تعرف على رحلة “أبو بكر الميناكي” من بوكو حرام لداعش
- أبو بكر الميناكي.. داعشي يقود “مكتب الفرقان” رغم إعلان مقتله
أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية 2 من قادة داعش على قائمة العقوبات الأمريكية المرتبطة بالإرهاب على خلفية الاجتماع الأخير الذي عقده التحالف الدولي لدحر داعش بالعاصمة السعودية الرياض بمشاركة أعضاء التحالف الذين بلغ عددهم 86 دولة بعد انضمام دولة توجو، مؤخرًا له.
وقالت الوزارة إن القياديين هما عبد الله مكي الرفيعي، أمير مكتب الرافدين بتنظيم داعش، وأبو بكر الميناكي، القيادي البارز بالتنظيم وأحد مسؤولي مكتب الفرقان الداعشي، وهو أحد مراكز القيادة الإقليمية الأهم لداعش في قارة إفريقيا.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن التنظيم يعتمد على المكاتب الإقليمية لتوفير التوجيه والدعم التشغيلي والتمويل لأفرعه حول العالم، مضيفةً أن إدراج “الرفيعي” و”الميناكي” على القائمة الأمريكية يهدف إلى تقويض شبكة التنظيم.
من هو أبو بكر الميناكي
وعلى صعيد متصل، كشف القرار عن مفاجأة جديدة حول أبو بكر بن محمد بن علي الميناكي، الذي تصفه وزارة الخارجية الأمريكية بأنه مسؤول بالتنظيم العام لداعش ومكتب الفرقان بالساحل الإفريقي، إذ أن “الميناكي“ سبق أن أعلنت القوات النيجيرية مقتله في عملية عسكرية كبيرة استهدفت ولاية غرب إفريقيا، فرع تنظيم داعش في منطقة حوض بحيرة تشاد.
ويعرف أبو بكر الميناكي بأسماء أخرى منها بوكار (بكر) ماينوك، ومودو مينوك وهو أحد قادة داعش المخضرمين في ولاية غرب إفريقيا ومكتب الفرقان الداعشي.
ويبدو أن أبو بكر الميناكي لم يقتل في 2020، على عكس ما ادعى الجيش النيجيري، وهو سبق ما حدث مع قيادات أخرى أُعلن مقتلها في عمليات عسكرية قبل أن يتبين أنهم لا زالوا أحياء وفاعلين في التنظيم.
وبحسب المعلومات المتوافرة عن “الميناكي” فإنه أحد الكوادر التي انضمت لجماعة “بوكو حرام” قبل سنوات، ثم حول ولاءه لتنظيم داعش بعد إعلان الجماعة بيعتها له، عام 2015.
وكان أبو بكر الميناكي من أبرز قيادات جماعة بوكو حرام ثم ولاية غرب إفريقيا، لاحقًا، وشغل عضوية مجلس شورى الولاية وكذلك اختيرًا أميرًا على مركز الغنائم والفيء التابع لفرع داعش في غرب إفريقيا ومنطقة حوض بحيرة تشاد.
ويعد “الميناكي” أحد القيادات المسؤولة عن شبكة داعش المالية في كامل القارة الإفريقية كما أن صلاته بالتنظيم المركزي تعززت في غضون الفترة الأخيرة، خصوصًا مع سعي التنظيم المركزي لتعميم ما سماه “التجربة الاقتصادية” إبان وجود أبو سارة العراقي، الأمير السابق للإدارة العامة للولايات الداعشية، على رأس التنظيم.
وملف التجربة الاقتصادية هو خطة عمل تعتمد على السلب والنهب والابتزاز وتهدف إلى تشجيع أفرع داعش على تمويل أنفسها ذاتيًا، والمساهمة بـ25% من إجمالي الأموال التي تجمعها لتمويل التنظيم المركزي والذي تآكلت احتياطاته المالية بصورة كبيرة، في غضون الفترة الأخيرة، وانخفضت إلى 25 مليون دولار فقط بعدما كانت تُقدر بـ100 مليون دولار، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”.
بين مكتبي الفرقان والأنفال
على أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول إدراج أبو بكر بن محمد بن علي الميناكي اعتبر أنه قيادي بمكتب الفرقان الداعشي الناشط في منطقة الساحل الإفريقي، لكن التدقيق في شبكة المكاتب الإقليمية والمسؤولة عن قيادة التنظيم وأفرعه المختلفة في الوقت الحالي تكشف أن وجود تداخل بين مكتبي الفرقان والأنفال المسؤولين عن قيادة أفرع داعش في غرب إفريقيا والساحل، على الترتيب.
وبحسب مراسلات ومعلومات مسربة من داخل داعش فإن مكتب الفرقان يتولى الإشراف على أفرع التنظيم في غرب إفريقيا (نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، تشاد)، وهو تحت القيادة المباشرة لوالي غرب إفريقيا، والذي يعتبر “أبو بكر الميناكي” نائبًا له، أما مكتب الأنفال فهو المسؤول عن أفرع داعش في منطقة الساحل بما في ذلك فرعيه في مالي وبوركينا فاسو، وأيضًا فرع داعش في ليبيا المسمى بـ”ولاية ليبيا”.
وأصدر أبو سارة العراقي، أمير الإدارة العامة للولايات سابقًا، قرارًا بوضع مكتب الأنفال تحت إشراف والي غرب إفريقيا مع اعتبار أمير مكتب الأنفال نائبًا لوالي غرب إفريقيا ومسؤولًا عن إدارة المكتب الأخير “الأنفال” لكن بالتنسيق مع مكتب الفرقان.
ويرجع سبب إصدار هذا القرار إلى حالة الضعف التي عانى منها مكتب الأنفال وفشله في تطبيق “التجربة الاقتصادية” التي يعول عليها التنظيم لتمويل نفسه في الوقت الحالي، ولعل هذا السبب كان وراء إطلاق يد “أبو بكر الميناكي” وزيادة صلاحيته لتتعدى الإشراف على مركز الفيء والغنائم في ولاية غرب إفريقيا إلى الإشراف على النشاط المالي لأفرع داعش في منطقة الساحل، تحت مظلة مكتب الفرقان وهو القيادة الإقليمية الأهم لداعش في إفريقيا وثالث أهم المكاتب الخارجية للتنظيم بد مكتبي بلاد الرافدين (العراق)، والشام (ويُعرف أيضًا بالأرض المباركة).