300 طن”.
ومن المحتمل أيضا أن يدمر نظام القنوات المائية التي تروي سكان معظم مناطق جنوب أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
الرد الأوكراني
ووصفت أوكرانيا روسيا بأنها “دولة إرهابية” واتهمتها أمام محكمة العدل الدولية بتفجير سد كاخوفكا، مدرجة ذلك ضمن حملة عنف تخوضها ضدها منذ سنوات بهدف شطب الدولة المجاورة عن الخارطة.
وتعتبر أوكرانيا أن الغزو الروسي الواسع النطاق والذي بدأ في شباط/فبراير 2022 “هو النتيجة المأساوية ولكن المنطقية” لدعم الانفصاليين ولضمّها شبه جزيرة القرم قبل تسعة أعوام، مؤكدة على ضرورة عدم السماح للمعتدين بانتهاك القانون الدولي.
وقال ممثل الوفد الأوكراني أنتون كورينيفيتش أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة “اليوم فقط فجّرت روسيا سدًّا مهمًا يقع في نوفا كاخوفكا”.
وأضاف أن الهجوم على السدّ، والذي تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بتحمل مسؤوليته، قد “تسبب بعمليات كبيرة لإخلاء مدنيين وبأضرار بيئية خطيرة”.
الرد الروسي
وكانت السلطات التي نصبتها موسكو في منطقة خيرسون أعلنت في وقت سابق الثلاثاء أن سد كاخوفكا دمر جزئيا جراء “عدة ضربات” أوكرانية.
وكتب رئيس بلدية نوفا كاخوفكا فلاديمير ليونتييف على تليغرام أن “ضربات عدة استهدفت سد كاخوفكا” خلال الليل مؤكدا أنها دمرت صمامات بوابات السد وتسببت في “دفق مياه خارج عن السيطرة”.
وقال أندريه أليكسيينكو رئيس حكومة منطقة خيرسون التي نصبتها روسيا “وفقا لخدمات الطوارئ ارتفعت المياه إلى مستوى يتراوح بين مترين وأربعة أمتار، وهو أمر لا يهدد البلدات الكبرى” الواقعة أسفل السد على طول النهر.
وأوضح أن الفيضانات تهدد بالإجمال “المناطق الساحلية” في 14 بلدة يقيم فيها “أكثر من 22 ألف شخص”. وأكد “نحن مستعدون إذا لزم الأمر لإجلاء السكان” مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حياتهم ليست في خطر وأن “الوضع تحت السيطرة تماما”.